كل عام والجميع بخير...
عيدكم مبارك وعساكم من العايدين...
ها قد أنعم الله سبحانه وتعالى على الحجاج - أعادهم الله الى أوطانهم سالمين غانمين - بحج مبرور وسعي مشكور، واستقبل الناس عيد الأضحى المبارك كل بحسب ظروفه وأوضاعه ومشكلاته وآلامه و... لكنه يوم عيد من أعياد المسلمين التي نتمنى أن تستغل فيما ينفع الأمة ويعيد تأكيد ثوابتها الوسطية المعتدلة.
الفقراء، هم عنوان كبير في الأعياد... وهم أيضاً طرف كان ولايزال أساسياً في العيد... أي عيد! وبالنسبة لنا في البحرين، إذ مئات من الأسر تعيش تحت خط الفقر، لم يقدم أصحاب الأيدي البيضاء وأهل الخير من المحسنين مالاً للرياء والنفاق، بل أسهم الكثير منهم في تأسيس برامج مستمرة من خلال الصناديق والجمعيات الخيرية للمساهمة في مساعدة الفقراء والمحتاجين، وكذلك الحال بالنسبة لكثير من المؤسسات والشركات التي بادرت الى تخصيص مبلغ مالي يتم صرفه على الجهات الخيرية التي تتولى صرفها فيما بعد على المحتاجين من الفقراء والمعوزين ولا يجب أن ننسى لجنة رعاية الأيتام التي نفذت الكثير من البرامج الجميلة للأيتام وذويهم.
عيد الفقراء اليوم لم يعد مرتبطاً بالمساهمة المالية والمساعدات العينية والحلويات والملابس الجديدة التي كنا نقرأها في كتب القراءة في المرحلة الإعدادية... لعل أهم شيء بالنسبة الى هؤلاء أن يحفظ الناس لهم إنسانيتهم وكرامتهم، وأن يمدوا لهم يد العون بالصورة التي تجعل اليد الأخرى لا تعلم ما قدمت أختها.
ما يؤسف له، أن البعض اعتاد على أن يصرف بضعة دراهم كمساعدة لأيتام أو أطفال فقراء ثم يملأ الدنيا ضجيجاً وصخباً على ما فعله من خير ثم أذهب معناه بتظاهره وسوء نيته. اذا كنا نسأل عن فقراء في البحرين فهم كثر... كثر بلاشك، لكنهم أغنياء من التعفف. حذار أن تهنئ فقيراً بالعيد لكي تهينه. وعيدكم مبارك..
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1222 - الإثنين 09 يناير 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1426هـ