إنه من المؤلم حقاً أن تتردى خدمات شركات الطيران بما في ذلك الرائدة منها، ويتضرر المسافرون وهو ما يعود بالضرر على البلاد وعلى الشركة المعنية.
لقد واجهت مشكلة منذ أيام وأنا أغادر البحرين في إجازة العيد، وكنت حجزت على درجة رجال الأعمال (ولا أدري لماذا لا تسعى جمعية سيدات الأعمال إلى التفاهم لتغير هذا الاسم بما يتناسب وخروج المرأة إلى العمل... وإعطاء هذه الدرجة اسماً حيادياً وليس شوفينياً ورجولياً).
وحين وصولنا إلى القاعة، أعطينا الموظف رقم الحجز مع التذاكر، فأخبرنا أن حجزنا ألغي... ويا للمصيبة! ما العمل؟ فإما الانتقال إلى الدرجة السياحية التي لا طاقة لي بتحمل الجلوس على كراسيها الضيّقة التي تسبب لي الكثير من أوجاع الظهر... وإما الانتظار إلى حين حضور جميع الركاب (ما يزيد على الساعتين انتظاراً)... وقررنا الانتظار للحصول على المقعدين السحريين، مع أن الوقت كان يقارب منتصف الليل. وأخيراً، وبعد معاناة نفسية دامت طويلاً، قال الموظف: حظكم من السماء، لم يحضر آخر اثنين على هذه الدرجة المميزة... وقفزنا إلى الطائرة بعد أن شرح لنا الموظف أن هذه المشكلة تحدث لهم يومياً وهي شيء قد تعودوا عليه... والموظفون المساكين هم يأخذون كل لوم المسافرين والسبب هو أن مركز الحجز أضحى في بلد آخر وهم يلغون الحجوزات دونما سابق إنذار ولا يعرفون سبب ذلك وكله بالتالي يُلام عليه (الكمبيوتر العجيب) وغير المبرمج تلقائياً لمراجعة البيانات الدقيقة، مثل هذه التي تعذب الراكب وتحرج الموظف الذي كان في منتهى اللياقة والتأدب واقفاً حائراً لا يعرف كيف يرضينا، والحق يقال إن الموظف البحريني هو متعة في التعامل لما أظهره من كياسة وطولة بال وأخلاق.
والمهم أنه بعد ركوبنا الطائرة وجدنا كراسي فارغة، يعني لو كنا تنازلنا عن الرحلة لكانت تسعة كراسي شاغرة.
هل تصدقون هذا الكلام وهذه المسرحية العجيبة؟!
وهذه ليست المرة الوحيدة التي يصادف بقولهم: الطائرة مملوءة وبعد ذلك نركب ونجد معظم كراسيها شاغرة ويحدث الشيء نفسه في الدرجات الأخرى!
المهم، لن أطيل الحديث، وأريد فقط تفسيراً منطقياً لما يحدث، ومن يعوضنا عن كل ذلك التأخير والتعب النفسي والانتظار والقلق. ولي أن أزيد أن الوجبات انحدر مستواها للغاية، وكذلك الخدمة داخل الطائرة... والازدحام الشديد في الباصات أثناء الانتقال من وإلى الطائرة دونما رقيب أو مشرف على ما يدور داخل هذه الباصات! وخصوصاً في الساعات الأولى من الفجر والإنسان متعب ومسهد.
أضيف إلى ذلك استعمال النقال في قاعة الـ VIP من قبل أشخاص وهم يتكلمون بأعلى أصواتهم أيضاً دونما رقيب على الإزعاج الذي يسببه هؤلاء للركاب الآخرين!
خلاصة الموضوع: تجب إعادة النظر في المنهجية التي تسير عليها الامور، وإنني أرجو من المعنيين مراجعة أوراقهم... وأن يفيقوا ويستيقظوا لما يجري داخل الكواليس، والتحقيق في كل هذه الملابسات والحجوزات الملغية، والاكتظاظ، وعدم مراعاة شعور المسافرين..
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ