يقال عنها مدينة، لكنك لو نظرت الى واقعها خلتها قرية. قليل هم الذين ضحكت لهم الدنيا في جدحفص. فبعد الانتخابات البرلمانية كان الناس في جدحفص يأملون ان تسقط عليهم السماء ورودا وياسمينا. فهم رأوا وعوداً، لكن لم يروا الا غبارها.
في اروقة البرلمان لم نسمع اسم جدحفص ولامرة واحدة. كثير من النواب صنعو ضجيجاً لمناطقهم اكثرهم للدعاية وقليل منهم حقق جزءاً من النتائج. كنا نسمع عن اسماء مناطق كثيرة لكن اسم جدحفص لم يرفع ولا في قضية واحدة وكأنما هذه المنطقة خلق اهلها فقط للمحن والآلام وحين اختلاط الاوراق اما ساعة توزيع الغنائم فهي منسية.
حظ جدحفص من برلماننا الكريم صفر ومن البلديات الله المستعان حتى خالها البعض المدينة الفاضلة والفردوس الكبير فأهلها بالمترافعين عنها - وهم قلة - ان اعطوا خدمات شكروا الله على ذلك وان اهملوا سنين طويلة انتظروا فرجا عل الله يرقق قلب الحكومة على اهلها فتمنحها شيئا من الكعكة الخدمية التى بدأت توزع على المناطق والقرى والمدن من توسعة وتأهيل الشوارع الى بناء القرى النموذجية والمشروعات الاسكانية الى توظيف العاطلين الى بناء الحدائق. هي ليست فردوسا وهي ليست مفروشة بالسجاد الفارسي الجميل وبيوتها لم تطل بماء الذهب. سافرت عنها قبل عاماً ورجعت لها واذا هي على ما هي عليه. يكفيك أن تذهب إلى فريق الشاري أو البناية أو الزراع أو الصاغة أو السلطاني أو أي فريق آخر لتعرف حجم المأساة فالبيوت مكدسة على بعضها ولا أحد يسأل عن فقرائها اللهم الا مؤمن هنا أو مؤسسة صغيرة هناك.
كل الامل ان يحن بعض المتنفذين ممن وعدوا القرية في عدة لقاءات بالترافع عن همومها وآلام شبابها واهلها. الحكومة لن تقصر في دعم هذه المدينة شريطة لمها بواقعها وهنا يأتي دور الجميع من نخب الى صحافة الى مسئولين في ايصال آلام القرية الى السلطة التنفيذية ولا خجل في ذلك.
نتمنى من الحكومة الموقرة النظر في هموم هذه المدينة فبعض الشباب عاطلون والمدينة بلا إسكان منذ امد بعيد وبلا حديقة على رغم كبر مساحتها والمركز الصحي اصبح يتنفس برئة واحدة والاخرى اصابها فشل كلوي من كثرة الاستعمال للكثافة السكانية. وعلى رغم اهمية سوق جدحفص فإنها مهملة من قبل وزارة البلديات سابقا اما الآن فنتمنى من الوزير الجديد ان ينظر الى واقع هذه السوق. فسوق جدحفص مثل ابيها السوق المركزي لا بواكي عليهما تسمعان وعوداً ولا تريان الا غبارًا.
في الصيف يصبح العاملون فيهما مثل البطاطا المسلوقة وفي الشتاء علب ثلج على هيئة «بني آدمين». لقد آن الاوان لايصال صوت هذه المنطقة الى المسئولين - وهم لن يقصروا - في انعاشها بالخدمات فهي من المناطق التى عرف اهلها بالطيبة والتدين. وتوجد فيها اراض ومناطق وقفية تحتاج الى علاج قانوني كي تستثمر لصالح الوقف واهل المنطقة. نتمنى من وزارة العدل النظر إلى مدى قانونية بعض وقفياتها والى ادارة الاوقاف عن اراضيها والى مثقفيها وعلمائها الترافع عن همومها عند المسئولين وفي الجميع الخير والبركة. فاذا نسيت هذه المنطقة سنين اضافية فقد تصاب بالذبحة الصدرية في الخدمات والله المستعان. طبعا لا انفي ان هناك من اهل المنطقة من سعوا إلى ايصال صوتها وان كانوا قلة. والامل في تكثيف الجهود والمتابعة لايصال الصوت
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1220 - السبت 07 يناير 2006م الموافق 07 ذي الحجة 1426هـ