قال عالم الدين السيد عبدالله الغريفي إن «الظرف الراهن في البحرين بتداعياته الصعبة، وتأزّماتهِ، وتوتّراتِه، واحتقاناته لا يتحمّل خطاباتٍ مُسوِّقةٍ لعصبياتٍ طائفيّةٍ مجنونةٍ، مسكونةٍ بهواجس ثأريّةٍ عدوانيّة، مشحونةٍ برغباتٍ انتقاميّة منفلتة، ومدفوعةٍ بشهوة الغلبة والانتصار».
وأوضح الغريفي في حديثه الأسبوعي مساء أمس الأول الخميس (14 أبريل/ نيسان 2011)، أن «البحرين وهي تمرّ بالظرف الراهن، المشحون بالتعقيد، والمدفوع بالكثير من الانفعالات والتشنّجات في حاجةٍ كبيرةٍ إلى خطابٍ قادرٍ على أن يكون في مستوى مواجهة الظّرف وتعقيداتهِ وانفعالاتهِ وتشنّجاتهِ... إلى خطابٍ قادرٍ على أن يكون مُوحِّدًا لا مُفرِّقًا، أن يكون مطمئِنًا لا مُروِّعًا، أن يكون صادقًا لا مزايدًا».
وبيّن «حينما نتحدّث عن الخطاب، نتحدّث عن خطاب الدولة، عن خطاب التلفاز والإذاعة والصحافة، عن خطاب المسجد والمنبر، عن خطاب السِّياسة والثقافة، عن خطاب الشارع والمجالس والمحافل»، مؤكداً في معرض حديثه أنه «منذ انطلاق المشروع السِّياسي بولادة الميثاق كان لنا موقفٌ واضحٌ، فلماذا تحاول الأصوات - الآن - أن تتنكّر لتلك المواقف، أو تشكِّك في صدقيّتها، أو تحاسب النوايا».
وقال: «يؤسفنا الكلام الذي يقول، لماذا الآن فقط، تتحدّثون عن خطاب الوحدة والأُلفةِ والتقارب، بعد أن صمتُّم طويلّا، وبعد أن تأزَّمت الأوضاع، وبعد أن فرض الخيار الأمني قبضته»، مبيناً «منذ مارسنا خطابنا الدينيّ والثقافيّ والسِّياسي، وهذه هي لغتنا، وهذا هو صوتنا، فالكلمات والخطابات شاهدة، وما كنّا نقولها للاستهلاك والممالأة والمداهنة».
وأشار إلى أنّنا «آمنا ومازلنا مؤمنين بخطاب الوحدة هدفًا استراتيجيّاً، وليس هدفًا مرحليّاً آنيّاً تفرضه ظروف طارئة، ومارسنا هذا الخطاب واقعًا وسلوكًا وحركة، لا نقول هذا مزايدة ومباهاة، وإنّما لكي نجذِّر في داخلنا هذا الإحساس بمسئوليَّة الكلمة في مرحلةٍ تفرض على أصحاب الكلمة أن يكونوا الأمناء على وحدة الصف، لأنّ النفخ في روح الفرقةِ والخلاف وإنتاج الفتن والصراعات خيانة للدِّين والوطن»
العدد 3143 - الجمعة 15 أبريل 2011م الموافق 12 جمادى الأولى 1432هـ
