لا نريد أن نخرج كثيراً عن ملف المشروع الوطني للتوظيف لأنه باختصار، مشروع يعنينا جميعاً... يعني المسئول الكبير في الدولة ويعني المواطن البسيط الفقير... ولعله يهم هذا الأخير لأنه في حاجة الى أن يعيش حياة كريمة... سواء كان هو اليد التي تقدر على العمل أو أبناؤه.
تحدثنا كثيراً عن موضوع البطالة، وتحدثنا مع العاطلين أنفسهم... ومن هم هؤلاء العاطلون أصلا؟ تجدونهم في بيوتنا... في بيت كل واحد منا عاطل عن العمل أو متعطل أو متهيئ للعمل، لذلك، تصبح الرسالة متعددة الأوجه لكن الغاية واحدة.
لقد كثر الكلام عن العاطلين في الصحافة وفي المجالس وفي الندوات واللقاءات، وتركزت معظم نقاط الانتقاد على الموقف الذي اتخذه مئات العاطلين ضد العمل... هم إذاً فئة لا تريد العمل، وليسوا سوى دمى تحركهم بعض الحركات وبعض التيارات لتحقيق مكاسب سياسية ولاستغلال هذا الملف للضغط على الحكومة... هم إذاً فئة (تخريب وتدمير) وليست فئة بناء وتعمير... هم أيضاً مجموعة من المشاكسين الفاشلين في دراستهم وفي حياتهم عموما.
أبداً... ليس أولئك الباحثون عن عمل من أبناء البلاد من الجنسين هم من يفعل ذلك! هم وبصراحة، فئة تعبت على نفسها ودرست وتدربت وعملت باخلاص بحثاً عن مصدر رزق يلبي احتياجاتهم المعيشية، ومنهم في الجهة الأخرى من اجبرته الظروف على الدخول في سوق العمل بلا شهادة أو مؤهل علمي وبلا حرفة، وفي كلتا الحالين... هم جميعاً في حاجة للعيش برضا واستقرار، وواجب الحكومة، وليس من باب سواد عيوننا أو عيون العاطلين... واجب الحكومة أن توفر الحياة الكريمة والعيش الطيب لأبناء البلد. اذاً، أيها العاطلون الجادون في البحث عن عمل.. لا تتركوا المجال للمشككين في صدق نواياكم وفي انتمائكم لوطنكم وفي غايتكم... اثبتوا لهم أنكم من أكثر أبناء البحرين إخلاصاً.
أما العاطلون الذين يتاجرون بالقضية ويعبثون ويحرقون ويدمرون بلا عقل كبهيمة الأنعام، فهؤلاء لا يتقون الله في أنفسهم ولن يرغبوا في العمل إطلاقاً، ويبدو أن شعارهم (ننام من أجل أن نعيش)
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ