قتل 14 شخصا بينهم 11 مدنيا وأصيب نحو 50 آخرين بجروح في معارك جديدة اندلعت أمس (الجمعة) في العاصمة الصومالية مقديشو بين القوات الحكومية والمسلحين الإسلاميين، كما ذكر مسئولون وشهود عيان.
وهاجمت القوات الحكومية صباح الجمعة ثلاثة أحياء هي تاربونكا وباكارا وهاولواداغ التي سيطر عليها المسلحون في جنوب مقديشو في اشتباكات عنيفة جرت أخيرا قتل فيها أكثر من 100 شخص.
وأكد المتحدث باسم الجيش الصومالي فرحان مهدي محمد أن المعركة ستستمر حتى إخراج المتمردين من العاصمة، إلا أن شهودا عيانا قالوا إنهم شاهدوا القوات الحكومية تتراجع أمام تقدم المتمردين.
وقتل ثمانية ركاب عندما سقطت قذيفة هاون على حافلة في جنوب مقديشو. وقال بشير عبدالرحمن إن «الحافلة كانت تمر من أمام بوابة منزلي عندما حدثت الكارثة. وتناثرت الدماء والبقايا البشرية في كل مكان. لقد كان مشهدا فظيعا».
وقتل ستة أشخاص من بينهم صحافي محلي وثلاثة من الجنود في تجدد الاشتباكات، حسب شهود عيان ومسئولين.
وذكر مسئولون في مستشفى مدينة بمقديشو أن 53 شخصا نقلوا للعلاج.
وتحول القتال إلى عمليات إطلاق نار متفرقة بحلول بعد ظهر الجمعة، حسب مراسل وكالة فرانس برس.
ودانت النقابة الوطنية للصحافيين الصوماليين مقتل الصحافي الذي يعمل في إذاعة شابيلي خلال الاشتباكات.
وجاء في بيان للنقابة أن الصحافي «كان في طريقه إلى المحطة عندما أصابته رصاصات في صدره. وكانت جثته ملقاة على الطريق لمدة نحو 45 دقيقة بينما كان رجال المليشيات يطلقون النار على أي شخص يريد أخذ جثته».
وفي وقت سابق ذكر متحدث باسم الجيش أن جنديا أصيب وقال إن الجيش استعاد السيطرة على مناطق تاربونكا وباكارا وهاولواداغ، التي كان يسيطر عليها المسلحون.
وأضاف «هذه عملية عسكرية واسعة ضد أناس عنيفين» مضيفا أن «الحكومة ستخرجهم من العاصمة وسيتواصل القتال حتى أن يتم ذلك».
غير أن متحدثا باسم حركة «الشباب» المتمردة نفى هذه المعلومات.
وقال شيخ علي محمود راجي «إن أعداء الله هاجموا مواقعنا هذا الصباح ومقاتلونا يدافعون عن أنفسهم حاليا. وهم (الجنود الحكوميون) لم يستعيدوا السيطرة على هذه المواقع».
وقتل أكثر من 100 شخص كما شرد 46 ألفا بعد عشرة أيام من الاشتباكات العنيفة بين الجانبين.
ومقاتلو حركة الشباب والحزب الإسلامي هم المسلحين الرئيسيين الذين يحاولون الإطاحة بالحكومة الانتقالية بزعامة شريف شيخ أحمد الذي جرى انتخابه في يناير/ كانون الثاني الماضي بموجب اتفاق مصالحة برعاية الأمم المتحدة.
وشن المسلحون هجمات ضد الحكومة في السابع من مايو/ أيار الجاري وقالوا إنهم تلقوا دعما من مقاتلين أجانب لشن اعنف الاشتباكات التي تشهدها مقديشو منذ أشهر.
ودعت الهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) الأسبوع الجاري مجلس الأمن الدولي إلى فرض «من دون تأخير» عقوبات على أريتريا المتهمة بزعزعة استقرار الصومال. كما دعت المنظمة مجلس الأمن إلى فرض حصار بحري وجوي على الصومال لحرمان المسلحين من الأسلحة.
على صعيد آخر دفع صومالي متورط في مهاجمة سفينة شحن في المحيط الهندي في أبريل/ نيسان الماضي ومتهم من قبل هيئة محلفين أميركية «بالقرصنة»، ببراءته أمام محكمة فدرالية في نيويورك.
وبصوت متهدج، نفى عبدي والي موسى الذي كان برفقة محاميه فيل وينستين، تورطه في خطف سفينة في الثامن من أبريل قبالة سواحل الصومال التي سلم بعدها إلى الولايات المتحدة. ويواجه عقوبة بالسجن مدى الحياة.
وتلت القاضية لوريتا بريسكا الاتهامات العشر الموجهة إليه خلال جلسة لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة ثم حددت موعد الجلسة المقبلة في السابع عشر من سبتمبر/ أيلول المقبل.
وبعدما أكد براءة موكله، عبر المحامي عن استيائه من ظروف الاعتقال. وقال «إنهم يعطونه أدوية لا يعرفها». ودان عزل الشاب الذي بقي مطأطئ الرأس خلال الجلسة. وأكد المحامي «أنه لا يستطيع الاتصال بنا أكثر من مرة أو مرتين أسبوعيا».
وعبر ممثل للحكومة الصومالية حضر الجلسة عن أسفه لهذه الوقائع وعبر عن «ثقته الكاملة في النظام القضائي الأميركي».
وقال نائب الممثل الدائم لبعثة الصومال في الأمم المتحدة عيد محمد «نعبر عن تعاطفنا مع أسرة القبطان ونأسف لما حدث».
وأوضحت محامية في فريق الدفع عن القرصان فيونا دوهرتي أن الدفاع سيشدد على الاستسلام الطوعي لعبدي إلى البحرية الأميركية.
وقالت «نعتقد أن القضاء سيبرئه»، مؤكدة أنه «طلب الصعود إلى الزورق ليحاول التفاوض حول أمن الكابتن (ريتشاردز) فيليبس».
والفتى هو الناجي الوحيد من أربعة أشخاص استولوا على سفينة الشحن «ميرسك الاباما» في الثامن من أبريل المقبل قبالة سواحل الصومال.
وفي نهاية المطاف تمكن فريق من طاقم السفينة من السيطرة على السفينة لكن القراصنة فروا واقتادوا معهم القبطان ريتشارد فيليبس على زورق نجاة.
العدد 2451 - الجمعة 22 مايو 2009م الموافق 27 جمادى الأولى 1430هـ