العدد 1222 - الإثنين 09 يناير 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1426هـ

أصالة ومايكل... والحلال والحرام!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يبدو أن فئة المشاهير وأصحاب الالبومات الغنائية المشهورة العربية والعالمية أصبحوا اليوم بحرينيين... هكذا فجأة من دون أية رتوش ولا مقدمات يقولونها للصحافة العربية والعالمية، فتبدو الارتجالية في تصريحاتهم بأنهم سعداء، كونهم أصبحوا اليوم يحملون الجواز والجنسية والإقامة الأبدية في بلد خليجي مثل البحرين.

مثل هذا الكلام ورد على لسان الفنانة أصالة نصري التي قالت في لقائها مع مجلة «زهرة الخليج» الشهر الماضي: «سأعرف بالفنانة السورية البحرينية من الآن، ولا أثر ذلك على الشعب السوري الذي عليه أن يسعد من أجلي...!».

أيضاً نجم البوب العالمي مايكل جاكسون الذي أحدث صرعة في عالم الغناء، استطاع هو الآخر أن يحصل على تسهيلات وعطايا مماثلة من أجل الاستثمار والاستقرار في البحرين، في بلد قلما فكر أهله مع صحافتها تعقب أخباره، وذلك هروباً عن عدسات مصوري وصحافيي لوس انجليس، الذين يستهويهم كتابة أخباره. وعلى رغم ذلك فمحاولات جاكسون مازالت مخيبة، لأن صحافة بلاده تعقبته إلى البحرين، وهو تحت مجهر صحافيي بلاده الذين تتكلف مؤسساتهم الصحافية كلفة الاقامة الطويلة في البحرين... فقط من أجل جمهور جاكسون في نيويورك وغيرها!

الكثير والكثير ما تناقلته الصحافة الأميركية عن موضوع إقامة جاكسون في البحرين خلال النصف الثاني من العام الماضي، إلى تحليل أسباب ذلك... وحالياً يقال ان جاكسون ينوي استثمار أمواله في مشروعات حيوية في البحرين. وبناء على ذلك هناك من طرح فكرة ان يحيي جاكسون حفلات غنائية في المنامة، يذهب ريعها إلى فئة العاطلين والمتضررات من المحاكم الشرعية وغيرها، وبذلك يسهم في حل بعض مشكلات البحرين المعلقة منذ زمن، على غرار ريع حفلاته السابقة الذي ذهب إلى الأطفال وضحايا المجاعة وإحلال السلام في العالم.

قد يظن البعض ان هذا الكلام لا حقيقة له، لكن مثل هذه الأفكار والمبادرات وحتى الأسئلة التي بدأت تنطلق من الشارع البحريني بمختلف فئاته خلال هذه الأيام، جاءت نتيجة ما تتناقله الصحافة الخليجية والعربية والعالمية، وليس المحلية التي للأسف ظلت محصورة بإطار ضيق تفرضه بعض القوانين والقرارات غير الديمقراطية... وحتى اذا علمنا كصحافيين شيئا من هذا النوع، فإن هناك ألف سؤال نطرحه على أنفسنا قبل أن نكتب مثل هذه الأخبار، بسبب القوانين المجحفة التي قد تطبق بصورة انتقائية ضدنا. ولذلك فإن موضوع حصول أصالة على الجنسية البحرينية، وطريقة حديثها عن الموضوع لم يتم تناوله كما ينبغي.

قد تكون هذه التفرقة في المعاملة في مثل هذه الأخبار بين الصحافة الخارجية والمحلية هي مسألة لابد ان تتغير لأن ما نراه ونلمسه كصحافيين بحرينيين هو ان مخلفات السياسات السابقة ماتزال معمولاً بها في ظل مرحلة تدخل خلال الأسابيع القليلة عامها الخامس التي من المفترض ان تكون اصلاحا حقيقياً وليس مكياجا طفيفا نجمل به شكل اصلاحنا السياسي الذي يغيبه اصلاح إعلامي ويدار للأسف تحت مظلة فكر عقيم يناهض كل مفاهيم الاصلاح التي كنا نتحدث عنها في يوم من الأيام... فأصالة ومايكل وغيرهم هي أخبار... فحلال عليهم حرام علينا

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1222 - الإثنين 09 يناير 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً