العدد 3137 - السبت 09 أبريل 2011م الموافق 06 جمادى الأولى 1432هـ

مقتل ضابط سوري في كمين نصب لوحدة من الجيش

شهدت مدينة بانياس الساحلية السورية الاحد يوما داميا بعد ان اطلق رجال الامن النار على محتجين ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص وجرح 22 اخرين، في حين تعرضت وحدة تابعة للجيش لكمين مسلح قرب هذه المدينة تسبب بمقتل ضابط واصابة آخر مع عدد من الجنود بجروح.
وجاء هذه الاحداث غداة اعتبار السلطات ان الحوادث التي قام بها "المخربون" امر "لم يعد من الممكن السكوت عنه" ويتطلب "اجراءات كفيلة" بحفظ الامن.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله "تعرضت وحدة من الجيش كانت تتحرك على طريق عام اللاذقية طرطوس فى منطقة بانياس (280 كلم شمال غرب دمشق) لكمين نصبته مجموعة مسلحة (...) ما ادى الى استشهاد ضابط واصابة ضابط اخر حالته حرجة بالاضافة الى اصابة عدد من عناصر الوحدة".
واضاف المصدر حسب ما نقلت عنه الوكالة ان الكمين نصب "حوالى الساعة 16,00 (13,00 تغ) بعد ظهر الاحد"
واشار المصدر الى ان "القوات الامنية المختصة تقوم بملاحقة عناصر المجموعة المسلحة لالقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة".
من جهة ثانية افاد ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن اسمه وشهود لوكالة فرانس برس ان "قوات الامن اطلقت النار ظهر الاحد على محيط جامع الرحمن في اطراف بانياس ما اسفر عن اربعة قتلى و17 جريحا على الاقل".
واشار الناشط الى "ان هؤلاء القتلى والجرحى موجودون في مشفى الجمعية في وسط المدينة" لافتا الى احتمال وجود "قتلى او جرحى اخرون في اماكن اخرى لم يتم نقلهم بعد الى المشفى".
واشار الى ان الجامع "كان مركز موجة الاحتجاجات في المدينة".
واضاف احد الشهود مساء الاحد "انها مجزرة حقيقية، ان القناصة يطلقون النار بهدف القتل" مضيفا "ان عناصر من الجيش وقوات الامن تحاصر المدينة من كل صوب ويطلقون النار بدون توقف منذ عدة ساعات".
وكان شاهد عيان اعلن لفرانس برس ان "قوات الامن السورية اطلقت النار على تجمع لاشخاص في محيط جامع الرحمن الواقع في منطقة راس النبع على اطراف مدينة بانياس".
واشار ناشط اخر الى ان "منابر الجوامع تناشد الاطباء التوجه الى مشفى الجمعية ليصار الى اسعاف الجرحى الا ان الناس تمتنع عن الخروج خشية الاصابة".
وكان شاهد عيان افاد في وقت سابق لفرانس برس "ان خمسة اشخاص جرحوا فجر الاحد في مدينة بانياس عندما اطلق رجال امن النار عليهم امام مسجد ابو بكر الصديق".
وذكر الشاهد ان "سبع سيارات تابعة لقوات الامن وقفت امام جامع ابو بكر الصديق في بانياس عند موعد صلاة الفجر الاحد واطلق الموجودون فيها النار على المسجد".
واضاف ان "خمسة اشخاص اصيبوا بجروح كان احدهم داخل المسجد واربعة في محيطه".
وتابع ان مطلقي النار تمكنوا من الفرار بعد ذلك "الا اننا تمكنا من الاستيلاء على سيارتين والتقاط ارقام لوحات السيارات الاخرى" بحسب الشاهد الذي اشار الى ان "ان مطلقي النار هم من +بلطجية+ النظام ونحن نعرف اسماءهم".
وروى الشاهد ايضا ان "الاحداث بدات مساء السبت عندما قام السكان بتظاهرة سلمية واطلقوا هتافات تنادي بسقوط النظام، واتفقوا على الصعود الى اسطح المنازل عند الساعة 22,30 (19,30 تغ) والدعوة بصوت واحد الى اسقاط النظام".
واشار الى ان "الاتصالات الارضية والخليوية قطعت عند الساعة 20,30 السبت (17,30 تغ)".
ولفت الى "ان السكان قاموا بتشكيل لجان شعبية واقاموا حواجز لحماية احيائهم تحسبا لاي هجوم من مؤيدي النظام".
وتأتي هذه التطورات الامنية غداة اعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اثناء لقائه سفراء الدول المعتمدين في دمشق السبت ان الحوادث التي قام بها "المخربون" في درعا، جنوب البلاد الجمعة، امر "لم يعد من الممكن السكوت عنه ويتطلب اتخاذ الاجراءات" الكفيلة بحفظ الامن، حسب وكالة الانباء الرسمية (سانا).
واعتبرت صحيفة الوطن الخاصة والمقربة من السلطة الاحد ان تاريخ سوريا دخل "مرحلة لا تمت بصلة الى الاصلاح السياسي او الاقتصادي او محاربة الفساد (...) دخلنا مرحلة التخريب والترهيب والقتل مرحلة تدمير سوريا من الداخل نفسيا ومعنويا وتدمير سياستها الخارجية".
واضافت "نحن نتعامل مع +زعران+ بكل ما تعنيه كلمة +زعران+ من معنى، يريدون ادارة شؤون سوريا وفرض +زعرانهم+ على كل السوريين".
واكدت الوطن "حان الان الوقت للحسم ووقف كل انواع الترهيب وهذا ما بدات به الدولة السورية وما يؤيده كل الشعب" واقترحت "ضرورة تسليح كل من يحرس منشأة حكومية او خاصة ومنح الحصانة اللازمة لتوقيف او فتح النار على كل من يحاول تخريب هذه المنشاة".
من جهتها اعتبرت صحيفة تشرين ان "امن الوطن والمواطن اولا وبعد ذلك يمكن الحديث عن مطالبات كالتي يتبناها المتظاهرون بطرق سلمية وليس بالرصاص او السكاكين والاطارات المشتعلة وبث الرعب في قلوب الناس".
واكد الرئيس السوري بشار الاسد الاحد ان بلاده ماضية في طريق "الاصلاح الشامل" ومنفتحة على خبرات وتجارب الدول الاوروبية خلال استقباله وزير خارجية بلغاريا نيكولاي ملادينوف.
ولا تزال البلاد منذ اسبوعين من دون حكومة بعد استقالة حكومتها لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا منذ 15 اذار/مارس في عدة مدن تطالب باطلاق الحريات والغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين.
وتفيد مصادر حقوقية ان عشرات القتلى والجرحى سقطوا خلال هذه الاحتجاجات.


 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً