لعل أبرز المنغصات التي عاشها المواطن البحريني خلال العام الماضي ، والتي يجب الوقوف عندها وقفة تحليلية للاستفادة من نتائجها، مجموعة من الدعايات الانتخابية التي قادها نواب المجلس، في محاولة يائسة وجريئة لدغدغة مشاعر المواطنين. وتجلى ذلك بوضوح من خلال المشروعات المرتبطة بتحسين الأوضاع المالية مستغلين في ذلك الأوضاع المالية المتردية التي يعيشها المواطن، جراء الفقر والعوز والغلاء إلى جانب تدني الوضع المعيشي، وبالتالي جاءت الاقتراحات باتجاه إعطاء الناس أموالاً، فلم يجد النواب أحسن من العيدية والبونس يعدون به المواطنين.
وأعتقد أن البحرينيين في عيد الفطر الماضي وفي عيد الأضحى المقبل، عاشوا أياماً جميلة جدا بأعصاب هادئة مقارنة بأعياد العام الماضي، والسبب يرجع إلى عدة أمور منها: هذا العام لم يعيشوا على آمال وأحلام بأن هناك عيديات ستصرف لهم، بل استطاعوا السيطرة على مصروفاتهم بشكل ينسجم مع رغباتهم بعيداً عن الأحلام الوردية، على عكس أعياد العام الماضي، إذ وعد الناس بـ «عيديات»، ولما لم تتحقق في عيد الفطر ظل الأمل يراودهم في صرفها في عيد الأضحى، ولما انتهى العيدان استمر الأمل يراودهم في صرفها ربما بأثر رجعي! هذه الأمور جميعها أدت إلى فقدان السيطرة على المصروفات، كما أن رغبات الناس جاءت بلا حدود، إذ صحوا من غفلتهم بعد العيد، وأوضاعهم المالية لا يمكن ترقيعها.
ولكن الهاجس الذي يعيشه المواطن حالياً هو هاجس «البونس» الضيف الوعود، الذي أخذ حيزاً كبيراً في أحاديث الناس في العام الماضي، وعد من أهم إنجازات البرلمان إذ تم إقرار مشروع «البونس»، حين أخذت الكتل تتنازع بينها، وتدعي حيناً وتتفاخر حيناً آخر بأن لها اليد الطولى في البونس، (والحسبة ضايعة)، حتى المواطنين خارج البرلمان كان لهم دور في إقرار المشروع من خلال الضغط بالتعاون مع أجهزة الإعلام، وأقصد بذلك الصحافة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا حصل موظفو القطاع العام على البونس العام الماضي بعد صولات وجولات وبلبلة، فهل نقرأ الفاتحة على روح البونس هذا العام لأنه موضوع البونس لم يكد يذكر؟
اننا موعودون بأن نعوض ما تم فقده من أعصابنا في العام الماضي بحيث ربما نفاجأ مثلاً من دخول البونس إلى حساباتنا الشخصية من دون سابق إنذار! فهل هذا معقول ونحن نعلم بأننا لو لم نطالب بأي شيء لما حصلنا على أي شيء، فهذه هي السياسة التي عودتنا عليها الحكومة سامحها الله!
ثم أين هم النواب من إثارة هذا الموضوع في الوقت الراهن؟ أظن أنهم يفوتون على أنفسهم فرصة ذهبية لحملاتهم الانتخابية المقبلة، لا سيما أن الوقت قد أزف ولم يتبق أمامهم إلا القليل عن الانتخابات النيابية المقبلة، ففرضتهم للترويج لأنفسهم تحت قبة البرلمان أكبر من فرصة من هم خارجه.
نأمل أن نسمع خلال الأيام القليلة المقبلة أخباراً عن ضيفنا «البونس» حتى لو كان نبأ الوفاة، حتى نقرأ على روحه الفاتحة، فقد حلت السنة الجديدة والناس بدأت تترقبه خصوصاً أنه لا عيدية ولا راتب قوي يستطيع الناس أن يشدوا به ظهرهم... والله المستعان! فهل يا ترى تستطيع طلة البونس البهية أن تسد رمق العطشان؟
كاتبة بحرينية.
إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"العدد 1218 - الخميس 05 يناير 2006م الموافق 05 ذي الحجة 1426هـ