تمّ تصعيد حالة الطوارئ في اليابان إلى درجاتها القصوى، بسبب كارثة فوكوشيما الأخيرة، وقد أرجعتنا الذاكرة 25 سنة للوراء، ولكن بظروف أخرى ومفاعل اشتهرت على مدى هذه السنين، إنّها مفاعل تشرنوبل التي شهدها العالم في أبريل من سنة 1986م.
تلك الكارثة التي حدثت في أوكرانيا، وتأثّر بها العديد من الناس صحّياً واقتصادياً واجتماعياً، حتى أنّ تشرنوبل أصبحت ولمدّة طويلة منطقة منكوبة، وقد تمّ إجلاء أكثر من 100 ألف شخص في المناطق المحيطة بها، ولكن كان هناك سبب رئيسي لكارثة تشرنوبل، وهو عدم إعلان حالة الطوارئ وإخفاء الحقائق عن الناس، إلى أن وصلت الكارثة مداها البعيد.
في اليابان اليوم الشفافية والعمل يصل إلى حدّه الأقصى، وقد وجدنا المجتمع الياباني على درجة من الوعي، وسرعة الإنقاذ من أجل وطنهم، حتى أنّنا وجدنا بعض الشوارع المهدّمة بفعل التسونامي ترجع كما كانت في غضون يومين أو أقل، وهذا دليل على العلم الذي توصل إليه اليابانيون، ولم يخفِ اليابانيون أي معلومة حول هذه الكارثة إلى الأمس عندما تم إعلان حالة الطوارئ القصوى.
وفور إعلان حالة الطوارئ في اليابان، فإنّ المجتمع البحريني يحتاج إلى خطّة طوارئ من أجل إنهاء كوارثنا قبل البدء في الاحتياطات اللازمة لكارثة فوكوشيما، حتى يتدارك أي مشكلات ستقع في المستقبل على كاهل أبنائه.
إننا نحتاج إلى خطط استراتيجية من أجل تفادي الكثير من الكوارث قبل الانتباه إلى هذه الكارثة، فالكوارث (البيئية والاجتماعية والطائفية والسياسية) استشرت في البحرين وفي وقت قصير جداً جداً، ولا نستطيع تفادي هذه الكوارث إلاّ بالعمل الدؤوب، وتذويب المجتمع الذّي قسّمه الإعلام الفتنوي بشتّى قنواته إلى طوائف وملل، حتى نبني مرّة أخرى.
لن تنفع الكارثة الإنسانية إذا ما وصلت الكارثة البيئية إلى البحرين، ولن تفيدنا هذه المشاحنات والتفكّك إلا في إضعاف البحرين أكثر، فنحن نواجه كارثة بيئية حقيقية يجب أن نستعد لها، وعليه يمكننا أن نضع الانقسام جانباً حتى نعمل معاً من أجل الوطن والشعب الذي يدمي، والكل مستفيد من دمائه.
يا أبناء وطني، يا شعب البحرين، يا حكومة البحرين، أرجوكم أوقفوا ما يحدث، فنحن لا نستحمل هذه المشاهد وهذه الآلام وهذا الانقسام، والوطن صغير ولكنّه كبير في قلوبنا، فلا بد من وجود حل يُرضي جميع الأطراف، لتنعم البحرين بالطمأنينة قبل كارثة فوكوشيما.
نستطيع بنيان ما تمّ إفساده وتخريبه، كما نستطيع إعادة ما تحطّم داخل نسيج المجتمع البحريني، ولكننا لا نستطيع عمل ذلك بساعد واحد، نحن نحتاج إلى جميع السواعد لتعمل من أجل هذه الأرض، وهذا أقل ما نقدّمه لوطننا الغالي، فمن خسر وطنه خسر كل شيء
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3140 - الثلثاء 12 أبريل 2011م الموافق 09 جمادى الأولى 1432هـ