العدد 1219 - الجمعة 06 يناير 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1426هـ

الممارسة السياسية وأروقتها

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الناشطون السياسيون يبحثون عن مجال لعملهم لانضاج تجاربهم، وهناك وسائل شتى من أجل ذلك. والمرء عليه أن يختار مما هو متوافر أمامه الوسيلة الانفع على المدى البعيد. ولو راجعنا ما يجري على الساحة البحرينية فسنجد نوابا كانت خبراتهم السياسية ضعيفة قبل دخولهم البرلمان، ولكنهم أصبحوا الآن من المحترفين الذين يعرفون كيف يتحركون من أجل أهدافهم المشروعة وكيف يعرضون آراءهم وكيف يؤثرون في مواقع القرار. وباختصار فإن من يوجد في أروقة السياسة سرعان ما يتحول إلى سياسي محترف مع الأيام. وهذا ما نشهده من تطور لدى عدد من النواب الذين استطاعوا الصعود بمستواهم، كما استطاعوا أن يثبتوا قدراتهم وان يطرحوا الأسئلة المناسبة والحرجة أحياناً على الوزراء وان يستخرجوا معلومات كانت في عداد المحرمات، وان يقفوا ضد إصدار هذا القانون أو ذاك.

ومهما كانت الاخفاقات، فإن كثيراً منها يعود إلى تركيبة المجلس النيابي الحالي وكيف أن المعارضة ساهمت، من خلال مقاطعتها له، في تعزيز الاتجاه الذي لا يدعم الحريات العامة.

ونحن نبدأ العام فإن الاستعدادات بدأت فعلاً نحو المشاركة في الانتخابات البلدية والنيابية، وستكون أمام القوى السياسية تحديات كثيرة، أهمها طبيعة التحالفات التي ستعقدها مع أطراف المعارضة من جانب ومع الفاعلين على الساحة حالياً من جانب آخر.

فقد يكون من مصلحة «جمعية الوفاق» أن تتفاهم مع بعض النواب الذين اثبتوا جدارتهم خلال السنوات الماضية، وخصوصاً أن خبرة أربع سنوات تعتبر إنجازاً يمكن الاستفادة منه في العمل النيابي.

«جمعية الوفاق» أمامها أيضاً خيارات معقدة، فهل ستتنازل عن مقعد ما من أجل إنجاح أحد أعضاء الجمعيات الحليفة لها، أم أنها ستدخل بقوة في كل المناطق التي تستطيع الحصول عليها؟ مثل هذه الأسئلة تتطلب أجوبة ومعالجات، وربما مفاوضات مع الأطراف المعنية. وأعتقد أن «الوفاق» ستربح معنوياً إذا ضحت ببعض المناطق من أجل حلفائها أو من أجل أشخاص تتحالف معهم لأنهم امتلكوا خبرة واسعة وأثبتوا قدراتهم في الدفاع عن مصالح الناس.

ولو راجعنا أداء أعضاء «جمعية الوفاق» في المجالس البلدية فسنجد أن بعض الوفاقيين كانوا دون المستوى، بل إن بعضهم أسوأ من أي ترتيب قديم كان يعتمد عليه الناس في تصريف معاملاتهم، وهذا يعني أن إمكان الفوز بالمقاعد لا يعني الفوز التلقائي في الأداء.

التجربة الوفاقية في اختيار مرشحيها ستكون الأكثر متابعة من قبل المراقبين لأن هناك الكثير من المتنافسين، وسيتم اختبار قيادة الوفاق في قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة قد لا تفرح كل الأطراف من أجل تحديد قائمة المرشحين الذين سيتوجب اختبارهم لمعرفة مدى قدرتهم على العطاء وليس الأخذ فقط.

وربما يكون على «جمعية الوفاق» أن تدرس كيف تعامل حزب العدالة والتنمية المغربي مع الانتخابات؟ وكيف قدم الحزب تضحيات كبيرة بهدف تطمين الفرقاء السياسيين وإعطاء صورة مختلفة عن الإسلاميين تؤكد حرصهم على التعددية وحفظ الإجماع العام وعدم التفريط في المبادئ

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1219 - الجمعة 06 يناير 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً