«يقوم بعض أطباء الطوارئ بدعوة صديقاتهم العربيات إلى غرف المعالجة في النوبات الليلية». هذا التصريح الخطير أدلى به رئيس قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي إلى الصحافة المحلية ونشرته بعض الصحف على صفحاتها الأولى!
وزارة الصحة التي تلح على الصحافيين غض الطرف عن بعض التجاوزات المهنية وعدم إبرازها بجلاء حتى لا يخاف الجمهور من الخدمات الطبية التي تقدمها الدولة، ظلت صامتة حيال هذا التصريح الخطير، ولم تؤكد أو تنفي ما نقله رئيس قسم الطوارئ، ولا أعرف في أي جحر اختبأت الغيرة على سمعة الوزارة وخدماتها التي تقدم إلى أكثر من نصف مليون إنسان!
إذا كانت وزارة الصحة تكذِّب ما نقله رئيس قسم الطوارئ فلماذا تنصلت عن الرد، وهي التي لا تذر شاردة ولا واردة إلا وترد عليها، حتى لو كان الأمر مجرد مقعد مقلوب أو طاولة مزاحة من مكانها؟ وإذا كان التصريح فيه من الدقة ما لا يصلح معها النفي، فلماذا لم نسمع عن تشكيل لجنة تحقيق أو حتى عن إجراء مساءلة، حتى لا تتحول غرف الطوارئ إلى أوكار دعارة وفساد ومجون؟
ليست الصحافة هي التي ستشوه السمعة التي تدعي الوزارة حرصها عليها، وإنما هذه التصريحات التي لم يبح بها مراسل أو منظف في أروقة الطوارئ، وإنما باح بها رئيس قسم الطوارئ الذي من المفترض أن يكون أكثر الناس حرصاً على سمعة القسم الذي ائتمن عليه، فهل بعد هذا التصريح ننصح المواطنين أن يأخذوا نساءهم إلى الطوارئ، أم إلى مستشفى آخر؟
كثيرون من يعتبرون جرح الشرف أكثر طراوة وضراوة من جرح الجسد، وإذا كانت الصحافة تتناول موضوعات تتعلق بالمهنية الطبية بهدف تطويرها ومراقبتها، فإن رئيس قسم الطوارئ تناول موضوعات تتعلق بالأخلاق والقيم والشرف والعفة والطهارة، وهذا ما يجعل الطوارئ منطقة محظورة، ولا يزورها إلا رئيس القسم وحواريوه
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1221 - الأحد 08 يناير 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1426هـ