يجتمع وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي اليوم (الخميس) في برلين وسط تزايد الخلافات بشأن سير التدخل العسكري في ليبيا فيما تطالب فرنسا وبريطانيا بمشاركة عدد اكبر من دول الحلف بعمليات قصف قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقد تكون المناقشات المقررة بين وزراء خارجية دول الحلف الاطلسي الـ28 صعبة بعدما صدر عن هذه الدول ردود فعل متناقضة منذ اندلاع الازمة الليبية في 15 فبراير/ شباط. وتحاول فرنسا وبريطانيا اقناع حلفائها بان عدم مشاركة بعض الدول بشكل كاف في التدخل يكبح تحرك الطيران ضد قوات القذافي.
وعشية اجتماع الحلف المقرر الخميس والجمعة في برلين، اتفق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على ضرورة تشديد "الضغط العسكري" على القذافي الذي "ما زال عازما على مواصلة حربه ضد شعبه". وفرنسا التي كانت ابدت ترددا كبيرا في قبول تسلم حلف الاطلسي قيادة العمليات العسكرية التي بدأت في 19 مارس/ اذار، عادت ووافقت على ذلك في نهاية الشهر نفسه مع ضمانة عدم تعرقل الضربات الجوية.
وحتى قبل الوصول الى هذا الامر كانت النقاشات في صفوف الحلف محتدمة الى حد لم يشهده الحلف منذ الخلافات حول التدخل الاميركي في العراق العام 2003.
وتراجع التوتر بعض الشيء، لكن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الذي وصف عمل الحلف في ليبيا بانه "غير كاف" اوضح انه سيطلب من الحلف احترام التزامه فيما تشارك ست دول فقط من الدول الاعضاء ال28 في الحلف بالهجمات الجوية هي بلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا والنروج وبريطانيا. كما ستحضر الاجتماع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.
وكانت كلينتون دانت "الهجمات الوحشية والمتواصلة" التي يشنها نظام القذافي على المدنيين الليبيين، ونددت بوقوع "فظاعات جديدة"، مشيرة الى معلومات تفيد عن استخدام قوات القذافي المدفعية الثقيلة ومدافع الهاون ضد مناطق سكنية في مصراته (غرب) وقطع المياه والكهرباء عن المدينة.
لكن المطلب الفرنسي-البريطاني لا يستهدف الولايات المتحدة التي لا تزال تساعد بقوة حلف شمال الاطلسي وتبقى مستعدة للقيام بدور رغم انها سحبت كما كان مرتقبا خمسين مقاتلة من ميدان العمليات الليبية في 4 ابريل/ نيسان. وقال دبلوماسي في الحلف ان الائتلاف بحاجة الى عشر طائرات.
والمطلب الاخر للدول التي تريد تكثيف الغارات الجوية ضد قوات القذافي هو ان تتمكن قيادة عملية "الحامي الموحد" من تقصير المدة بين رصد وتدمير الاهداف.
وياتي اجتماع الاطلسي غداة تاكيد مجموعة الاتصال حول ليبيا التي اجتمعت الاربعاء في الدوحة على ضرورة رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي لبدء عملية سياسية تحل الازمة في البلاد، كما فتحت ابواب الدعم على مصراعيه للثوار.
واعترفت المجموعة بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شارك في الاجتماع "محاورا شرعيا" يمثل تطلعات الليبيين فيما اعتبرت قطر ان بيان المجموعة يفتح ضمنا باب تقديم قدرات للدفاع عن النفس للثوار في ليبيا، الامر الذي احدث جدلا بين المشاركين.
وقال البيان الرئاسي الذي تلاه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ان "نظام القذافي فقد كل شرعية وعليه ترك الحكم والسماح للشعب الليبي بتقرير مستقبله".