أكد مدير المركز السينمائي المغربي نورالدين الصايل، أن السينما المغربية بدأت تشق طريقها نحو الالتحاق بكبريات المدارس السينمائية العالمية إذ إن فاعلية الفنانين المغاربة جعلتها تأخذ موقعاً رائداً على مستوى المهن السينمائية على الصعيدين العربي والإفريقي.
وقال الصايل في تصريحات تجمل الحصيلة السينمائية للعام : «إن المغرب يتجه نحو أن يصبح القوة السينمائية الأولى على الصعيدين العربي والإفريقي، كما أثبتت ذلك مختلف التظاهرات السينمائية التي شهدتها سنة »، معتبراً أن الدورة الثامنة للمهرجان الوطني للسينما المغربية التي احتضنتها طنجة ما بين و ديسمبر/ كانون الأول الماضي «أبانت عن قوة مخيلة سينمائيينا التي ترجمت إلى أعمال متنوعة عكست غزارة إنتاجاتهم الفنية ليضعوا بذلك الأسس الحقيقية لصناعة سينمائية وطنية».
وأضاف أن مهرجان طنجة أسهم في إظهار الوجه الحقيقي للسينما المغربية بتنوع اتجاهاتها وعمق رؤاها الفنية، مؤكداً في الوقت ذاته، أن سنة كانت «سنة السينما المغربية بامتياز»، مبرزاً بهذا الخصوص أن مهرجان السينما المغربية شكل ملتقى لمهنيي الفن السابع المنحدرين من آفاق مختلفة، فكان اللقاء بين جيل الرواد الأوائل وبين جيل السينمائيين الشباب الساعين إلى تأكيد وجودهم في مجال الفن السابع ومن بينهم عدد مهم من السينمائيين المغاربة المقيمين في الخارج وخصوصاً إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا.
واعتبر الصايل أن هذا التألق المتنامي للسينما المغربية يجد تأكيده في عدد الجوائز التي حازها السينمائيون المغاربة في عدة تظاهرات ومهرجانات عالمية، مذكراً بأن سنة شهدت كذلك تنظيم الدورة الخامسة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم والتي تميزت ببرنامجها المنوع وبمستوى عال من المشاركة.
كما عرف المهرجان، وفي إطار الأنشطة ذات البعد الدولي، تنظيم ورشة دولية في كتابة السيناريو نشطها المخرج الأميركي مارتين سكورسيسي والإيراني عباس كياروستامي واستفاد منها عدد من السينمائيين الشباب من انتماءات مختلفة. وقد نجحت هذه الدورة بفضل برنامجها المتميز والغني في الاستجابة لتطلعات السينمائيين المشاركين في المهرجان سواء منهم المغاربة أو الأجانب، معتبراً إن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حقق تقدما ملحوظا نقله إلى مصاف المهرجانات السينمائية الكبرى المعروفة على الصعيد الدولي، مضيفاً أن هذا الموعد السينمائي الكبير برهن على أن «المغرب، وموازاة مع الإنجازات التي تم تحقيقها على الصعيد الوطني، صار قادراً على خلق شبكة من العلاقات الدولي تتيح لمدينة مراكش الإسهام في تطوير صناعة السينما في المغرب».
وبالنسبة إلى مدير المركز السينمائي المغربي، فإن هذه السنة أظهرت مدى الاهتمام الذي يوليه المغرب للتواصل مع ثقافات البحر الأبيض المتوسط، إذ شهدت تنظيم مهرجان خاص بالأفلام المتوسطية القصيرة في سبتمبر/ أيلول الماضي بطنجة والذي جسد الانتماء المتوسطي للمغرب.
ورأى الصايل أن من شأن هذه القفزة السينمائية التي سجلها المغرب على المستويين الوطني والدولي أن تجعل من المغرب «بلداً سينمائياً حيوياً»، ويبرز ذلك من خلال الاهتمام المتزايد من قبل المنتجين السينمائيين الأجانب بالمغرب، على رغم الظرفية التي تعد أقل ملاءمة مقارنة مع سنة ، بل ذهب إلى حدود اعتباره أن المغرب «شكل على الدوام وجهة مفضلة للمنتجين الأجانب وينتظر أن يرتفع عدد الإنتاجات السينمائية خلال العام كما يدل على ذلك عدد طلبات التصوير التي تم وضعها لدى المركز».
وبحسب الصايل، فإن سنة كانت أيضاً سنة تحسين مستوى تنظيم التظاهرات السينمائية ووضع مختلف التقنينات الخاصة بهذا الحقل «وهي الخطوات التي ستؤدي إلى تنظيم القطاع بأكمله بطريقة عقلانية وفعالة».
وفيما يتعلق بالبنيات التحتية، عرفت هذه السنة إنجاز الكثير من الاستثمارات في المجال السينمائي منها إنشاء مختبرات تابعة للمركز تتمتع باستقلالية تامة في العمل وبموازنة إضافية تصل إلى مليوني درهم وسوف تتمكن هذه المختبرات في العام من التمتع بمزيد من الاستقلالية متيحة للسينما الوطنية إمكان التطور بطريقة منسجمة
العدد 1223 - الثلثاء 10 يناير 2006م الموافق 10 ذي الحجة 1426هـ