كان الموت على موعد مع الماكيير عارف سيف الذي غيبه عنا الثلثاء الماضي الموافق 18 مايو/ أيار الجاري بعد معاناة مع أمراض عدة، آخرها في الغدد اللمفاوية وتلوث الدم التي أدت إلى وفاته.
عارف سيف مواليد البحرين 1965، درس الإدارة والاقتصاد في بغداد، وغرامه الفني لم يجعله يمتهن ما درسه في بغداد ولكنه ظل وفيا لفنه حتى توفي.
بوادر الفن ظهرت عليه من على مقاعد الدراسة من خلال مشاركاته مع بقية أخوانه في غالبية الأعمال الفنية والمسرحيات، والأوبريتات الوطنية، فقد كان يمتاز بالتقليد البارع للشخصيات (الكركترات الفنية).
امتهن حرفة الماكيير وهو أحد أفراد طاقم أخيه ياسر سيف... وهم بالمناسبة عائلة فنية ابتداء من تصميم الديكور لعلي سيف وتنفيذه لمنير سيف والموسيقى لحامد، في حين يمارس رياض الماكيير، واجتمع التمثيل والإخراج والماكيير وبشكل احترافي في المبدع ياسر سيف.
شق عارف سيف طريقه في الماكيير وتخصص أكثر في رسم «الكركترات» الشعبية والتاريخية للمسلسلات التلفزيونية والأعمال المسرحية، كما يمتاز أيضا بالمكياج التجميلي الطبيعي للأعمال الدرامية الحديثة (التكناتورال)، ناهيك عن اهتمامه بمجال الديكور مع أخيه منير سيف.
لا يستغرب العاملون معه خلف الكواليس عندما يبدأ برسمهم (بورتريه) أثناء الاستراحات، فهو رسّام تشكيلي في الأساس.
جمعته الكثير من الأعمال الجماعية مع طاقم ياسر سيف قبل أن يشق طريقه لوحده، والعودة إلى عرينه في الأعمال الضخمة التي كان آخرها أوبريت «صباح الوطن» في الكويت العام الماضي بمناسبة العيد الوطني لدولة الكويت، وقبلها كان في المهرجان المسرحي الرابع للأندية، والمهرجان المسرحي المدرسي، بالإضافة إلى بعض الأعمال الدرامية والمسرحية الحُسينية الأخيرة.
تركزت غالبية أعماله وعلاقاته الفنية في الأعمال السعودية سواء مهرجانات أو أوبوريتات وطنية، وكان آخر عمل لم يستطع استكماله بسبب الموت هو «عوانس سيتي» إخراج سالم الكردي، وبطولة: سعاد علي وفخرية خميس وعبدالله العسيري ومجموعة من الممثلين، وهو من إنتاج «الصدف للإنتاج الفني»، ومسلسل «حامض حلو» من إخراج رضوان القرطاوي، ومسلسل «مشكلة ورأي» وكانت المشاركة مع ياسر سيف، وقبلها كانت مجموعة كبيرة من الأعمال أمثال «قيود الزمن» مع المخرج البحريني أحمد يعقوب المقلة، ومسلسل «عجائب زمان» مع المخرج البحريني أمير الشايب، ومسرحية «سوق البطيخ» مع مسرح أوال، بالإضافة إلى الكثير من المسرحيات الكويتية الزائرة للبحرين، ومسلسل «اليرام» العماني وهو من إخراج أنيس الحديد وإنتاج جاسم البطاش مع نخبة من الممثلين الخليجيين.
عارف سيف الهادئ الطباع، المرح المزاج، وابتسامته التي لا تفارق محياه، يتقمص الشخصية التي يرسمها على وجه الممثل قبل أن تصل إلى الممثل، طباعه حادة في العمل من فرط التزامه وحرصه على أن يظهر عمله في أكمل وجه، وطموحه حلم به كثيرا ولم يستطع أن يبلغه.
فقد عارف سيف - أحد أركان مجموعة الأخوة الفنانين - لهو فقد صعب ومؤثر على المجموعة، وفقد عنصر فني فاعل له بصماته على غالبية الأعمال السعودية لهو صعب أيضا.
العدد 2451 - الجمعة 22 مايو 2009م الموافق 27 جمادى الأولى 1430هـ
