المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم بعد جهد جهيد، جاء ليقول في مضمونه ومعناه إنني بصفتي رئيساً للاتحاد قادر على ان أهاجم رجال الصحافة، وان اكيل الصاع صاعين لكل من اتهمنا بالتقصير أو الفساد.

وهذا، ان دلَّ على شيء فانما يدل على اننا أمة لا تتعلم من اخطائها، وسنخرج بعد كل تجربة مهما تكن نتائجها بمهاترات صحافية، واستعراض لكلمات لا وزن لها في عالم التقويم والقياس إلا مزيد من الاحباطات والتردي، فليس احد بيننا قادراً على ان يصرخ بأعلى صوته «اننا نبحر في سفينة واحدة، ومن أجل هدف واحد، هو منتخب البحرين الوطني لكرة القدم«.

لذلك، كنت أتمنى أن يكون لاتحاد الكرة ولرئيسه شخصياً مستشارون وخبراء يوضحون أهداف كل مرحلة والخطوات التي يجب ان تنفذ بعد كل تجربة... فهذا المؤتمر الصحافي لم ولن يخدم اللعبة، والنقد الشخصي الذي وجهناه إلى اتحاد الكرة أيضاً لن يخدم تطور اللعبة، فكل عملنا، في جميع مراحله عامة، قائم على الاجتهاد والافتراضات الشخصية، ولم يكن هناك - أحد - من يقيم التجربة. ويضع الخطوط العريضة للمنتخب، وقد كان المفروض ان يعقد مؤتمر رياضي عام نتدارس فيه أسباب اخفاقاتنا في تصفيات كأس العالم من جميع النواحي، الإدارية والفنية والمهارية والامكانات. وتكون نتائج هذا المؤتمر خير نبراس لتصفيات كأس العالم المقبلة، والسؤال الذي أطرحه على اتحاد الكرة، هو: بماذا خرجنا من تجربتنا السابقة، وما هي الخطوات العملية والعلمية التي سننفذها في المرحلة المقبلة، ألم أقل لكم إننا أمة لا تتعلم من أخطائها؟!

إن أكثر ما ازعجني في المؤتمر هو صيغة الانفعال والهجوم على رجال الصحافة، وكأنهم سبب الاخفاق، على رغم انهم اضاءوا الشموع بطرح الكثير من الافكار والاراء لخبراء كرة القدم العربية والعالمية، والاشارة التي ذكرها رئيس الاتحاد التي كانت بقلم الزميل محمد الجوكر، نشرناها في «الوسط» ضمن جملة اراء الخبرات العربية، فإذا كانت هناك اخطاء فيجب ان يتحملها الجميع ولكن السؤال المطروح: ما الهدف من هذا المؤتمر الصحافي؟!

أما أبرز الملاحظات التي أخطأ رئيس الاتحاد في ذكرها، فهي حينما انفعل وقال بلهجة حادة: «اننا لا نريد حضور الجماهير لمؤازرة المنتخب بعد ما حدث من تصرفات طائشة بعد المباراة الاخيرة«، قد نتفق جميعاً على أننا نرفض كل تصرف خاطئ من الجماهير، إذ فيه تجنٍّ على أخلاقيات الإنسان البحريني، ولكنا بأي حال من الأحوال لا نطلب من الجماهير عدم الحضور لان الجمهور هو الماء والهواء ومن دونها لا يستطيع المنتخب ان يتنفس ولا اللاعب ان يعيش، ومن الخطأ القسوة على جماهيرنا بتلك الطريقة«؟!

وأخيراً فانني اتفق بصورة جادة مع رئيس الاتحاد على أننا مازلنا نفتقد الملاعب الصالحة، والمنشآت الرياضية السليمة، والامكانات الجيدة، فنحن مازلنا متخلفين سنوات كثيرة في هذا المجال قياساً بالدول التي تصل إلى نهائيات كأس العالم، ولكن السؤال المطروح على سيادته بصفته رجلاً مسئولاً في اتحاد الكرة والمؤسسة العامة: ما هي الحلول؟!

وهل سنبقى طول العمر «كل يبكي على ليلاه؟