في خبر اقرب إلى الطرافة ذكرت تقارير أن النائب البريطاني جورج غالاوي دخل في مضمار المتسابقين في برنامج «الأخ الأكبر» الذي يعرض على شاشة التلفزة وينقل سلوكيات وتحركات جميع من فيه لمدة أسابيع، ومن خلاله يطلع المشاهدون - الذين يقدر عددهم بالملايين - على الفائز الذي يبقى في النهاية ويتوج بلقب «الأخ الكبير».
البحرين كانت الدولة الرائدة من دول منطقة الشرق الأوسط التي احتضنت ذلك البرنامج على أراضيها برعاية شبكة «أم بي سي» ولكن الأقدار شاءت دون استكمال حلقاته بسبب ما أثير بشان تجرده من الأخلاق والفضيلة وبثه للرذائل ما دعا بالمحطة التي تتخذ من دبي موقعا لها لوقفه تجنبا لما قالت إنه انقسام في وجهات نظر الرأي العام المحلي.
النائب غالاوي قال قبل دخوله إلى بيت «الأخ الكبير» إن «مشاركته ستمنحه فرصة لشرح من أنا بالضبط أمام جمهور عريض ومختلف». وقال «رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير سيكون في ورطة وبالطبع سيرغب في استبعادي من البرنامج مبكرا حتى لا أحرز نصرا آخر». لكنه أوضح «إلا أنني مادمت بقيت داخل منزل الأخ الكبير فسأتركه وشأنه. سيتأزم الوضع بالنسبة لهؤلاء الذين لا يحبونني». يذكر أن النائب غالاوي طرد من عضوية حزب العمال بسب ما أثير بشان علاقته بنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وكوبونات النفط في برنامج «النفط مقابل الغذاء». غالاوي اتخذ من هذا البرنامج منفذا للتنفيس والتعبير عن إعلان آرائه المعارضة لكن إدارة البرنامج أعلنت أنها لن تسمح بمرور تلك الشعارات التي ينوي البوح بها من اجل زيادة رصيده الانتخابي وبقائه مدة أطول في البرنامج - الذي يبقى فيه المتسابق بعيدا عن أجواء العالم الخارجي والاحتكاك به - مع العلم أن النائب شارك في البرنامج دون أخذ الإذن من سلطات البرلمان الذي افتتح أولى جلسات الاثنين الماضي. الطرافة تستمر وتجد أن النائب الذي يتمتع بالحصانة استغل البرنامج لتحقيق أغراض سياسية بحتة وانتقامية بأسلوبه الخاص، في حين نجد أن مجتمعنا لم يتقبل فكرة البرنامج أساسا بسبب دوافع ايديولوجية اجتماعية بحته وأفكار راسخة في بواطن عقولهم تدعوهم إلى نبذ كل ما هو غريب ودخيل على تقاليد هذا المجتمع المحافظ
العدد 1223 - الثلثاء 10 يناير 2006م الموافق 10 ذي الحجة 1426هـ