طالب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس (الجمعة) بإنزال عقوبة الإعدام «بالعملاء» الذين اعتقلوا أخيرا لقيامهم بأنشطة تجسس لحساب «إسرائيل».
وقال نصرالله في احتفال شعبي حاشد في النبطية في جنوب لبنان في الذكرى التاسعة للتحرير «أطالب بإنزال عقوبة الإعدام بالعملاء الذين قدموا معلومات» أدت إلى «فظائع وجرائم» في لبنان. وإذ رفض العقوبات المخففة، اعتبر أن مثل هذه العقوبات «لا تحمي بلدا، ومن يتساهل في هذا الأمر شريك في سفك دماء اللبنانيين».
كما رفض اعتماد ما سماه «التوازن الطائفي في عدد العملاء»، قائلا «ابدأوا بالإعدام بالعملاء من الطائفة الشيعية».
وأكد نصرالله أن شبكات التجسس التي تم كشفها «لم تكن تعمل فقط على جمع المعلومات، بل بعض هؤلاء تنفيذيون»، مشيرا إلى العثور في منزل أحد الموقوفين على «عشرين كيلوغراما من مادة تي إن تي».
وفي تطور آخر أعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الجمعة في بيروت أن مساعدات بلاده المستقبلية للبنان ستتوقف على «تشكيلة الحكومة المقبلة وسياساتها». وقال بايدن، وهو أول مسئول أميركي على هذا المستوى يزور لبنان منذ ثلاثين عاما تقريبا، إن «الولايات المتحدة ستجري تقييما لبرنامج مساعداتها للبنان بالاستناد إلى تشكيلة الحكومة المقبلة وسياساتها».
بيروت - أف ب، د ب أ
أعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس (الجمعة) في بيروت أن مساعدات بلاده المستقبلية للبنان ستتوقف على «تشكيلة الحكومة المقبلة وسياساتها»، في تلميح إلى احتمال فوز الأقلية الحالية التي أبرز أركانها حزب الله في الانتخابات النيابية المقررة في السابع من يونيو/ حزيران.
وقال بايدن، وهو أول مسئول أميركي على هذا المستوى يزور لبنان منذ ثلاثين عاما تقريبا، إن «الولايات المتحدة ستجري تقييما لبرنامج مساعداتها للبنان بالاستناد إلى تشكيلة الحكومة المقبلة وسياساتها»، مشيرا إلى أنه «يعود للشعب اللبناني من دون غيره أن يقرر شكل وتشكيلة هذه الحكومة».
وستشهد الانتخابات تنافسا شديدا بين الأكثرية الحالية المدعومة من الغرب (قوى 14 آذار) ودول عربية والمعارضة القريبة من سورية وإيران (قوى 8 آذار).
وقال بايدن الذي يزور بيروت قبل أسبوعين من الانتخابات النيابية في أول رحلة له إلى الشرق الأوسط منذ تسلمه مسئولياته مع الإدارة الأميركية الجديدة في يناير/ كانون الثاني الماضي، «لم آت إلى هنا لأدعم أي فريق سياسي»، مضيفا «أتيت لأؤكد دعم الولايات المتحدة القوي لمبادئ أساسية». إلا أنه حث «الذين يفكرون بالوقوف إلى جانب معرقلي السلام إلى عدم تفويت هذه الفرصة (الانتخابات) وإلى الابتعاد عن المعرقلين»، من دون أن يسميهم، وإن بدا واضحا أنه يقصد حزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.
وأصدر حزب الله مع وصول بايدن إلى بيروت ظهرا بيانا رأى فيه أن «الاهتمام الأميركي العالي بلبنان يثير ريبة قوية حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراءه». واعتبر أن هذا الاهتمام «بات يشكل تدخلا صريحا وتفصيليا بالشأن اللبناني، وهو ما تترجمه الزيارات المتوالية لمسئولين في الإدارة الأميركية للبلد».
وقال النائب في حزب الله حسن فضل الله إن زيارة بايدن «تندرج في سياق الإشراف الأميركي على الحملة الانتخابية لفريق لبناني يشعر باهتزاز وضعيته الشعبية والسياسية في ضوء المتغيرات الخارجية والنتائج المتوقعة للانتخابات النيابية».
واعتبر فضل الله أن «هذه الزيارة في هذا التوقيت سترتد سلبا على المراهنين مرة أخرى على دعم أميركي أثبت عجزه في ذروة غطرسة (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش عن كسر إرادة اللبنانيين».
ويؤكد كل من فريقي الأكثرية والمعارضة في لبنان أنه سيفوز في الانتخابات.
وأكد بايدن الذي التقى أيضا كلا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة دعم بلاده «لسيادة لبنان»، مضيفا أن «الولايات المتحدة ملتزمة بأن تكون المؤسسات اللبنانية قوية بقدر الإمكان. لذلك من المهم بالنسبة إلى اللبنانيين أن يختاروا قادتهم في انتخابات ديمقراطية». وأكد أن «لا مساومة على سيادة لبنان (...) وأن أي عملية سلام في الشرق الأوسط لن تستثني لبنان».
وتلا الرئيس اللبناني ميشيل سليمان بيانا من جهته قال فيه إن الانتخابات النيابية «ستعكس إرادة الشعب اللبناني بالالتزام بالمسار الديمقراطي وإعطاء دفع جديد لعمل المؤسسات وعجلة الحكم وورشة الإصلاح الإداري والسياسي».
وقال من جهة ثانية إنه أطلع بايدن على «الخروقات الإسرائيلية المستمرة لسيادة لبنان ونشر شبكات التجسس على أراضيه ما يشكل خرقا فاضحا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وركائز الاستقرار».
على صعيد آخر، طالب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس الجمعة بإنزال عقوبة الإعدام «بالعملاء» الذين اعتقلوا أخيرا لقيامهم بأنشطة تجسس لحساب «إسرائيل».
وقال نصرالله في احتفال شعبي حاشد في النبطية في جنوب لبنان في الذكرى التاسعة لعيد المقاومة والتحرير وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان «أطالب (...) بإنزال عقوبة الإعدام بالعملاء الذين قدموا معلومات» أدت إلى قتل وتدمير في لبنان.
وإذ رفض العقوبات المخففة، اعتبر أن مثل هذه العقوبات «لا تحمي بلدا، ومن يتساهل في هذا الأمر شريك في سفك دماء اللبنانيين».
كما رفض اعتماد ما سماه «التوازن الطائفي في عدد العملاء»، قائلا «ابدأوا بالإعدام بالعملاء من الطائفة الشيعية». وكشفت القوى الأمنية اللبنانية خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة شبكات تجسس أفرادها ينتمون الى كل الطوائف اللبنانية.
من جانب آخر وأوضح الامين العام لحزب الله انه في مسألة المقاومة والدولة فان الجنوب كان دائما في دائرة التهديد والأطماع، من أرضه ومياه وتهجير شعبه، وكان دائما في دائرة الاعتداء، والجنوب منذ البداية كان في دائرة العدوان والخطر ومنذ البداية كان خيار أهل الجنوب هو الدولة ولو عدنا إلى مواقف علمائنا في جبل عامل وسياسيينا ونخبنا وشعرائنا كان واضحا أن الدولة خيارهم.
وعرض السيد نصرالله لرسالة الإمام عبد الحسين شرف الدين للرئيس اللبناني بشارة الخوري في العام 1949 إبان مجزرة حولا التي راح ضحيتها العشرات من الشهداء مشيرا فيها إلى أن التجاهل للجنوب كان منذ البداية.
وفي الموضوع الانتخابي تحدث نصر الله عن حديث البعض في أن الانتخابات في جنوب لبنان ليس هناك منافسة فيها وان الحوافز قد لا تتوفر للناخبين كي يذهبوا لصناديق الاقتراع وأشار إلى أن كل المناطق اللبنانية معنية بالإنتخابات في 7 يونيو/حزيران لكنه شدد على أن أهل الجنوب هم الأولى لأن يحضروا بكثافة نهار الإقتراع عند صناديق الانتخابات.
العدد 2451 - الجمعة 22 مايو 2009م الموافق 27 جمادى الأولى 1430هـ