تأتينا إجازة العيد هذه لنحتفل بعيد آخر وبإجازة طويلة أخرى ونحن قابعون في منازلنا نتابع ستار أكاديمي أو محطة الافلام أم. بي. سي ونحاول استفزاز عقولنا في ابتكاراتنا الشخصية في ظل محيط محدود جدا من الموارد السياحية أو المقومات السياحية العائلية (النظيفة) المتوافرة في البحرين والتي لا تتعدى الصخير كون الجو بارداً أو البلاج في الصيف وفي كلتا الحالتين فإنك مجبور على تحمل صياعة وبلطجة اللوفرية وأصحاب التخلف الذهني في سواقاتهم لسياراتهم في تلك الاماكن، بالاضافة الى غض الطرف عن أية تصرفات غير أخلاقية أو تجاوزات (أدبية) تنم عن قلة الادب والذوق واحترام الناس في مثل هذه الاماكن العامة أو أنك ستتجه بأطفالك الى مسرحية تذكرة الواحدة منها لا تقل عن خمسة دينار للرأس وأنت عندك ما يقارب الخمسة وأنت وأمهم، غير أكلهم وشربهم أثناء العرض... يعني نصف راتبك راح على هذه المسرحية!!
حتى في الإجازات الاسبوعية العادية مل أطفالنا الاماكن التي نأخذهم لها... فلا تغيير ولا تبديل... نظل نلف بالسيارة أملا في البحث عن مكان يتناسب وأذواق أطفالنا كونهم يتابعون التلفزيون ويعرفون ما هو موجود عند جيراننا على الاقل لينتهي بنا الوقت متجهين الى أحد المطاعم التي توفر الوجبات السريعة مشكورة يأكلون ما تيسر لهم ويأخذون لعبتهم ونتجه الى بيوتنا منهين رحلة نهاية الاسبوع ومجهزين أنفسنا الى استقبال اسبوع جديد. فطريقة تمضيتنا لأوقاتنا في السابق ليست كما يمضي أبناؤنا أوقاتهم الآن... فنحن كنا نمضي أوقاتنا بأريحية أكثر وأقصد بأمان أكثر، أهالينا لا يخافون علينا من الذئاب البشرية ولا يخافون علينا من البلطجية (من الاصول العربية) يتجمعون علينا ليوسعونا ضربا... ففي تلك الأيام لا نعرف شيئاً اسمه اختطاف واغتصاب إلا فيما ندر وهي حوادث معدودة على الاصابع وتفشيها في مجتمعنا الآن يدل على أنها أطباع ووسائل مستوردة! فيما أطفالنا أصبحوا بيتوتيين أكثر من اللازم، تغير أصدقاؤهم، في المدرسة ترى صديقهم الاقوى هو التلفزيون والبلاي ستيشن والفيديو دي في دي... أطفالنا يحملون الخيال المفرط والمبالغ فيه في تعاملاتهم اليومية من كثر ما يتابعون التلفزيون... فقد جبرنا الزمن أن نجعل خير صديق ورفيق لأطفالنا هو التلفزيون... على الأقل هو آمن لهم من أي شي آخر!
ففي هذه الإجازات الموصوفة بالطويلة ترى ازدهاراً في مبيعات المحلات التجارية في الخبر والدمام... إذ تضيق بنا الارض الرحبة هنا لنتجه الى السعودية تغييرا في البرنامج وفرصة للتسوق وبأسعار معقولة على الأقل... ناهيك عن الغير الذي يصل الى دبي والكويت للغرض نفسه.
إذا رجعنا الى المحور الاول في موضوعنا سنرى أننا لازلنا نشكي حالنا من قلة الاماكن الترفهية السياحية العائلية... آمنا بالله وارتضينا الامر بالواقع... نريد تعويضها ببرامج عائلية معقولة نمضي أوقات إجازات أبنائنا بالخير وكما طالبنا في السابق نريدها مبتكرة جديدة مغرية غير مقلدة من دول الجوار أو هي فضيل نتاجاتهم... نريدها برامج يتفاعل معها البحريني بأريحية وينسى من خلال رؤية الابتسامة على شفى أبنائه همه وغمه والتزاماته التي لا تنتهي... نطالب ببرامج على مدار العام لا تكل ولا تمل... بل هي تتطور، ولا تبدأ فاشلة وتنتهي بالفشل الذريع... ولكن من يسمع!
أتانا العيد... ودخلنا في تفاصيل كثيرة ونسينا نعيد عليكم... ونقول لكم كل عام وأنتم بخير، وبلهجة أخواننا اللبنانيين الجميلة «ينعاد عليكم»
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1221 - الأحد 08 يناير 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1426هـ