نحن امام أسئلة كونية لا تحتمل المزاح. أقيس نجاح أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو ثقافي في الحياة بسؤال رقمي معرفي صريح ومزعج ومر ومؤلم وهو: ماذا أنجزت على الأرض من مكاسب؟ وهذا السؤال يوجه للحكومات والمعارضة. بمعنى: أريد أرقاما، أريد حقائق، أريد وثائق بلا مكياج. نعم بلا محسنات.
تسأل كل وزير بلغة الأرقام: كم مشروعاً أنجزت للوطن وللناس طيلة فترة عهدك؟ تنظر الى تاريخ وزرائنا تجد هناك مفارقات كبيرة. وزير منشار «طالع ماكل نازل ماكل». وزير آخر بنى البلد مشروعات اقتصادية انعكست لصالح الناس وزير ثالث حوّل الوزارة الى مزرعة خاصة، استراحة للأهل والاقارب.
جاء في مقابلة نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام في قناة العربية: «ان رستم غزالي أخذ من بنك المدينة مليون دولار»، بحسب ما ورد في العربية. نت.
وان ضابطا عاديا يملك ملايين الدولارات. هكذا من أين جاء بها؟ في الوقت الذي يوجد فيه بعض المواطنين السوريين يبحثون عن الطعام من صناديق القمامة.
اليوم نحن في البحرين هناك مساحة من الحرية والرقابة لتصحيح الأخطاء عبر الصحافة والبرلمان. لو قمنا فقط بالتدقيق في تقرير ديوان الرقابة الذي أصدره عن الوزارات سنكتشف أمورا كثيرة. وهنا يجب ان نتعاون مع الديوان والبرلمان والصحافة والنقابات لتصحيح الأخطاء. الحياة في البحرين ليست وردية أو افلاطونية وكاذب من يقول ذلك، ولكن السؤال: كيف نصحح الخطأ من دون الوقوع في خطأ أفظع؟
إن جزءا من التراكمات عدم المشاركة في انتخابات العام ,,. وإن جزءا من التراكمات اهمال الملفات المهمة من التقاعد الى الأوقاف الى الكهرباء الى قانون الصحافة... إلخ. يقول مفكر عربي: في غمرة الانتخابات البريطانية قبل سنوات كان أحد قادة حزب المحافظين في محطة «بي بي سي» يسأل: هل تعتقد بفوزكم للمرة الثالثة؟ للأسف نعم...
- ولماذا للاسف؟ اخاف من كثرة ما حكمنا ان ننسى في المستقبل كيف نكَوّن معارضة جيدة وأخشى على العمال من كثرة سنوات المعارضة ان ينسوا كيف يديرون حكومة جيدة في المستقبل.
المعارضة في كل مكان معروفة بترديد «لا» وبحبها الى «لا» لكنها اذا تقلدت وزارة تصدم بالواقع فتبدأ بقول نصف نعم.
هناك فرق بين الخيال والواقع بين التنظير والعمل على الأرض.
أنا اعتقد أن تلكؤات ثلاث سنوات ونيف من الانفتاح السياسي في البحرين ليست كفيلة بإزالة تراكمات عشرات السنين كانت حبلى بالخضات والأزمات السياسية. كي ننصف الوضع؟ يجب الاعتراف بالايجابيات والمطالبة بالمزيد من الايجابيات مع العمل جميعا لحل ملف الفساد وتأهيل المواطنين وحلحلة بقية الملفات عبر القنوات القانونية.
للديمقراطية عيوب، ولكن من الممكن علاج كل هذه العيوب بديمقراطية أكثر مع الاحتفاظ بهيبة القانون بألا يكسر.
الديمقراطية ليست ترفا بل هي ضرورة والمسئولية تقع على الجميع.
بعض مداخلات الإذاعة من الجماهير لم تنصف المجتمع البحريني فيجب ألا يكون هناك خطاب تعميمي ويجب التركيز على المواقع الوطنية من جدارية المرسم الحسيني والدور الفاعل للمحافظة الشمالية وللفنانين البحرينيين الذين سهروا حتى ساعات متأخرة من الليالي ليجملوا البحرين مع الاحتفالات الكبيرة لقريتي بوري وعالي ومناطق متفرقة واحتفال الشمالية قبل أيام بحب البحرين.
جزء من الاشكال اننا نعاني من خطاب «اسبكاتي». «الوفاق» تتهيأ للمشاركة في البرلمان وفي الوقت نفسه هناك دعوات ترتفع هنا أو هناك إلى المطالبة بدستور جديد والأصوات نفسها كانت تقول: نحن كنا مع المشاركة لكننا التزمنا الصمت للمصلحة ودعوة أخرى لا هذه ولا تلك! الضحية في كل ذلك هم الناس.
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1214 - الأحد 01 يناير 2006م الموافق 01 ذي الحجة 1426هـ