حذر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس (الجمعة) من تحول الشراكة الشرقية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي مع ست جمهوريات سوفياتية سابقة إلى تحالف «معاد لروسيا»، وذلك على رغم محاولات الاتحاد الأوروبي لطمأنته.

وقال مدفيديف في مؤتمر صحافي مشترك مع قادة الاتحاد الأوروبي في خاباروفسك أقصى الشرق الروسي إن «أي شراكة أفضل من النزاع لكننا قلقون لأن بعض البلدان تحاول استخدام هذا الهيكل كشراكة ضد روسيا». وأضاف الرئيس الروسي «لا نريد أن تتحول الشراكة الشرقية إلى شراكة معادية لروسيا».

من جهته، حرص الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي على التشديد على الطابع «الإيجابي» لهذا الحلف. وقال إن «هذه الشراكة ليست موجهة ضد أحد وبالتحديد ضد روسيا». ودعا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا روسيا إلى المشاركة في الشراكة الشرقية.

وقال سولانا في مؤتمر صحافي أمس «نريد أن تشارك روسيا في برامج الشراكة الشرقية». وأطلقت الشراكة الشرقية مع بيلاروسيا وأوكرانيا ومولدافيا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان مطلع مايو/ أيار الجاري في براغ. وهي تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الاتحاد الأوروبي وهذه البلدان.

وخرجت الخلافات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا إلى العلن خلال القمة نصف السنوية بين الطرفين. وخلال القمة أكد الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن «الاتحاد الأوروبي يعتبر روسيا شريكا استراتيجيا. من المهم أن يصبح هذا الأمر واقعا وليس مجرد إعلان نوايا». ولكن لا المجاملات المتبادلة ولا جمال طبيعة خاباروفسك التي زادها جمالا نهر أمور الذي يخترقها، تمكنت من زحزحة أي من الطرفين عن مواقفه.

ففي ملف الطاقة الشديد الحساسية لم يستبعد الرئيس الروسي اندلاع حرب غاز جديدة بين روسيا وأوكرانيا رافضا تحميل بلاده أية مسئولية في هذا الشأن. وقال مدفيديف «لدينا شكوك بشأن قدرة أوكرانيا على دفع» ثمن مشترياتها من الغاز الروسي. وسبق أن أدى هذا النوع من الخلافات المالية بين موسكو وكييف إلى العديد من الأزمات الحادة التي أرخت بثقلها على أوروبا إذ حرمت الأخيرة طيلة أسبوعين من الغاز الروسي الذي يمر عبر الأراضي الأوكرانية.