العدد 3139 - الإثنين 11 أبريل 2011م الموافق 08 جمادى الأولى 1432هـ

الاتحاد الأوروبي يستعد لمهمة عسكرية هدفها إنساني لمساعدة سكان مصراتة

يستعد الاتحاد الأوروبي الذي طغى عليه حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا حتى الآن، لإطلاق مهمة عسكرية إنسانية لمساعدة سكان مصراتة المحاصرين، قالت ألمانيا إنها مستعدة للمشاركة فيها لكن ينبغي أن توافق عليها الأمم المتحدة.

وقد مارست وزيرة خارجيته كاثرين أشتون الجمعة الماضي ضغوطاً على الأمم المتحدة للسير قدماً في هذه الخطة.

وقال دبلوماسي لوكالة «فرانس برس» إن أشتون أكدت في رسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن الاتحاد الأوروبي «مستعد للتحرك» بهدف دعم نحو 300 ألف شخص من سكان المدينة يعيشون ظروفاً تزداد خطورة وسوءاً. وأكدت أشتون أن أوروبا مستعدة لتنسيق الجهود الدولية من أجل المدينة التي تقصفها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بلا توقف منذ شهر ونصف الشهر. ووصف دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى الوضع في المدينة بأنه «مأساوي».

وقال إن «الأمم المتحدة بدأت تدرك خطورة الوضع» في مصراتة «ويمكن أن تضطر للجوء إلى الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة». وتتحدث قوات المتمردين والمنظمات الإنسانية منذ أسابيع للأسرة الدولية عن مصير سكان مصراتة الذين قتل أو جرح عدد كبير منهم في المعارك، على حد قولهم.

وأكد الدبلوماسي أن فكرة الاتحاد الأوروبي هي إجلاء الجرحى أولاً وتأمين مياه ومواد غذائية وأدوية يعاني السكان من نقص كبير فيها. وستكون المهمة التي يفترض تحديد وسائلها بدقة، بحرية. وأكد الدبلوماسي أن «نشر قوات برية غير وارد حالياً».

وكانت دول الاتحاد الأوروبي اتفقت في الأول من أبريل/ نيسان على مبدأ القيام بعملية عسكرية لأغراض إنسانية في ليبيا أطلق عليها اسم «يوفور ليبيا» لكن لم يحدد هدفها بدقة. وقد خصصت لها ميزانية تبلغ 7.9 ملايين يورو وسيقودها الأدميرال الإيطالي كلوديو غوديوزي من مقر للقيادة في روما. إلا أن هذه العملية لا يمكن أن تبدأ إلا بطلب من مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية.

وقد دقت مسئولة المكتب فاليري اموس ناقوس الخطر، بالقول أن «الوضع على الأرض حرج لعدد كبير من الأشخاص الذين يحتاجون بشكل ملح للغذاء ومياه الشرب ومساعدة طبية عاجلة». لكن دبلوماسيين قالوا إن مكتب الأمم المتحدة لا يمكن أن يطلب مهمة إنسانية مؤمنة بوسائل عسكرية من دون ضمانات صارمة.

وقال الدبلوماسي نفسه إن «آموس مهتمة باللجوء إلى كل الأطراف المحايدة في النزاع الجاري، مما يطرح مشكلة للحلف الأطلسي» الذي يفكر أيضاً بمهمات إنسانية. وأضاف أن «الاتحاد الأوروبي يمكن أن يجد نفسه في موقف مختلف» بما أنه لا يشارك في العمليات العسكرية التي يقودها الأطلسي.

وأعلنت الحكومة الألمانية الجمعة الماضي استعدادها لتقديم مساهمة عسكرية في مهمة إنسانية أوروبية في ليبيا، مشددة في الوقت نفسه على أن ذلك لا يشكل تغييراً في سياستها الخارجية. وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن تسايبرت إن «وزيري الخارجية والدفاع أفادا يوم الأربعاء خلال مجلس الوزراء إنهما مستعدان مبدئياً لمشاركة الجيش الألماني في مهمة إنسانية للاتحاد الأوروبي في ليبيا» في حال تلقي طلب بهذا الشأن من الأمم المتحدة.

وبذلك تكون ألمانيا تطبق قراراً اتخذه الاتحاد الأوروبي إذ أعلن في الأول من أبريل/ نيسان استعداده لإطلاق هذه العملية في حال تلقيه طلباً مماثلاً من مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية. ويمكن أن تسمح مهمة عسكرية إنسانية في مصراتة للاتحاد الأوروبي بتحسين صورته في ليبيا التي تغيب عنها بسبب الانقسامات العملية بين أعضائه حول التدخل العسكري.

وقال دبلوماسي «أعلنوا لنا منذ فترة قصيرة موت السياسة الأوروبية الدفاعية المشتركة بسبب ليبيا لكن يمكنها أن تنهض مجدداً»

العدد 3139 - الإثنين 11 أبريل 2011م الموافق 08 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً