لاتزال دور السينما في البحرين تعرض آخر أفلام جودي فوستر «Flight Plan» للأسبوع الثامن على التوالي ولايزال هذا الفيلم المميز يستقطب عشاق سينما هوليوود من البحرينيين. وربما يأتي هذا التقرير متأخراً لكنه يشبه الفيلم الذي يتحدث عنه والذي يرى كثيرون أنه جاء متأخراً أعوام عن حوادث سبتمبر/أيلول وهو الذي يتطرق لموضوع ارهاب الطائرات عبر قصة مثيرة للغاية تدور وقائعها داخل طائرة مدنية. هذا الفيلم الذي يأتي بعد Red Eye وقبل Snakes on a Plane، يقدم نوعاً خاصاً من الإثارة والغموض تشبهان تلك الإثارة التي تأتي في أفلام هيتشكوك الشهيرة. الفرق الوحيد هو أن كل الإثارة تحدث في أعالي السماء وعلى متن طائرة ركاب، وكأن كاتب القصة ومخرجها يتعمدان أن يزيدا رعب الكثيرين من السفر بالطائرات وهي الحال التي وتفاقمت بشكل مرعب في السنوات الأخيرة.

لساعة أو أكثر، يمتعنا الفيلم بوقائعه المليئة بالإثارة، مكرراً طرح السؤال الذي ترتكز عليه قصته، وهو: «كيف يمكن لأم أن تفقد ابنتها في مثل هذا المكان المحكم»؟.

مؤلف القصة تمكن من أن يبني حول هذه الفرضية قصة تلهب أعصاب المتفرج بشكل بطيء، مستثمراً حقيقة خوف البعض من الأماكن المغلقة في خلق الصراع الأساس.

يمتلئ الفيلم بكثير من الاشارات الواضحة مثل وجود مسافر عربي على متن الطائرة وهو أمر يرفع نسبة توقع وجود عمل ارهابي. كما تأتي بعض الحوادث لتحرف انتباه المتفرج لبعض الوقت نحو قضايا أقل أهمية، كوجود غريتا سكاشي المعالجة النفسية التي تعالج كايل «فوستر». بشكل عام يبدو نص الفيم قويا الا حين يصل إلى المرحلة التي يحاول فيها كاتبه فك كل الحلقات المعقدة وإزالة الغموض.

جودي فوستر تبدأ الفيلم بشكل شاحب لكنها بعد ذلك تبدو أقوى ويتصاعد قلقها وغضبها اللذان جسدتهما بأداء بارع وجاد.

إلى جانب فوستر، يتألق باقي الممثلين مثل بيتر سارسغارد الذي يقوم بدور المارشال اللطيف المتعاطف معها، وشين بين الذي يؤدي شخصية الطيار المحترف شديد التحمل، بينما تبدو كيت بيهان متكلفة في دور المضيفة الجوية، أما إريكا كريستينسين فقد أهملت موهبتها في الدور الذي لعبته.

هذا الفيلم قد يحوي الكثير من الفجوات لكن ذلك لا يهم، فنصفه الأول مقنع الى درجة كبيرة اداءا واخراجاً. أما باقي اجرائه التي بدا ضعفها واضحا فقد عوضتها جاذبية فوستر التي كانت كافية لجعل الفيلم رحلة تستحق المشاهدة