العدد 1217 - الأربعاء 04 يناير 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1426هـ

العائدون ووعود الحكومة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

رغم مرور سنوات على الانفراج السياسي في البحرين مازالت هناك وعود لم تنفذها الحكومة حتى اليوم مع العلم انها كانت مطلباً رئيسياً نتج عن سياسات خاطئة اقترفت بحق هذه الفئة او تلك. هناك قضايا لا يمكن تجاهلها لان الحكومة جزء أساسي من تلك المشكلة. ومن تلك القضايا ما يتعلق بالعائدين، الذين رجعوا من منافيهم في الخارج الى البحرين في العام 2001 وتكونت لجنة يرأسها الحقوقي عبدالنبي العكري. وهذه القضية المعلقة شبيهة بملف العاطلين وضحايا التعذيب، الذين لايجد بعضهم وسيلة للتعبير سوى الاحتجاج عبر اعتصامات وتظاهرات تأخذ اشكالاً وألواناً مختلفة بسبب غياب الحلول الجدية. فالحكومة مازالت تسعى إلى حلول مؤقتة او في أكثر الاحوال تتجاهل القضية بأكملها كما هو الحال مع ضحايا التعذيب الذين لم يعوضوا لا معنوياً ولامادياً رغم ان المطالب تنصب في الاستفادة من تجربة المغرب الذي لا يختلف كثيراً عن البحرين في هذا الجانب. لجنة العائدين التي تدخل في عامها الخامس تنتظر ما قد ينتج عن يوم الاحد المقبل على احر من الجمر في اجتماع مجلس الوزراء بشأن مطالب ضمنتها مع اجتماعها مع الجانب الرسمي في العشرين من الشهر الماضي. وما هو مسجل لدى اللجنة اليوم يصل إلى 312 عائلة عادت الى البحرين لتلاقي الصعوبات والضياع أحيانا، وهناك عوائل استطاعت تدبير امورها فلم تسجل، اذ ان الرقم يقدر اكبر من ذلك. يوجد ضمن هذه القائمة 85 شخصاً بحاجة إلى عمل واغلبهم من كبار السن وحتى مهاراتهم المهنية لا تحتاج اليها سوق القطاع الخاص حالياً، اذ انهم يصنفون ضمن الفئة غير المرغوب فيها. لذا فان القطاع العام هو الانسب لاوضاعهم، ومن خلال ذلك يمكن أن يترتب لهم راتب تقاعدي او الترتيب بعمل مؤقت تشترى سنوات خدمة تؤهلهم للتقاعد. ايضاً من المطالب التي رفعتها لجنة العائدين توفير شقق اسكان أو دفع ايجارات المستأجرين خصوصا في ظل عدم وجود اي عمل لرب الاسرة او المعيل للعائلة. جميل أن تكون هناك حوارات ومحادثات (مفاوضات) بين الجانبين، الاهلي والحكومي، لكنه حتى الآن لم يتوصل الطرفان الى حل مرض. فالحلول المؤقتة التي قدمتها جهات بالدولة لا تكفي رغم اعترافها بوجود المشكلة داخل مجتمعنا كونها وليدة الظروف القاسية السابقة. لذا فانه من الضروري النظر والتدقيق بصورة جدية لمطالب العائدين الاسبوع المقبل من الجانب الحكومي، والا فإن اللجنة لن يبقى امامها إلا الاستقالة والاعلان عن تلكؤ الحكومة في طرح الحل، ومن ثم تتراكم المشكلات، وهو ما يدفع باتجاه اساليب اخرى، بعضها يسبب الازعاج كما هو واضح للجميع

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1217 - الأربعاء 04 يناير 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً