احتفال الجيش العراقي أمس بذكرى تأسيسه أعاد ملفه إلى الواجهة مرة اخرى، وخصوصا بعد موجة الموت الأخيرة التي حصدت أرواح مئات الأبرياء في الأيام الثلاثة الأخيرة.
هذا الجيش الباسل، صاحب التاريخ المشرف والملاحم العسكرية وحامي البوابة الشرقية للأمة العربية بات اليوم في وضع لا يحسد عليه وهو يواجه تمرداً مسلحاً يزداد شراسة بتجهيزات (ميليشيا) من القرن الماضي تقتصر على معدات خفيفة أو متوسطة وبضعة دبابات وآليات وعدد محدود من الدورات العسكرية السريعة خارج العراق أشبه ما تكون بالدورات السياحية.
واذا وجد البعض تبريرات معينة لقرار بول بريمر بحل الجيش العراقي السابق، فإنه لا يجد أي مبرر للحكومة العراقية والقوات الأميركية لترك الجيش العراقي في ساحة معركة حقيقية ويومية مع حركة تمرد كبيرة، وهو بهذا الحال والصورة ما يترك أكثر من علامة استفهام بشأن استهداف سمعة ومكانة هذا الجيش.
والذي (يزيد الطين بلة) ويدفع الموضوع الى نظرية المؤامرة قيام القوات الاميركية بتدمير الأسلحة والأعتدة التي تعثر عليها في العراق مباشرة وهي كميات كبيرة ومتنوعة جدا... فلماذا تدمر أسلحة واعتدة اشتراها العراق بمبالغ طائلة، ولماذا لا تسلم للجيش وقوات الأمن الجديدة وهي تخوض معارك في الساحة الاولى لمواجهة الارهاب الدولي؟ الجيش العراقي بحاجة لأسلحة واعتدة ثقيلة يحمي بها الحدود المفتوحة على مصراعيها وهو أجدى من شراء أسلحة (خردة) بمليارات من دول ينخرها الفساد.
على الحكومة العراقية المقبلة ايلاء الجيش العراقي اولوية قصوى لتغير أطراف المعادلة الأمنية في العراق بعيداً عن حسابات هذا الطرف أو ذاك... أولوية تعيد للجيش هيبته وللعراق والشعب أمنه وكل كانون - كما اعتاد العراقيون ان يقولوا - والجيش العراقي العظيم بألف خير
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1219 - الجمعة 06 يناير 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1426هـ