ذات فحص لغوي... كنت قبل ذلك قد أنهيت قراءة واحدة من أجمل «الجرائر»... دفعتني دفعاً إلى غيْرةٍ لم أهتم كثيراً بتفاصيلها... غيْرة على غفلة ما تسبَّبتْ بخطأ لغوي شنيع لا علاقة لصاحبة الجريرة به.
***
تحوَّلت الغيْرةُ إلى توغل مضنٍ في تفاصيل تلك «الجريرة». ما الذي يُكرهني على هكذا توجُّه؟ أقسمْتُ أن يكون القلب في بيات أزلي بعد مهرجانات الطعن والخيانات. هل عليَّ أن أدفع كفَّارة بعد ذلك القسَم لأنني لم أقوَ على ذلك البيات بعد تلك الجريرة»؟
***
كتبتُ: «اللعنة على جنَّة لا تضمُّك في الأرض والسماء. تصبحين على صلاة كالأغنية. أو أغنية كالصلاة»!
كتبتْ: «لا أغنية أروع من روحك، ولا جنَّة يطيب العيش فيها سوى قلبك».
***
في اكتظاظ القلب بقلقه، أحاول تذكُّر هدأته الأولى. تذكُّر غفلة... نسيان... أو تجرؤ على الانفعال في النص وخارجه. كل ما أتذكَّره أنه كان في العميق من الجرح كي يذهب الآخرون في رفاهيتهم، وفي العميق من إحصاء خسارات ظللت أتهكَّم عليها كلما تراكمتْ!!!
***
هل تحتاج إلى قائمة مصوَّرة كي تحب؟ أعلم أن بعض مشاعر البشر لا تختلف كثيراً عن قائمة في مطعم شعبي، لكن ذلك لا يبرر التصويب ناحية القلب كي تثبت أنك قادر على تراكم ضحاياك. تراكم ضحاياك يثبت أنك لا تختلف كثيراً عن قناص شاذ امتهن بسادية بالغة تصفية جمال حيوي وضروري.
***
الحيوي والضروري في القلب أن تكون محصَّناً من مزاجية توهمك بقدرتها على الأخذ بيدك والعبور بك سالماً إلى شارع مكتظ بمركبات المرفهين السكارى، الذين لا يفرقون بينك وبين قطة تعبر الشارع وتكون مشروع دهس ضروري.
الحيوي والضروري في القلب أن تكون وفيِّاً أمام عذابات تتْرى. عذابات ترى فيها وردة السهر، وموعداً لا يجيء، وأمكنة ليست على الخريطة، ومع ذلك تظل وفيِّاً - في يأسك وأملك - لما تبقَّى من ذلك السهر والمواعيد والأمكنة، لأنك في الحيوي والضروري من الحياة. الحياة التي لا تؤمن أنها صنيعة قوائم أو مزاج.
***
حدِّثيني... ما الذي يفعله الضوءُ
إذا جاءكِ في صورةِ ماءْ؟...
هل تعيدينَ بناءَ البهْوِ
كي تدخلَ في ماء التفاصيلِ السماءْ؟
ثم ماذا لو وجدتِ الماءَ
محمولاً على هودجِ نارْ؟
حدِّثيني... حدِّثي هذا النهارْ..
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 3137 - السبت 09 أبريل 2011م الموافق 06 جمادى الأولى 1432هـ