العدد 1219 - الجمعة 06 يناير 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1426هـ

هل لجدحفص أن تحلم بحديقة وإسكان وعمل؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

تلك هي مشكلتنا كعرب؛ لانعترف بالأزمة حتى تقع. فجأة اكتشف مجلس الشعب السوري حقيقة خدام انه لص وسارق للمال العام وانه قام بدفن النفايات النووية في البادية السورية. انهال أعضاء المجلس يرشقونه بالحجارة. والمفارقة الكوميدية الجميلة التي ذكرتنا بمسرحية غوار «كأسك يا وطن» ان النواب الافاضل كلهم على علم بفساد وبلطجية خدام منذ سنين طويلة. فمنهم من قال انه يمتلك مستندات ومنهم من قال انه مطلع على كل صور الفساد وهناك عدد كبير من النواب راح يسرد قصصاً طويلة عن ذلك الخ...

السؤال: يانواب الشعب، أين كنتم طيلة فترة وجود الرجل؟ ومادمتم تمتلكون كل هذه المعلومات فلماذا صمّتم، وأنتم نواب، عن الناس الذين هم اقل حظوة ساعة توزيع الغنائم؟

المشكلة يختصرها الشاعر في بيت جميل:

«فإن قليل الحب بالعقل صالح

وإن كثير الحب بالجهل فاسد

ومشكلتنا في العالم العربي هي كثرة الحب مع الجهل الذي يقود للفساد والضياع. صحفنا اذا احبت الوزير ضاجعته وراحت تطبطب على اخطائه، وكثير من الكتاب يتحولون إلى جارية صباحية دورها ان تقوم بالمساج الصباحي لاكتاف الوزير ويومياً ترش الوزارة بالسكر وتصب ماء الورد على وجهها المبارك. فالوزير اذا اصبح يومياً يشعر ان الصحافة تمسح اخطاءه بالكلونيا وماء الورد سيركب انفه وسيرى ان كل ما يقوم به عين الصواب، لكن الويل له ان خرج من الوزارة، يصبح مثل عبدالحليم خدام.

المشكلة عندنا في الجشع. خدام دفن النفايات النووية كما يقولون. وهناك مسئولون في الجزائر باعوا الناس لحم الحمير في شهر رمضان ووزير الزراعة السابق في لبنان سرق بقر الفلاحين ووزعها على الاقارب. وهنا لم يسلم الموتى كمقبرة بوري وكرانة أو ملف أرض السيف التي بقيت في الادراج بلا توقيع.

أعود فأقول: كثرة الحب مع الجهل هي اساس بلائنا فهي تقود للتعصب بعد نرور عاماً من بناء الدولة الحديثة في البحرين. للتو بدأنا نشهد حركة تأهيل واعادة للشوارع وبناء الحدائق وشبكات المجاري وضخ مزيد من الموازنة لبناء مشروعات اسكانية وتخصيص اموال لليتامى والارامل وتخفيض لرسوم الجامعة وحرية في الصحافة. لا اقول لا يوجد شيء في السابق من التعمير، لكنه جد بطيء. وبعض المناطق كالدراز في الاهمال الرسمي كانت اشبه بقرية المانية اصابها القصف لكن الآن زينت ببعض الحدائق ونتمنى اكمال البنى التحتية لها.

أما بالنسبة إلى جدحفص فلها حصة الأسد من البطالة وعلى رغم قرب كثير من رجالها من مواقع النفوذ لكنها بقيت مهملة لسنين وغائبة عن الذاكرة. القرى تعمر وهي «مكانك سر». نتمنى الاسراع في بناء المشروع الاسكاني لأهل هذه المدينة التي وعدت به. شوارعها تحتاج إلى تأهيل. هل تعلمون ان مدينة جدحفص المدينة الوحيدة في البحرين التي لايوجد فيها حديقة واحدة على رغم كبر حجمها وكثافة سكانها؟ ذلك ان المترافعين عنها يخجلون من طرح مطالبها للحكومة وهذا موقف خاطئ. يجب ان نوصل للحكومة ان في جدحفص عشرات الفقراء والعاطلين والبيوت المتصدعة وان مركز جدحفص الصحي ليس بمقدوره استيعاب اعداد اضافية من المرضى مع هذه الكثافة السكانية.

بيت الشعر الذي ذكرته سأشرحه لاحقا

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1219 - الجمعة 06 يناير 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً