قال الشيخ عيسى أحمد قاسم لدى لقائه مجموعة من شعراء الموكب الحسيني: «يتوقع لكم وأنتم تستقبلون عاشوراء الشهادة، عاشوراء الرسالة، عاشوراء القرآن والسنة أن تتبصروا ما تحتاجه ساحتكم وأن تشدوا هذه الساحة إلى إسلامها وتأخذوا بها الى طريق الله».
وخاطب قاسم نحو شاعراً حضروا الندوة التي نظمها المجلس العلمائي في مأتم السنابس الجديد يوم الأربعاء الماضي بمناسبة قرب حلول موسم عاشوراء، قائلاً: «ان الخطر لا يكمن في انحراف معاوية أو يزيد، وانما في بعد الأمة الهائل عن الإسلام حتى اجتمعت على قتل الحسين (ع)»، مضيفاً «فكرتكم لابد أن تكون ناضجة، ولحنكم لابد أن يكون مفجعاً، وكلماتكم لابد أن تكون رسالية، وقصدكم لابد أن يكون متجهاً لله (عز وجل)». وأردف قاسم «نريد قصيدتكم ان تعطي حضورا ليوم حاضر في قلوب المؤمنين، لا لغياب فيه وانما لفتح القلوب عليه مبيناً ان يوم الحسين لا يغيب لأنه من أيام الله».
وأشار قاسم في كلمته إلى انه «لابد للشاعر الحسيني ان يفتح أقفال القلوب على يوم الحسين وأن يثير الشعور بيوم الحسين». وقال مخاطباً الشعراء: «قصيدتكم مضمون قبل أن تكون وزناً وقصيدتكم رسالة قبل أن تكون لحناً ورسالتكم درس للعقل وتزكية للقلب وتصحيح للإرادة وارتفاع بمستوى الهمة واستنطاق لمكنون الفطرة ونداء للضمير الحي. هذه هي القصيدة التي تنتظرها الساحة منكم والتي يرحب بها الامام الحسين (ع)».
ولفت قاسم إلى ان «محرم ليس للتغني، ليس موسم الأوتار والأصوات الا ما كان صوت حق وصوتاً مربياً وهادياً ومعيناً لحق». داعيا شعراء الموكب إلى الالتفات إلى حاجات الساحة الثقافية والاجتماعية والسياسية لكن «مع قدرة على الموازنة ورعاية المصلحة العامة والحفاظ على الوحدة الإسلامية وعدم إحداث توترات». معلقاً: نريد القصيدة ان تكون شجاعة ومعالجة وتعطي الناس حاجاتهم، لكن هذا لا يعني توتر القصيدة ولا يعني ان تكون القصيدة قنبلة تنفجر في وجه الصديق قبل أي احد. مطالباً بأن تشتمل القصيدة الموكبية على أبعاد هي: البعد العاطفي والبعد الفكري والبعد العملي المتعلق بمتطلبات الساحة.
في مورد تعليقه على إحدى المداخلات شجع قاسم على «الردات» والقصائد الرجولية التي بحسب تعبيره «لو سمعتها المرأة المائعة اعتدلت». موضحاً ان الاستغراق في العاطفة لا يتناسب مع معركة أشلاء ودماء وسيوف. وفي إجابة على سؤال عن جدوى ذكر أسماء العلماء والرموز في العزاء، أبدى قاسم عدم تشجيعه هذه الظاهرة إلا في حالات استثنائية خاصة تتطلب فيها الضرورة ذكر اسم ما إلى ايصال رسالة هادفة. كما شدد على ان تكون القصيدة بعيدة عن الرمزية والغموض مبيناً ان الجماهير لا تريد فك الأقفال، لذلك لابد للشاعر ان يدخل إلى المعزي بأيسر الطرق ليوصل إليه الفكرة.
يذكر ان هذا اللقاء ليس الأول من نوعه مع شعراء الموكب الحسيني، اذ سبقته لقاءات عدة في السنوات الماضية كان أحدها مع الشيخ عبدالأمير الجمري، غير ان هذا اللقاء حمل طموحات كبيرة من منظميه ومن الشعراء أنفسهم بإنشاء رابطة الشعراء الحسينيين التي كثر الحديث عنها غير انها لم تر النور
العدد 1218 - الخميس 05 يناير 2006م الموافق 05 ذي الحجة 1426هـ