أشاد رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بالتعاون البناء بين المؤسسات الصحية والطبية في مملكة البحرين وتحديداً مجمع السلمانية الطبي والمستشفى العسكري ومستشفى الملك حمد العام، معربا سموه عن الارتياح لعودة مجمع السلمانية الطبي إلى ممارسة دوره ورسالته الإنسانية بشكل طبيعي بعد الأحداث.

وخلال زيارة سموه إلى مجمع السلمانية الطبي أمس الخميس (14 أبريل/ نيسان 2011)، أكد سمو رئيس الوزراء أن هذا المرفق الحيوي قد أُنشئ ليقدم خدماته الطبية والعلاجية من منطلق رسالته الإنسانية، إلا أن البعض قد أراد أن يحيد بهذا المرفق عن هذه الرسالة السامية فعطل خدماته وتعدى بشكل صارخ على المبادئ الإنسانية التي تقوم عليها مهنه الطب، وأضاف سموه أن «من طمس الهوية الإنسانية لمجمع السلمانية الطبي وسعى لتحريف دوره واتخذه مقراً لعمليات إرهابية ومؤامرات تحاك بليل ضد هذا الوطن لن يمر عمله دون حساب».

وقال سموه «بعزيمة المخلصين من أبناء هذا الوطن عاد هذا المرفق الحيوي للقيام بدوره الطبيعي، وسيبقى مستمراً في خدماته العلاجية لأهل البحرين والمقيمين، ولن نسمح أبداً أن يتكرر ما حدث على مجمع السلمانية الطبي».

وكان سمو رئيس الوزراء قام بزيارة تفقدية إلى مجمع السلمانية الطبي بحضور القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير ركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة.

ولدى وصول سموه إلى المجمع يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة ومستشار سمو رئيس الوزراء سمو الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة كان في الاستقبال وزير الدولة لشئون الدفاع الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة ووزيرة التنمية الاجتماعية القائمة بأعمال وزير الصحة فاطمة البلوشي.

وقد اجتمع سمو رئيس الوزراء مع الكادر الإداري والطبي بمستشفى السلمانية، حيث أكد وقوف الحكومة وإسنادها لهم في مهماتهم الإنسانية لما يقدموه من أعمال كبيرة خدمة لهذا الوطن وأهله وهي موضع فخر واعتزاز، وحث سموه على تركيز الجهود في هذه المرحلة لتطوير أداء المجمع والارتقاء بمستوى الخدمات التي يقدمها وأن يُدعم المستشفى بالخبرات الطبية العالمية لتعظيم الاستفادة من هذا المرفق الطبي.

وأضاف سموه: «حرصنا أن نؤهل أبناءنا ليكونوا أطباء وطاقما طبيا على أعلى قدر من التعليم والتدريب والتأهيل من أجل خدمة مهنة الطب الإنسانية والمواطنين فابتعثناهم ودربناهم في أفضل المؤسسات التعليمية في العالم، لكن البعض للأسف أبى إلا أن يُحور العمل الإنساني وأن يعمل ضد مصلحة بلاده التي حرصت على تعليمه وتدريبه، فرضي للأسف أن يكون معول هدم في يد من كان يتربص لبلاده، لكن بوقفة شعبنا ووحدتنا وعزمنا نجحنا في إعادة الأمور إلى نصابها».

وقال سموه «إن بلادنا لم تمر قط بظروف مماثلة فلم تشهد من قبل تعطل مؤسسة إنسانية عن أداء رسالة نبيلة لها ونحمد الله على تجاوز ذلك، لكن ما يؤسف له هو أن الضرر جاء من أبناء هذا الوطن الذين غُرر بهم».

وأضاف أن «كلمات الشكر لا تفي حق من عمل في هذا المرفق في الظروف التي مر بها مجمع السلمانية الطبي، متحدياً جميع العراقيل والصعاب والمضايقات، لأن منطلقاته ودوافعه للعمل كانت أعلى وأسمى من أي ظرف، وان وقفة شعبنا لن تُنسى وسنذكرها ما حيينا وستذكرها الأجيال من بعدنا فهذه البحرين عزيزة وقوة بقيادتها وشعبها».

إلى ذلك، أكد سمو رئيس الوزراء أن الحكومة تولي أهمية قصوى للقطاع الصحي وتسعى للارتقاء بمؤسساته وتهدف إلى وصول الخدمات الصحية إلى جميع المواطنين على أكمل وجه ولا تدخر في سبيل ذلك أي جهد وفي مقدمتها إعداد الكوادر البحرينية المؤهلة.

وأعرب سمو رئيس الوزراء عن شكره للقائد العام لقوة دفاع البحرين المشير ركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة ولجميع منتسبي قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية والحرس الوطني لدورهم المشهود في تعزيز الأمن والاستقرار، وهو دور سيبقى خالداً في ذاكرة الوطن.

بعدها، تجول سموه في أقسام وأروقة مجمع السلمانية الطبي للاطمئنان أن الخدمات الطبيبة في هذا المرفق عادت لمستواها المتقدم الطبيعي، حيث قوبل سموه بالترحاب والهتافات المؤيدة للقيادة من العاملين في المجمع والمواطنين الذين أعربوا عن ولائهم للقيادة والتفافهم حولها، مؤكدين أن زيارة سموه بثت الطمأنينة في نفوس الجميع وأكدت لهم عودة الحياة والخدمات إلى طبيعتها في هذا المرفق الطبي المهم.

كذلك، أشاد وزير الدولة لشئون الدفاع بزيارة سمو رئيس الوزراء إلى مجمع السلمانية الطبي، مؤكداً أن هذه الزيارة تشريف عالٍ لكل المؤسسات الطبية في مملكة البحرين التي تمكنت بفضل الدعم والإسناد الذي تحظى به الحكومة برئاسة سمو رئيس الوزراء من أن تنافس أكثر الدول تقدماً في مجال الخدمات الطبية والعلاجية.

من جانبها، عبرت وزيرة التنمية الاجتماعية والقائم بأعمال وزير الصحة فاطمة البلوشي عن شكرها لسمو الأمير خليفة بن سلمان، على الزيارة التاريخية التي قام بها صباح يوم أمس للمجمع.

وأكدت البلوشي أن هذه الزيارة كان لها الأثر الطيب على نفوس جميع العاملين بمجمع السلمانية الطبي والطواقم الطبية والتمريضية وجميع العاملين بالوزارة، لما تعكسه من دعم ومساندة وتزيدهم إصراراً على بذل المزيد من العطاء في الخدمات الصحية.

وأضافت أن زيارة سموه لها مردود إيجابي كبير وستعيد الثقة أكثر من ذي قبل لدى المواطنين والمقيمين بهذا الصرح الطبي الكبير، إذ إن التوجيهات الدائمة والمستمرة من سموه كانت ومازالت تنفذ لتحقيق مزيد من الإنجازات والتطوير وكذلك الوصول لمراتب متقدمة لترتقي وتحقق رفعة الوطن تتماشى مع الاستراتيجيات المرسومة من قبل الحكومة.

وأكدت الوزيرة أن المؤشرات تبين أن نسبة المترددين على مجمع السلمانية الطبي وصلت إلى نحو 70 في المئة، ومن المؤمل أن ترتفع هذه النسبة وتزدهر الخدمات الصحية وينعم المواطنين والمقيمين بخدمات صحية ذات جودة عالية