كلمات رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لها أهمّيتها هذه الأيام، عندما وجّه الوزراء وجميع العاملين على إشاعة روح التآخي في بيئة العمل، إذ إنّ البحرين اليوم بمؤسساتها الحكومية والخاصة تعاني من طائفية مبطّنة، وجاء الأوان بعد ما حدث لنبني من جديد.

لا يمكننا البناء ونحن نجرّح في بعضنا البعض، ولا يمكننا العمل ونحن نأكل لحم بعضنا البعض، ولا نريد توجيه الاتهامات لهذا أو ذاك، بل يجب أن نفكّر جدّياً في الوطن بعيداً عن الأحقاد.

سواء انتهت أزمة الدوّار أم لم تنته، فالتعليم والصحّة والإسكان وجميع الوزارات تحتاج إلى سواعد أبنائها، وهذا لا يتم في ظل المشاحنات والمشادات والشتائم، بل بالعمل الدؤوب ومحاولة بناء ما خسرناه خلال الظروف السابقة.

في كل لحظة ابتعاد عن العمل ومواصلة الأحقاد والشتائم، تستنزف البحرين أموالاً طائلة لتعوّض ما حصل في الشهرين الماضيين، ونعلم بأنّه قد يكون صعباً علينا محاولة نسيانه، ولكننا نتناسى من أجل وطننا وإرجاع ثقة العالم بنا.

وليس هناك شيء دائم، فالدوام لله، ولكن تبقى الصحبة الطيبة والزمالة الطويلة والعشرة أمام الجميع، حتى نتخلّص من جو الطائفية البشع، الذي حطّ علينا وأهدر علاقاتنا ومطالبنا!

البحرين لن تقوم لوحدها، ولا تستطيع النهوض من الأزمة بطائفة واحدة فقط، بل بجميع الطوائف، وما صرّح به سمو الأمير خليفة بن سلمان إلا حكمة منه بابعاد المشكلة، حتى لا نحسر أكثر مما خسرناه.

عشنا ظروفاً صعبة على مدى سنين عديدة، كانت أصعب مما نحن فيه هذه الأيام، ولكننا أثبتنا إخلاصنا وولاءنا وحبّنا لهذه الجزيرة الصغيرة، فعبرنا أزمات، وتغلّبنا على مصاعب، وهاهو الوطن بقيادته يمدّان لنا اليد مرّة أخرى حتى ترجع وتعود الحياة كما كانت، أو أفضل مما كانت، فهل أبناء البحرين على قدر هذه المسئولية؟!

نعم، إنّهم لها، بل هم أكبر من هذه المسئولية، وهم من سينفضون الألم وسيعاودون العمل من أجل الوطن، فلقمة العيش ليست أهم من الوطن، وبعض المطالبات الصحيحة ستأتي إلى المواطن، والجميع ما زال على ثقة بما صرّح به ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في شأن الإصلاحات، وسنراها مترجمة من أجل مصلحة المواطن والوطن.

سنقف جنباً إلى جنب، سنلغي كلمة (سنّي - شيعي)، وسنجرّع أبناءنا كلمة واحدة (بحريني)، وليحفظ الله وطننا من كل سوء وليحفظ شعبنا من كل انقسام. وجمعة مباركة