سأكتب مرة وراء مرة إلى أن يتحقق هذا الحق الأساسي للمرأة البحرينية... لماذا يحرم أبناؤها من الحصول على الجنسية البحرينية؟ لماذا والدستور ينص على المساواة بين الرجل والمرأة في المواطنة بجميع حقوقها وواجباتها، بينما في الواقع الظالم تحرم المرأة من الحصول على هذه الجنسية لزوجها وأبنائها ويحصل عليها الزوج البحريني؟
أبناء البحرينية أنجبتهم في البحرين، وترعرعوا على أرضها ودرسوا في مدارسها وأصبح لهم أصدقاء وعائلة تحبهم ويحبونها، ووطن يعشقونه يحرمون من حق الانتساب له لأن أباهم عربي أو أجنبي على رغم أن أمهم بحرينية... لماذا يحرمون من هذا الحق؟ مادام هو المباح للرجل فلماذا لا يباح للمرأة؟ وخصوصاً عندما يتجه الرجال البحرينيون إلى الزواج من أجنبيات وعربيات... لماذا تظل المرأة البحرينية بلا زواج؟
والمضحك المبكي هو حصول أبناء المجنسين من العرب والأجانب على الجنسية البحرينية سواء الحديثي التجنيس أو القدامى، ولا تحصل المرأة البحرينية أباً عن جد على هذه الجنسية لأبنائها، ويظل كل واحد منهم مضطراً إلى أخذ تأشيرة إذا اراد أن يعود إلى وطنه البحرين الذي تربى على ارضه ولا يعرف غيره وطناً... انتماؤهم إليه وإلى أهل أمهم البحرينية، لم يدرسوا في غير مدارسها ولم يلعبوا وهم أطفال في غير شوارعها. فأين يذهبون الآن؟... لماذا يهانون في بلاد أمهم وبلادهم لأن أباهم عربي وأجنبي لم يسنح له الحظ ويحصل على الجنسية البحرينية، كما حصل عليها غيره؟ وإلى متى تتوسل وتذل نساء البحرين المتزوجات من أجانب ليحصلوا على الجنسية لأبنائهن وأزواجهن... ألا يفكر المسئولون أنهم يضرون اقتصاد البحرين بعدم إعطاء هؤلاء الأبناء هذه الجنسية؟
ألم يستفد الآلاف منهم من خدمات الوزارات الصحية والاجتماعية والتعليمية وغيرها؟ فلماذا عندما يكبرون ويخرجون من الجامعات بتخصصات متنوعة غالبيتها يحتاجها المجتمع اقتصادياً... يغادرون البحرين مرغومين إلى دول آبائهم ليستفيدوا من طاقاتهم وتخصصاتهم وإبداعهم؟ أليس في ذلك ظلم وخسارة اقتصادية للبحرين. هذا إذا نظرنا من جانب حق الدولة في الاستفادة من هؤلاء الأبناء وتخصصاتهم بعد ما أنفقته عليهم من أموال طائلة مع تزايد عدد المتزوجات من أجانب وعرب.
إن الحلول المؤقتة التي صدرت أخيراً لإعطاء أبناء البحرينية المتزوجة من أجنبي تأشيرة طويلة المدى لا تحل المشكلة... وماذا عن مصاريف الجامعة والعلاج وبحرنة الوظائف؟
لنتصور مدى الاهانة التي توجه للمرأة البحرينية عندما لا يستطيع ابناؤها العمل في المؤسسات مع بحرنة الوظائف... لأنهم غير بحرينيين... وأشخاص جاءوا إلى البحرين منذ فترة لا تزيد عن عدة سنوات وحصلوا على الجنسية البحرينية... وأبناؤهم يقبل بهم في أية مؤسسة لأنهم بحرينيون... أية مهزلة تعيشها المرأة البحرينية التي أصبحت وزيرة وعضوة في مجلس الشورى وسيدة أعمال، الى جانب نساء متخصصات في أعلى التخصصات من عائلات بحرينية عريقة وأصيلة أباً عن جد... ابناؤها غير قادرين على الحصول على الجنسية البحرينية... ويعتبرون اجانب غير مرغوب فيهم في العمل لأنهم غير بحرينيين... ولا أدري الى متى يتجاهل المسئولون حل هذه المآسي وإعادة الاحساس بالكرامة لأولئك البحرينيات المظلومات مع ابنائهن وازواجهن.
أم بحرينية متزوجة من زوج عربي مصري... لديها ابنة في الـ من عمرها، أي وصلت الى السن التي بها يجب ان تفصلها عنها في الجواز... معنى ذلك ان يكون لها جواز مصري مثل والدها وفي كل مرة تدخل الى البحرين عليها أن تحصل على تأشيرة... أليست هذه مأساة؟ وطنها ووطن امها الذي تربت فيه منذ طفولتها مضطرة بجوازها الجديد المصري الآن إلى ان تحصل على تأشيرة لتدخله وكفالة وتجديد اقامة كل سنتين.
لقد أرسلت هذه الأم المسكينة منذ العام رسالة الى المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة... وآخر رسالة أرسلتها في ديسمبر/ كانون الأول العام الى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة... ولم تحصل على اجابة بعد... وهي وغيرها من الزوجات البحرينيات يأملن في تحرك المسئولين ليصدروا قراراً يسمح لأبنائهن الحصول على الجنسية البحرينية التي حصلت عليها أخيراً مطربة عربية معروفة، على رغم أنها لا تعيش في البحرين، وإنما تأتي في المناسبات الوطنية لتغني وتحصل على أجر مقابل غنائها... بأي حق تحصل هذه المطربة على الجنسية البحرينية؟ ولا يحصل عليها ابناء الزوجة البحرينية من عربي وأجنبي.
ترى أليس هذا قانوناً مهماً يجب أن يطالب أعضاء مجلس النواب بمنحه لأبناء الزوجة البحرينية الجنسية ليزيحوا هموم أولئك الأمهات وأبنائهن... حتى تشعر المرأة البحرينية انها مواطنة من الدرجة الأولى مثل الرجل البحريني... ويتركوا عنه اقتراحاتهم السطحية التي لا تقدم ولا تؤخر.. وتتدخل في حياة الناس الشخصية... ونحن مجتمع حر كل فرد فيه مسئول عن سلوكه امام الله والقانون
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 1219 - الجمعة 06 يناير 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1426هـ