من سوء حظ الأستاذ نزار البحارنة استلامه وزارة الصحّة، في ظل ظروف قاهرة وفوضى عارمة كانت تعيشها البحرين، وقد تناسى البعض ما قدّمه نزار البحارنة لأهل البحرين، وتذكّروا فقط استقالته من منصبه، ولم يتطرّق أحد للأسباب التي دعته لذلك!
نزار البحارنة يعد شخصية لها أثرها الجميل بين الشعب والحكومة، وله بصماته داخل وخارج البحرين عندما كان في وزارة الخارجية ومن ثمّ في مجلس الشورى، وعليه كيف نخسر مواطناً أعطى كنزار البحارنة، رغم وجوده في تلك الظروف المؤلمة التي مرت بالوطن ولم يتخاذل عن العطاء؟!
لابد لنا من معرفة أسباب استقالة البحارنة وعدم نسيان ماضي الرجل المشرّف من أجل رفعة البحرين في جميع المحافل، حتى لا يُظلم هذا الوزير الشريف، وحتى يُجيب على تساؤلات المواطنين عن انسحابه.
من جانب آخر نود التحدّث عن محمد بن جاسم الغتم، الذي قاد جامعة البحرين وحفظ أمنها في أحداث التسعينيات، وكان الوزير الوحيد الذي اعتصم عند باب وزارته العاملون فيها، لإرجاعه، عندما كان وزيراً للتربية والتعليم.
ما أن يدخل هذا المبدع الى مكان حتى نجد رؤيته وأهدافه مترجمة فعلاً صريحاً، فهو ابن البحرين البار، الذي يحاول جهده لانجاح ما يُعطى له من مهام ومسئوليات، ويكفينا شرفاً ما وصل اليه مركز الدراسات والبحوث عندما تسلّم مهامه فيه، اذ قام بتنشيط التدريب وورش العمل والمحاضرات، ولم يكتفِ بذلك، بل قام بزيادة المراجع والبحوث، بحيث وصلت الى العالمية.
ونحن لا نستطيع وصف الغتم فالجميع يشهد له بذلك، اذ كان ومازال معروفاً بشدّة الذكاء وحسن التصرّف، ونحتاج الى بروز أمثاله ليتولوا مراكز قيادية يحتاجها الوطن في هذه الأيام.
أما الفاضل فهمي الجودر، فكان سبّاقاً لتلبية احتياجات المواطنين، وكان يسهر على راحتهم، وكان الوزير الأوّل المحبوب لدى الصحافة المحلّية، اذ إنّ ما قام به من قرارات واجراءات في وزارة الاسكان تعد قفزة في هذه الوزارة، وقد طوّر الطرق وقلّل من الاختناقات عندما تولّى مهمة وزارة الأشغال.
هؤلاء الثلاثة كانوا ومازالوا شخصيات كريزماتية أثّرت بشكل ايجابي في المجتمع البحريني، ويا ليتنا نجدهم الآن في الساحة السياسية، لثقة الناس بما يقومون به، فهم أفعال قبل أقوال، وكذلك ثقة القيادة الرشيدة بعملهم المخلص البعيد عن الرياء والفساد.
وبناء عليه نتمى من الحكومة الرشيدة النظرلإعادة هؤلاء الثلاثة الى الساحة، فنحن في وقت نريد فيه البحارنة والغتم والجودر، حتى لا تُهدر الطاقات القيادية ذات البصمات التاريخية في وطننا الغالي، وخصوصاً أنّهم أهلاً لها
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3144 - السبت 16 أبريل 2011م الموافق 13 جمادى الأولى 1432هـ