أعرب عدد من أهالي قرية كرزكان ممن يقطنون في مجمع ، عن ضيقهم وامتعاضهم الشديد لعدم استجابة المعنيين وعلى رأسهم بلدية المنطقة الشمالية، لمشكلتهم المتمثلة في عدم تبليط المنطقة، وانتشار القوارض والحشرات والأفاعي فيها، فضلاً عن حظائر المواشي المحيطة بهم من كل جانب، ومخلفات المباني التي ترمى بشكل مستمر بعيداً عن أعين المسئولين.
من جهته، أوضح المواطن عبدالخالق محمد، أن مجمع في منطقة كرزكان تم استقطاع ثلثه وأضيف لمجمع - الذي يسكن فيه حالياً - الواقع في قرية المالكية، على رغم أن جميع الأراضي المقتطعة تحمل اسم كرزكان في الوثائق الرسمية قبل تصنيفها، معتبراً ما جرى مجحفاً بحق ساكني الجزء المقتطع الذين حرموا من الخدمات الأساسية وفي مقدمتها التعليم، إذ لا يسمح لأبنائهم بالتسجيل في مدارس كرزكان لأنهم يتبعون مدارس شهركان.
وأضاف «أن عملية نقل أبنائي إلى مدارسهم في شهركان تلقي علي وعلى جيراني أيضاً عبئاً كبيراً، على رغم أن المسافة بيننا وبين مدارس كرزكان لا تبعد عنا سوى كيلومتر واحد فقط، فكيف يعقل أن أقطع كيلومترات لكي أوصل فلذات كبدي، وهناك مدارس قريبة مني بيد أن التقسيم الخاطئ تسبب في حرماني من ذلك».
وفي هذا الصدد طالب محمد مجلس بلدي الشمالية، بضرورة إعادة تصنيف الجزء المقتطع من مجمع إلى كرزكان، في الوقت الذي عرج جاره علي حسن بوحسن إلى موضوع الحالة البيئية للمنطقة، مفيداً أن المنطقة في الأصل كانت عبارة عن أراض زراعية تم تصنيفها على أنها سكنية بواسطة أحد المتنفذين، والذي من جهته لم يقم بتنظيف المنطقة وإعدادها لتكون أرضا صالحة للبناء والسكن، وكذلك لم يتحرك لتجريفها من مخلفات الأشجار البرية، وإعداد الأرض عبر دفن صالح للبناء.
وأكد بوحسن أن المتنفذ وعد مشتريي القسائم في مجمع آنذاك، أنه سيرصف الشوارع وسيقوم بإنارتها وتوفير باقي الخدمات فيها مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، ولكنه لم يف بما قطع على نفسه، الأمر الذي أدى إلى حدوث تلوث بيئي وصحي، وذلك لوجود الأشجار البرية ومستنقعات المياه في هذه الأراضي التي أصبحت مرتعاً للحشرات والقوارض والثعابين والفئران، مشدداً على أنها مضرة بالصحة، إذ تنقل الأمراض عبر دخولها إلى المنازل وقيامها بإتلاف ممتلكات الأهالي، حتى أن الأمر أحياناً يصل إلى إيذاء الآخرين جسدياً.
وقال بوحسن إن هناك حظائر لتربية المواشي في أكثر من مزرعة ملاصقة لمساكن الأهالي، وهي غير مرخصة وتخرج منها الروائح النتنة ليلاً، وإضافة إلى الملوثات الأخرى المحيطة بالمجمع.
أما المواطن مكي باقر علي الذي يشارك قاطني المجمع المذكور همهم، فقد تحدث عن تكدس مخلفات البناء في المنطقة بسبب الأهالي، عازياً حدوث ذلك إلى غياب الرقابة من ناحية البلدية والأجهزة الأخرى، منوهاً أنه ومن جاوره من مواطنين، ناشدوا الجهاز التنفيذي في بلدية المنطقة الشمالية، وتحديداً قسم النظافة للقيام بتنظيف المنطقة وإزالة الحشائش ومخلفات البناء، إلا أنهم لم يلبوا دعواتهم المتكررة لأكثر من مرة بحضور ممثل الدائرة الشمالية محمد جابر الفردان الذي عاين الموقع وطلب من البلدية تلبية رغبة الأهالي.
وشكا علي من جهة أخرى، من انعدام الإنارة العامة في الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية إلى المجمع ، على رغم أنه مسكون منذ سنوات، لافتاً إلى أنه تم رفع خطاب إلى العضو البلدي الفردان، الذي رفع استمارة إلى وزارة الكهرباء والماء منذ عامين ولم يتم تحقيق الطلب.
فيما تناول المواطن زكريا العويناتي مسألة الشوارع والطرق الفرعية، ذاكراً أنها طينية وعند هطول الأمطار تتحول إلى أوحال تمكث فيها المياه أشهراً حتى تجف، ما يصعب على القاطنين الوصول إلى منازلهم بسهولة، مبيناً أن طلب رصف الشوارع رفع إلى بلدي الشمالية، الذي أفاد أنه طلب من وزارة الأشغال والإسكان تنفيذ هذا المطلب غير أن الطرق باقية على حالها منذ فترة طويلة.
وتطرق العويناتي كذلك إلى شبكة الصرف الصحي التي لم تنفذ في هذا المجمع، في حين أن مجمعا كرزكان والمالكية قد تم إنشاء شبكة الصرف الصحي فيهما.
وبعد الانتهاء من حديث العويناتي انتقل المواطن أحمد صالح عاشور إلى نقطة أخرى قائلاً: «لا يخفى على الجميع أن منطقة مجمع طينية وزراعية، ويكثر فيها الري بالماء الارتوازي، والمياه فيها تقع على بعد نصف متر فقط من سطح الأرض، ما يزيد الطين بله، على اعتبار أن هذه المياه توجد أسفل البيوت المسكونة التي هي ملاصقة للمزارع، ما يتسبب في حدوث تشققات في معظم جدران تلك المنازل، نتيجة لثقلها ووجودها على أرض طينية مملوءة بالمياه».
ومن منظوره وتفحصه اليومي لأوضاع المنطقة التي يعيش فيها، أفصح المواطن السيدعدنان السيدعلي، عن عدم توافر محلات تجارية أو شارع واحد مصنف على أنه تجاري، عدا تصنيف جزء بسيط عند مدخل المجمع من جهة الغرب، والمتفرع من شارع زيد بن عميرة على قطع من الأراضي تطل على الشارع العام الذي يطالب الأهالي بتصنيفه تجارياً بالكامل وليس جزءا منه.
وإثر تذمر أهالي مجمع وتذمرهم من تجاهل المسئولين لمشكلاتهم البيئية والخدماتي، قامت «الوسط» بالاتصال بالعضو البلدي محمد جابر الفردان، الذي علق على الموضوع بقوله: «ما أفاد به الأهالي صحيح، وقد رفعت من جهتي جميع الطلبات المشار إليها للجهات المعنية، ولكن الرد كان يدعو للانتظار حتى تخطيط المنطقة، وأنا أسأل كيف يكون ذلك وهي مأهولة بنسبة في المئة؟ وطلباتهم المتعلقة بالبنية التحتية يجب تنفيذها دون انتظار حتى يتم رفع الضرر عنهم».
واسترسل «أما بالنسبة لموضوع النظافة، فإنني أوضح أنها قضية شائكة لم تستطع البلدية القيام بمعالجتها، مدعية أنها شأن أصحاب الأراضي المملوكة، وهذا غير صحيح، إذ إن هناك عجزاً كبيراً في شركة النظافة التي هي مخفقة في تغطية مهماتها، والموضوع مرفوع لدى مكتب الوزير الذي بدوره أفاد أن هناك شركة خاصة ستقوم بتنظيف المنطقة، ونحن بانتظار تنفيذ ذلك منذ زمن طويل»
العدد 1219 - الجمعة 06 يناير 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1426هـ