ان تحقيق الرفاهية في المجتمع البحريني بحاجة إلى تنمية البنية التحتية للقرى إذ تمثل القرى التركيبة الاساسية لمملكة البحرين.
وتطوير القرى البحرينية يتطلب اموالاً هائلة لتحريك العجلة الاقتصادية فيها بما يكفل انتشالها من الفقر الذي تعاني منه وتخليص ابنائها من البطالة.
انه من المهم ان يكون في كل قرية مركز مالي للتطوير وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويمكن لكل قرية من قرى البحرين إن تنشئ مؤسسة مالية تحمل اسمها، وتتجلى أهداف المؤسسة في إنشاء شركات ومؤسسات متنوعة في كل القطاعات وتوظيف ابناء القرية انفسهم، واستثمار الاموال في كل ما يمكن ان يعود بالفائدة على القرية.
اما عن رأس مال المؤسسة فإن أفضل طريقة هي الاكتتاب، بمعنى أن تشكل إدارة في القرية، وتعلن عن اكتتاب خاص بأبناء القرية فقط، وتحديد سعر السهم فلس على سبيل المثال، ليتمكن الجميع من المشاركة كلاً حسب قدراته وامكاناته، الطفل الصغير يمكن ان يدفع فلس لشراء سهم، والكبير يمكن ان يدفع دينار لشراء عشرة اسهم وهكذا.
ويتم زيادة رأس المال كل شهر عن طريق اكتتاب داخل القرية، وهذا سيؤدي على مرور الشهور إلى تضاعف وتضخم رأس المال مع مرور الوقت، ومن المهم في ذلك حفظ الحقوق للمكتتبين من ابناء القرية.
وتقوم إدارة المؤسسة بدراسة الفرص الاستثمارية وإعداد دراسات الجدوى لإقامة مشروعات استثمارية مربحة يتم فيها توظيف ابناء القرية برواتب عادلة.
ويمكن للمؤسسة ان تقوم بمهام المصارف في تقديم القروض التعليمية أو قروض البناء وغيرها من القروض التي يحتاجها ابناء القرية مع أخذ ربحية معقولة اقل من المصارف بالمملكة إلى جانب المرونة في التسديد ومراعاة ظروف ابناء القرية انفسهم في تحديد فترة التسديد.
كما تستطيع المؤسسة ان تقوم بإنشاء شركات، وبعد نجاحها تقوم ببيع اسهمها على ابناء القرية فقط ولا يسمح لأبناء القرى الاخرى بالشراء، اي كل قرية تهتم في تطوير نفسها والاعتماد على ذاتها، )يمكن وضع قانون داخلي حسب ما تتطلبه مصلحة القرية نفسها(.
وبعد ان يشترك ابناء القرية في مشروعات الصندوق المالي وتكون لهم اسهم في الشركات والمؤسسات التابعة للمؤسسة، يتم اتخاذ خطوة اخرى بتعليم ابناء القرية كيفية بيع وشراء الأسهم بين ابناء القرية، بمعنى انشاء بورصة داخل القرية نفسها محمية من دخول كائن من يكون من خارج القرية.
وهذا سيؤدي إلى خلق ثقافة اقتصادية بين ابناء القرى، وتعزيز ريادة الاعمال في الاوساط الشعبية، ويفتح لهم آفاقاً اوسع للتطوير بامتلاكهم القدرة على النجاح والادراك الصحيح للدورة الاقتصادية وكيفية الاستفادة من الظروف وتحقيق اعلى مستويات النجاح. وبعد النضوج يمكن لأبناء القرى الانطلاق إلى آفاق اوسع في الاقتصاد البحريني، والدخول في معترك السوق في المملكة، وإذا رأى ابن القرية انه قادر على دخول السوق الخليجية والعالمية فيمكنه المغامرة وهو واثق من نفسه
العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ