في يوم الاثنين توفي ابن من أبناء فريجنا في المحرق، المتوفى كان الأخ المرحوم راشد ثاني الإعلامي المميز في ديوان سمو رئيس الوزراء كما كان مميزاً من قبل في جميع وظائفه السابقة، قرأت خبر وفاته وحزنت كثيراً وأنا أتذكره وهو ممسك بالقلم والدفتر دائماً عندما كنا صغاراً...

ذهبت يوم الثلثاء إلى قاعة العزاء الموجودة في مسجد كانو الملاصق لنادي البحرين الرياضي لتقديم الواجب لإخوته الذين أعرفهم ولكني لا أعتقد بأنهم يعرفوني بسبب تركي الفريج عندما كانوا لايزالون أطفالاً صغاراً... ولكنه الواجب لابد من تقديمه حتى لو لم يعرفوني...

عندما أوقفت السيارة ونزلت وجدت أبناء المرحوم عبدالرحمن العوضي جميعهم في الساحة الخارجية... محمد وأحمد وعبدالرحيم وعبدالعزيز وعبدالمجيد ونورالدين، فتذكرت أن المتوفى هو ابن خالتهم... قدمت لهم واجب العزاء وأخذنا نستعيد ذكريات الماضي عن فريجنا وأهلنا وعن برادة والدهم المشهورة في الفريج...

دخلت بعدها في القاعة لأجد أبناء المرحوم محمد بن هرمس وهم يتلقون العزاء... إبراهيم وخالد وأحمد وهيكل ومنصور... تذكرت أنه جارهم، فسألتهم عن قرابتهم له وقالوا إنه زوج أختهم... ولاحظت أيضاً أن عبدالحسين فلامرزي وهو أحد أبناء الفريج يتلقى العزاء وعرفت أنه عديله...

هذا هو فريجنا في المحرق، وهؤلاء هم أبناؤه جميعاً الذين لقيتهم في العزاء... أناس طيبون وتملأ قلوبهم المودة والرحمة... ومتناسبون فيما بينهم... الفروق الوحيدة لديهم بعد هذه السنين الطويلة كانت في حجم الصلعة على الرأس والتي كانت ممتدة لدى البعض منهم من الجبهة وحتى منتصف الظهر... الله يعطيهم طول العمر والصحة والعافية... ولايريهم مكروهاً...

وفي صحف يوم الأربعاء كانت هناك صورة لحفل تكريم من وزير الأشغال الأخ فهمي الجودر موجه إلى رئيس قسم التدريب والتطوير بإدارة الموارد البشرية راشد عبدالرحمن المحميد الذي نال جائزة موظف العام... ابن فريجنه... وزميلي في الدراسة وفي الصف نفسه... من أول سنة في المدرسة حتى التخرج...

الأخ راشد المحميد بيتهم تقريباً ملاصق لمنزل المرحوم راشد ثاني وكلا المنزلين لا يبعدان أكثر من مئة متر عن منزلنا في فريج الشيخ حمد بالمحرق... وكلاهما كان مفخرة لأهل الفريج من ناحية الأخلاق العالية والثقافة والجدية في العمل...

عطني إذنك

سأستعير اليوم فقط فقرة «عطني إذنك» من الأخ العزيز محمد العثمان لأنها وحشتني كثيراً ولم نعد نقرأها في صحيفة «الوسط»...

طبعاً «عطني إذنك» موجهة إلى الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة حتى يقرأ ويسمع ثلاثة أبيات من قصيدة أرسلها لي الأخ علي عبدالله بمناسبة عودته إلى الوطن بالصحة والسلامة... وألح علي أن أنشرها اليوم لأن الشيخ عيسى سيسافر غداً...

هات القلم واكتب من الحرف ترحيب

ترحيبة فيض المشاعر ظهرها

من خاطر حط التعابير ويجيب

زين القصايد لكل من داري حضرها

أهلاً هلا باللي حضر وله عود وطيب

في عودة بوعبدالله مسرور بقمرها

أتمنى أن أكون لبيت طلبك يا أخ علي... والشيخ عيسى بن راشد يستاهل كل الخير...