العدد 3140 - الثلثاء 12 أبريل 2011م الموافق 09 جمادى الأولى 1432هـ

ناشطو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يأتون بالأمل على شبكة الإنترنت

فرح عبد الساتر comments [at] alwasatnews.com

حصل الأمل على دفعة جديدة على شبكة الإنترنت، فمن صور الشباب في المملكة العربية السعودية يعيدون الإعمار بعد الفيضانات الأخيرة، إلى كتابات المدوّنات حول التضامن في الاحتجاجات السلمية في ميدان التحرير، إلى أشرطة الفيديو عن النساء يعملن معاً للتغلب على الصور النمطية، يقدّم موقع التشبيك الاجتماعي الجديد، «ألف قصة وقصة من الأرضية المشتركة» نظرة على ما يمكن أن يكون عليه العربيّ المبدع النشط في عالم معولم بعيداً عن الصور النمطية التي تستحوذ على الإعلام الجماهيري.

ربما يذكّر الاسم «ألف قصة وقصة من الأرضية المشتركة» زوار الموقع ومستخدميه بقصص «ألف ليلة وليلة» الكلاسيكية. الموقع في الواقع هو منبر تفاعلي نادر يشجّع تجارب حياتية حقيقية من التغيير الإيجابي والتكامل الاجتماعي والحوار والتضامن وغير ذلك بكثير، يتم توثيقها من خلال المقالات وأشرطة الفيديو والصور التي يستطيع الأفراد تحميلها على الموقع.

وفي الوقت الذي يفقد فيه إعلام التيار الرئيس عناصر التوازن والمضمون الحيوية، ويعرض بالدرجة الأولى الجانب السلبي من القصة، يتخذ موقع «ألف قصة وقصة من الأرضية المشتركة»، الذي يشغله ناشطو المجتمع المدني العرب من أجل التغيير الإيجابي، يتخذ توجهاً مختلفاً. ورغم أن الموقع مفتوح ويسهل الوصول إليه من قبل الجمهور العالمي، إلا أن غالبية المساهمين هم من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهم يشكلون الجمهور المستهدف من الموقع، حيث إن إنجازاتهم الإيجابية لا تشاهَد في معظم الحالات ولا يغطيها الإعلام التقليدي. ويجعل كون المساهمين حقيقيين وأصيلين، يجعل منهم سفراء ثقافيين واجتماعيين لدولهم.

لديّ أنا شخصياً تجربة في تجنيد الشباب في العالم العربي من خلال نشر نداءات حول فرص عالمية (مؤتمرات وبعثات ومسابقات ...الخ) تستهدف مشاركتهم في مجالات التنمية والشفافية وحقوق الإنسان المدنية والإنسانية وحوار الثقافات والتغيير المناخي على مدوّنتي http://farah-has-a-lot-to-say.blogspot.com التي تحمل شعار «امرأة واحدة، 365 قضية».

يوفر موقع «ألف قصة وقصة» لي فرصة أعظم لزيادة معدلات متابعي وقارئي مدوّنتي وشبكاتها والدعاية لها. وبإمكان المدونين والناشطين على الإنترنت كذلك ربط جهودهم وطاقاتهم على منبر واحد هو «ألف قصة وقصة» لإعطاء العالم منظوراً مختلفاً على مجتمعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

يشكّل موقع «ألف قصة وقصة من الأرضية المشتركة» مساحة مجانية للخطاب البنّاء. يقوم الموقع بنشر جميع الآراء والتجارب طالما أنها تعكس وجهات نظر وأعمال وإنجازات إيجابية وتظهر الناس وهم يعملون معاً. سوف ترى، على سبيل المثال، عمل النساء في لبنان ومصر وهنّ يطالبن بحقوقهن ويشاركن بنشاط في التظاهرات. سوف تقرأ كذلك كيف لعب المدوّنون دوراً رئيسياً في تحرير زميلهم المدوِّن علي عبد الرحمن الذي اعتُقِل في البحرين.

يضمّ الموقع، الذي تم إعداده بحيث يجعل التسجيل عليه سهلاً وسريعاً، موقعاً يبرز جميع المواد والمساهمات الجديدة (الصور وعناوين المقالات والفيديوهات)، واستطلاعاً يقيّم وجهات نظر الأعضاء حول قضايا ذات علاقة في المنطقة. ويمكن للمستخدمين كذلك الربط من خلال حساباتهم على الفيسبوك. ويسمح هذا لمستخدمي الفيسبوك أن يتشاركوا فوراً بقصصهم حول العمل الاجتماعي الإيجابي من خلال تحميل أشرطة الفيديو والصور والمقالات والتعليقات.

ويشكّل الموقع، الذي طوّرته منظمة البحث عن أرضية مشتركة، وهي منظمة عالمية تعمل في مجال تحويل النزاعات، ملاذاً متعدد الوسائط يدمج قدرات مجال الفيديو واليوتيوب مع قدرات المدونين في الـ Word Press وصور ألبومات Flickr، في موقع واحد ولقضية واحدة: التشارك في صور التغيير الاجتماعي الإيجابي التي يوجدها مواطنون عاديون في العالم.

وخلال شهر واحد تقريباً، سوف يتم إطلاق مسابقة مفتوحة للأفراد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لأفضل صور ومقالات وأشرطة فيديو تظهر التغيير الإيجابي وهو يعمل، مع جائزة نقدية تقدَّم للفائز في كل فئة. كما سيتم تقديم جائزة نقدية إلى المشارِكة التي تصف التغيير الإيجابي في مجال حقوق المرأة في المنطقة.

في عالم يناضل فيه الناشطون الذين يشجعون التعاون بحثاً عن الإلهام، يشكل «ألف قصة وقصة من الأرضية المشتركة» أداة ثمينة للتعلُّم من الآخرين والتشارك بقصة الناشط مع جمهور مهتم

العدد 3140 - الثلثاء 12 أبريل 2011م الموافق 09 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً