حتى قبل ظهر أمس كان موسم الحج هذا العام سيصبح من أفضل المواسم من ناحية التنظيم والأمن مقارنة بالأعوام السابقة، فقد كانت أمور الحجاج في المشاعر المقدسة تسير من دون مشكلات تذكر من هذه الناحية. وكاد الموسم أن يكون كاملاً، ولكن شاء القدر غير ذلك. فعلى رغم تجنيد أكثر من 60 ألف رجل أمن والكثير من الموظفين الذين حرصت السعودية بتوفيرهم على تقديم أفضل الخدمات للحجاج، وهو شغل شاغل لحكومة المملكة وتحرص على تطويره في كل عام وتنفق في سبيل ذلك ملايين الريالات، إلا أن بعض الأخطاء تنغص وتدمر «الكمال». فقد قتل 76 شخصاً الأسبوع الماضي في انهيار فندق «لؤلؤة الخير» القريب من الحرم المكي. وكانت كارثة يوم أمس أشد وطأة بكثير، فقد قضى 345 حاجاً وأصيب 289 بجروح في حادث تدافع دام وقع عند جسر الجمرات في منى، وذلك في أكثر حادث دموي يشهده موسم للحج منذ العام .1990 وذكرت وزارة الداخلية السعودية أن سبب الحادث سقوط حجم كبير من الأمتعة المنقولة مع الحجاج، وإصرار أعداد كبيرة من الحجاج على التحقق من حلول موعد الزوال قبل الشروع في رمي الجمرات وعلى التعجل في الرمي ما تسبب في التدافع ووقوع الكارثة. حوادث يتسبب فيها الحجاج بإهمالهم أو عدم اتباعهم للإرشادات والقوانين التي تشرعها الجهات المعنية في السعودية تتسبب في حرمان الكثيرين من أحبتهم مع احتسابهم شهداء في سبيل الله إن شاء الله، وإظهار خلل معين في الموسم لم يكن المسئولون منتبهين لوجوده أو يتوقعونه. وتبقى هذه الحوادث التي نأمل جميعاً أن يأتي اليوم الذي تنتهي فيه دروساً نتعلم منها جميعاً ونستفيد منها بصورة أو بأخرى
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1225 - الخميس 12 يناير 2006م الموافق 12 ذي الحجة 1426هـ