اعتبر إمام وخطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر أن استقرار أي مجتمع لا يمكن أن يكون إلا من خلال استتباب الأمن، وسعي الناس في معاشهم، ولا ينكر ذلك إلا مكابر، فالأمن والاستقرار مطلب إنساني».

وقال الجودر في خطبته أمس إن «الواقع المقرر لنا اليوم في ظل السلامة الوطنية هو تعزيز دولة القانون والمؤسسات، فالجميع يجب أن يكون تحت ظل الدولة المدنية وهي الدولة القائمة على المواطنة الصالحة، فليس هناك سنة أو شيعة، هناك وطن ومواطن، يتساوى الجميع تحت ظله (...)».

وأوضح أن «المطلب الأساسي اليوم أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ولا تتجاوز طائفة على أخرى، ولا تستحوذ طائفة على غيرها، يجب أن تعود هيبة الدولة، ويحترم الجميع دستورها وقانونها، فمن دون ذلك لن نخرج من حالة الاحتقان».

ورأى الجودر أنه «نحتاج في هذه الفترة العصيبة من أمتنا أن نعالج الفكر بالفكر، والدليل بالدليل، وأن نكشف عن الأمة الغمة بالكتاب والسنة، وهذه مسئولية العلماء والخطباء والمثقفين».

وبصورة عامة، بيّن الجودر أن «واقع أمتنا الإسلامية اليوم هو واقع مؤلم حزين، تجتاحه فتن كقطع الليل المظلم، وتموج به الدسائس والمكائد من كل جانب، فتن عمياء يشيب لها رأس الوليد، ويصبح الحليم وأصحاب العقول في حيرة وذهول، من هول ما يرى ويسمع وينقل».

وأضاف «إن ما تواجهه أمتكم اليوم من حلقات الإخلال بالأمن، ونشر الفوضى، وزعزعة الاستقرار، لأمر يدعوكم جميعاً للتوقف عنده وإعادة قراءة أحداثه من جديد، إذ كيف بنا ونحن نعيش الأمن والاستقرار، والرخاء والنماء في هذه المنطقة أن نرى مشروع تغير هوية المنطقة وهو يروج من خلال مواقع التواصل

الاجتماعي، وقنوات التأجيج الطائفي، ومنتديات التحشيد المذهبي، في أقل من ثلاثة أشهر تتفجر المنطقة بمشاريع تغير هويتها المتسامحة المتصالحة إلى هوية العنف والصدام والقتل والفوضى؟».

وأفاد «رغم تحذيراتنا السابقة من هذه المخططات إلا أن بعض المغرر بهم سقط فريسة سهلة لهذه المخططات، لنسأل أنفسنا بصدق، ما الذي جرى لتتفجر هذه الأحداث بهذه السرعة؟، وما الأيدي التي عبثت بأمننا واستقرارنا ونحن في غفلة منها؟