أكد أحد تجار سوق المنامة القديم رياض المحروس أن من أهم أولويات إنعاش السوق هو إنجاز مشروع مواقف السيارات، مشيراً في تصريح لـ «الوسط» إلى أن السوق بانتظار الكثير من المبادرات لإنعاش السوق وتطوير الحركة التجارية فيه.

وأوضح المحروس أن مجموعة من تجار سوق المنامة القديم بادروا في وقت سابق لتشكيل لجنة أهلية تضم مجموعة من التجار، وقد رفعت هذه اللجنة مطالب التجار إلى القيادة السياسية، وفي ضوء ذلك قرر رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تشكيل لجنة فنية مكلفة بمتابعة احتياجات سوق المنامة من المرافق والخدمات على مستوى عالٍ تضم ممثلين عن وزارات الصناعة والتجارة وشئون البلديات والتخطيط العمراني والداخلية والأشغال والثقافة والتنمية الاجتماعية وهيئة الكهرباء والماء وشركة إدامة وغرفة تجارة وصناعة البحرين وممثلين عن تجار سوق المنامة القديم،

وأضاف أن سمو رئيس الوزراء وجه إلى العمل على إبراز سوق المنامة القديم كوجهة سياحية وتراثية وتجارية وتهيئته بالمرافق والخدمات التي تكفل راحة الزوار والمتبضعين، وتنفيذاً لتوجيهات سموه بالاجتماع مع ممثلي سوق المنامة القديم والاطلاع على احتياجات السوق من المرافق والخدمات، فقد بحث المجلس مذكرة مشتركة مرفوعة بهذا الخصوص من وزيري الصناعة والتجارة وشئون البلديات والتخطيط العمراني.

وذكر المحروس أن العمل بدأ فعليّاً في الموقع من خلال وضع عدد من الكراسي بالقرب من باب البحرين وبعض الأماكن كما تم تعديل بعض المرتفعات والشوارع، كما تم إصلاح إنارة السوق، ووضع إشارات إرشادية، ولم يكتمل ذلك بسبب ما تمر به البحرين من أحداث أمنية.

وانتقد المحروس موقف مجلس بلدي العاصمة، وعدم تعاطيه الجدي مع قضية تطوير سوق المنامة القديم.

وقد رفع تجار سوق المنامة القديم جملة من الاقتراحات لتطوير السوق، تتمثل في: توفير مواقف كافية لسيارات الزبائن والسياح، على أن تكون مزودة بالعدادات، والحفاظ على الطابع المعماري والتقليدي للسوق القديم، وعمل مداخل ومخارج جديدة للسوق، وفتح طريق «باب البحرين» لدخول وخروج السيارات، وتصغير بعض الأرصفة في السوق، وتسقيف أجزاء من السوق كما في السابق، وبناء مبان من طابقين وثلاثة طوابق تبعاً للحاجة، وتوفير خرائط مصغرة لسوق المنامة، وهدم المباني الآيلة إلى السقوط التي تعتبر خطراً على المارة، والاهتمام بالنظافة العامة للسوق، وتوفير أماكن مخصصة للجلوس ومطاعم نظيفة وأماكن ترفيهية للأطفال، بالإضافة إلى توفير حمامات، والاهتمام بتوفير الإضاءة المناسبة.

وقد حصلت شركة «دار الخليج للاستشارات الهندسية» على عقد من وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني لتصميم مبنى مواقف السيارات التابع إلى مشروع تطوير سوق المنامة القديم، ويتكون من 8 طوابق يتسع إلى أكثر من 400 سيارة ضمن المرحلة الثانية من مشروع تطوير سوق المنامة الذي رصدت له أكثر من 9 ملايين دينار، في حين تبلغ كلفة إنشاء مبنى المواقف 3,2 ملايين دينار.

يشار إلى أن الكلفة المرصودة لعملية تطوير السوق تبلغ 9 ملايين دينار؛ منها 5 ملايين دينار لعمليات الإنشاء، و4 ملايين دينار لتعويض أصحاب المحلات التجارية حيث بلغت قيمة التعويض ما بين 150 و300 دينار للقدم المربع.

وخصصت الحكومة موازنة بلغت 4 ملايين دينار تعويضات لأصحاب المحلات التجارية، إذ تبلغ قيمة التعويضات لأصحاب المحلات التجارية الواقعة في منطقة التطوير ما بين 150 و300 دينار للقدم المربع.

وبلغت كلفة الأراضي والمباني التي استملكتها وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني ضمن مشروع تطوير سوق المنامة القديم أكثر من مليوني دينار، وهي التي ستكون ضمن المجمع التجاري والاستراحة الوسطى في المشروع.

وترجع جذور إصلاح سوق المنامة القديم إلى مطلع العام 2002، إذ عقدت غرفة تجارة وصناعة البحرين لقاءً تشاوريّاً مع تجار سوق المنامة القديم، وتحدثوا عن همومهم، وطالبوا الحكومة بتطوير السوق للحفاظ على مكانتها التجارية والتراثية.

وأرجعت غرفة تجارة وصناعة البحرين، في دراسة لها عن تدهور وضع السوق وخفض مبيعات التجار العاملين فيها لأكثر من 50 في المئة، إلى عدم توافر مواقف للسيارات، ومنافسة المجمعات التجارية، وقلة السياح، وتكرار المعروضات في المحلات التجارية، ومنافسة التجار الآسيويين، إضافة إلى انحسار السيولة لدى التجار.

ولعبت سوق المنامة القديم دوراً مؤثراً ومهمّاً في قطاع تجارة التجزئة الذي يعتبر من أهم مرتكزات النشاط التجاري، ولم تقتصر السوق على الجانب الاقتصادي بل شملت الجانب الاجتماعي على اعتبار أن الفرد يتسوق مع عائلته وأصدقائه، ولكن بروز ظواهر غير صحيحة كتأجير السجلات وعدم توافر المرافق الصحية والخدمية ومواقف السيارات وعدم وجود نظام ومحددات ولوائح تحكم السوق أدى إلى تأثر السوق القديمة وانحسار إقبال المستهلكين والركود التجاري