العدد 2450 - الخميس 21 مايو 2009م الموافق 26 جمادى الأولى 1430هـ

تثقيف الناخبين يحسّن من أثر المرأة الإندونيسية السياسي

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يستطيع المرء، عند إلقاء نظرة على نسبة النساء اللواتي تنافسن على المقاعد البرلمانية الوطنية في انتخابات إندونيسيا في أبريل/ نيسان 2009 (35,25 في المئة من 11301 مترشح)، أن يستخلص أن حق المرأة في المشاركة بشكل فاعل في الحياة السياسية في إندونيسيا أمر مضمون. وقد يكون هذا صحيحا عندما يعود الأمر إلى التصويت والترشح لمنصب عام، إلا أنه مازال أمام النساء الإندونيسيات طريق طويل، بشكل جماعي، إذا أخذنا في الاعتبار تشكيل السياسات العامة التي تؤثر على حياتهن.

تقوم المنظمات النسائية بتغيير هذا الواقع من خلال برامج تثقيفية للناخبين، تخاطب القضايا السياسية والثقافية، وقد يكون أهمها القضايا الدينية. قامت هذه المنظمات منذ العام 1999 بتدريب النساء على ممارسة حقوقهن السياسية حتى يستطعن تحسين فعالية مشاركتهن في السياسة.

بدأت أدرك، نتيجة لمشاركتي الشخصية في منظمة «مسلمات» للمرأة المسلمة، أن الكثير من النساء المسلمات على غير علم بالأثر المحتمل الذي يمكن أن يكون لهن على نوعية الديمقراطية الإندونيسية.

الأهم من ذلك كله أنهن يفتقرن إلى المعرفة والأدوات الضرورية لممارسة حقوقهن السياسية، ويخترن بالتالي الصمت. ونتيجة لذلك يبقين على الحياد في وضع التشريعات التي تؤثر على حقوقهن، ويكون تمثيلهن ناقصا في هيئات صنع القرار التي تؤثر على مصالحهن الأوسع.

إلا أن انعدام المعرفة ليست هي العامل الوحيد الذي يمنعهن من المشاركة بشكل كامل في سياسة الدولة، فالقيم الثقافية والدينية تلعب دورا كذلك. استُخدِم الدين، بما فيه الإسلام، لإدامة التمييز الصارم بين الرجال والنساء في المجالات العامة والخاصة، وطالما اعتُبِرت السياسة مجالا للرجال فقط، ويجري أحيانا تثبيط همّة النساء عن المشاركة.

نتيجة لذلك، لا تركز برامج تثقيف الناخبين للنساء، وخصوصا التدريب الذي تجريه منظمات المرأة المسلمة، على الفكرة القائلة إن الحقوق السياسية هي حقوق إنسانية وأن تجارب المرأة مهمة في مجال صناعة السياسة العامة فحسب، وإنما كذلك بأن الإسلام الذي يمارسه غالبية الإندونيسيين يضمن الحقوق السياسية للمرأة في أوسع صورها.

يأمر الله تعالى النبي محمد (ص) في السورة (60) أن يقبل قسم الولاء من نساء المدينة اللواتي شاركن في اجتماع العقبة قبل هجرته من مكة إلى المدينة. وتظهر هذه الآية الأهمية التي يوليها الإسلام لصوت المرأة. كذلك تظهر إعطاء النبي الكريم (ص) لابنة عمه أم هاني سلطة حماية مقاتل مهزوم من الأعداء يوم عودته إلى مكة أن صوت المرأة وأعمالها لهما قيمة كبيرة.

ويشجع القرآن الكريم الرجال والنساء على بحث الأمور التي تؤثر على حياتهم عبر آلية استشارية عامة تعرف بالشورى، إذ يرى الإسلام المرأة على أنها شريك شرعي في تشكيل القرارات المتعلقة بالحياة العامة. بل يذكر أن الرجل والمرأة المسلمان أولياء مع بعضهما يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (القرآن الكريم 71:9).

تجرأت نساء مسلمات مختلفات، ضمن هذا الدعم الديني، من اللواتي ترددن في البداية في المشاركة في السياسة، على الانضمام للأحزاب السياسية ليصبحن مرشحات للتجمعات التشريعية والإقليمية والقروية والبلدية. بل وتنافسن بعضهن على مراكز قيادية في أحزابهن السياسية على المستوى الإقليمي. تلتزم هؤلاء المرشحات الإناث، بإرشاد من قيمهن الإسلامية، بتغيير المجتمع بأسلوب إيجابي.

كذلك توفر هذه النصوص تبريرا لأتباع الحركة النسوية والمنظمات النسائية الإسلامية لتحسين مشاركة المرأة في السياسة، ومراقبة السياسات والنظم التي تحد من وتنتهك حقوق المرأة، واقتراح نظما تدفع مساواة المرأة في جميع القطاعات.

مع الإعلان عن نتائج الانتخابات الرسمية خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل المنصرم، سوف تتبوأ النساء 15 في المئة من مجموع المقاعد التشريعية. وعلى رغم محدودية هذه النسبة فإن هذه المشاركة تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح وتساعد على تشكيل نموذج وتحفّز النساء الأخريات لأن يصبحن أكثر مشاركة في السياسة. ستساعد برامج تثقيف الناخبات، التي تتعامل مع المعوقات أمام المزيد من مشاركة المرأة وتوفر تبريرا دينيا لتمكين المرأة على ضمان أن تكون هذه المشاركة فاعلة كذلك عندما يعود الأمر إلى تشكيل السياسة.

* رئيسة المؤتمر الإندونيسي للدين والسلام، وأستاذة في الدراسات الإسلامية بجامعة سياريف هداية الله في جاكرتا، وكذلك واحدة من الفائزات بجائزة وزارة الخارجية الأميركية لشجاعة المرأة العالمية لعام 2007. هذا المقال جزء من سلسلة حول المرأة المسلمة وحقوقها الدينية، وهو ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2450 - الخميس 21 مايو 2009م الموافق 26 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً