العدد 1222 - الإثنين 09 يناير 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1426هـ

«الضحية تتوق دائماً للعب دور الجلاد»

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

قال الشاعر الهندي طاغور يوما «ترى أتذهب دماء الشهداء ودموع الأمهات في تراب الوطن هدرا؟ ألا تشتري بها الجنة؟».

وعليه، ليس غريباً أن يعبر الفلسطينيون المحبطون عن فرحتهم بالجلطة الدماغية التي أصابت رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، بتوزيع الحلوى. فمنذ عاماً لم يكن فقط في طليعة الإسرائيليين الذين قادوا المذابح ضد الفلسطينيين والعرب، بل إنه وسع هوامش العنصرية والحقد لتكون له مذابحه الخاصة الموقعة باسمه وهو ما حصل مثلا في صبراً وشاتيلاً.

لا يهمنا الموت الجسدي لهذا الرجل الذي تفوق على نفسه في ارتكاب العار، وإنما يعجبنا (من دون شماتة) وجوده في تلك المستشفى ضعيفا تحت قبضة الإله الذي لا يهزم أبدأ، فهو خالق الحياة والموت. نحن هنا لا نشمت، فالموت حق علينا جميعا وقد يصيبنا قبله على رغم أنه يحتضر، إلا أننا أحببنا أن نذكر شارون فقط بأن هناك نظرية ليهودي آخر يدعى فرويد تقول «إن الضحية تتوق دائما للعب دور الجلاد».

أعلم أنك لا تسمع ولا تقرأ مقالي، بل إنك لم تسمع يوماً قلوب الثكالى والمعذبين ممن داست قدمك «الديناصورية» على قلوب أبنائهم وأزواجهم وأطفالهم فكتمت أنفاسهم وشوهت حاضرهم ومستقبلهم، لكن الله سبحانه وتعالى يرى ويسمع ويحاسب عبادة، حتى أنت يا شارون، فالله عادل في محاسبتنا، وليس كأميركا تقتص ممن يقف في وجهها، وتتغاضى عن أحبابها.

أعلم أيضاً أن كل أم وزوجة وطفل أحرقت قلبه بنار عنصريتك، هو وفي هذا اليوم المبارك يقف مع ضيوف الرحمن على جبل عرفات، يدعو ربه أن يحضر - وقبل أن يقبض عزرائيل (ع) روحك - بالشيخ أحمد ياسين والرنتيسي والأطفال والشهداء وصبراً وشاتيلاً والجنوب اللبناني وغزة والزيتون... وأنت تقف في مقابل هؤلاء جميعا، لا تستطيع حراكا، جف فمك وتبلم لسانك وانقطعت أنفاسك، بل لا تستطيع النطق بكلمة واحدة أبدا». لقد ذهبت حروبك سدى، فأنت بإذن الله خاسر في المعركة الإلهية لا محالة، ولن تنقذك الصلوات التي يمطرها الحاخامات قرب «حائط المبكى» في القدس الشريف التي هي الأخرى دنست بقدميك

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1222 - الإثنين 09 يناير 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً