أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أن المؤسسات الدستورية القائمة والتي لم تنجُ من محاولة المساس بها والإضرار بمسيرتها، ستظل قادرة - كل في دائرة اختصاصه - على تفعيل التطوير في مسيرة المشروع الإصلاحي الشامل في مملكة البحرين.
وأضاف سموه في كلمة وجهها إلى مواطني مملكة البحرين عبر تلفزيون البحرين مساء أمس الخميس (7 أبريل/ نيسان 2011) أن العبث بمقدرات الوطن والخطأ في تقدير الحساب وسوء استغلال الحرية قد أضرت بمنجزات الوطن واستقراره وأمنه.
وحذر سمو ولي العهد من استغلال البعض لشباب البحرين والدفع بهم إلى التهلكة والتخريب والاعتداء على الممتلكات وقطع الأرزاق بقصد تحقيق مصالح ضيقة بعيداً عن مصالح الوطن الكلية، مثمناً سموه وعي شعب البحرين والتفافه حول مليكه ونبذه للطائفية البغيضة ومحاولة قسم المجتمع البحريني إلى نصفين، واعداً سموه «أن البحرين ستكون كما كانت دوماً وبإرادة وعزم من جلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه وطن الجميع الذي يتسع لكل الفرص وأن البحرين هو الوطن الذي نعيش فيه وأننا جميعاً نتطلع إلى غدٍ تكون فيه التنمية والتقدم واحترام سيادة القانون والعيش المشترك هو الهدف الذي نسعى جميعاً إلى تحقيقه».
شدد ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال استقباله رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح أمس الخميس (7 أبريل/ نيسان 2011) على أن مقترفي الجرائم والأخطاء والخارجين عن القانون في الفترة السابقة ومن أساء للوطن ولمؤسساته لا بد أن يتم استجوابهم ومحاكمتهم ومحاسبتهم في القضاء العادل والنزيه.
ونبّه سموه إلى ضرورة عدم الرضوخ للإشاعات وأن لا تكون وسائل الإعلام هي وسيلة القصاص ما يؤدي إلى الإضرار وإفساح المجال للإشاعة غير المعروف مصدرها وإلحاق الأذى بنسيجنا الوطني على المدى البعيد.
المنامة - بنا
أرجع ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لإعادة الاستقرار والأمان في مملكة البحرين إلى صاحب الجلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه وإلى جند البحرين البواسل من قوة دفاع البحرين وقوات الأمن والحرس الوطني.
وأضاف سموه في كلمة وجهها إلى مواطني المملكة عبر تلفزيون البحرين مساء أمس أن العبث بمقدرات الوطن والخطأ في تقدير الحساب وسوء استغلال الحرية أضرت بمنجزات الوطن واستقراره وأمنه.
وحلل سموه في كلمته الجامعة أسباب الأزمة وتبعاتها والخسائر التي أوقعتها في المملكة، معربا عن أمله وثقته بشعب البحرين الذي يرنو الى خلق مستقبل زاهر ويصطف من خلف جلالة مليكه، متشبثا بوحدته الوطنية، تلك الوحدة التي تستند الى تاريخ عريق وأرست قيما ومثلا عليا لشعب البحرين في التنوع والتعدد واحترام الآخر، مبديا سموه يقينه وثقته وتفاؤله بالمستقبل.
وحذر سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى في هذه الكلمة من استغلال البعض لشباب البحرين والدفع بهم الى التهلكة والتخريب والاعتداء على الممتلكات وقطع الأرزاق بقصد تحقيق مصالح ضيقة بعيدا عن مصالح الوطن الكلية، مثمنا وعي شعب البحرين والتفافه حول جلالة مليكه ونبذه للطائفية البغيضة ومحاولة قسم المجتمع البحريني الى نصفين، واعدا ان البحرين ستكون كما كانت دوما وبإرادة وعزم من جلالة الملك الوالد وطن الجميع الذي يتسع لكل الفرص وأن البحرين هو الوطن الذي نعيش فيه ونعيش فيها واننا جميعا نتطلع الى غد تكون فيه التنمية والتقدم واحترام سيادة القانون والعيش المشترك هو الهدف الذي نسعى جميعا إلى تحقيقه.
وحث سموه في كلمته جميع البحرينيين على الاستعداد لمواجهة التحدي الرئيس الذي يفرض نفسه علينا جميعا وهو التكاتف بقصد الاستمرار في عملية البناء والتحديث وكي نستمر في اتمام قصة النجاح والازدهار التي نعيشها وألا نسمح لفئة قليلة بإفشالها.
واختتم سموه كلمته بالتأكيد على وحدتنا الوطنية والتمسك بمثلنا، تلك المثل التي تؤكد على أن أهل البحرين جميعا ملكيون، ديمقراطيون، تواقون لغد أفضل لكل أبنائهم.
وفيما يأتي نص كلمة سمو ولي العهد:
«مواطنينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... في هذا الظرف التاريخي الذي يمر به وطننا، أجد من الواجب عليَ أن أتحدث إليكم, أتحدث إليكم عن واقع نعيشه جميعاً ومنذ قرابة الشهرين، قدَّر الله لنا فيهما أن نشهد أحداثاً مؤسفة وأن نجتاز مواقف صعبة، أدركنا حجمها منذ البداية وتوقعنا منذ اللحظة الأولى خطورة ما يتم التلاعب به.
فقد آلمنا كثيراً أن يتم دفع بعض شبابنا وجر وطننا معهم إلى التهلُكة، وفي ضوء المسئولية التي تقع على عاتقنا تجاه شعبنا الكريم بادرنا إلى كل ما من شأنه أن يحافظ على الأرواح ويحفظ مقدرات الناس ومصالحهم، وذلك من منطلق التزامنا بالقيم الإسلامية والعربية النبيلة.
وفي مقابل ذلك تخطى الأمر كل حد، وأسيء استخدام الحرية، وقاد المتطرفون الناس، ودفعوا بهم إلى ترهيب وترويع الآمنين وقطع الأرزاق وسد الشوارع ورفع شعارات الانقلاب على كل شيء، ووصل الأمر إلى القتل والجرح وتفتيت الروابط التي تجمع شعب البحرين وتمزيق نسيجه الاجتماعي، إضافة إلى خسائر مؤلمة للاقتصاد البحريني تصل إلى مئات الملايين حتى هذه اللحظة.
ومن المؤسف تخاذل البعض وتراخيه وسماحه للمتطرفين ليوجهوا أبناء البحرين ويقودوهم، وما شهدناه في الفترة الماضية بسبب التطرف لم يكن بأقل منه التراخي والتخاذل عند الحاجة إلى الاعتدال والإقدام، لم يدرك هؤلاء أن البحرين أكبر من محاصصات الزعامة الضيقة، وفوق كل الحسابات التجزيئية التي تتجاهل الآخر، وكان ذلك نتيجة قراءه خاطئة، للموازين السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يقوم عليها مجتمعنا البحريني ولوضعنا في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي المنظومة التي تربطنا كشعب خليجي واحد يجمعنا تاريخ ومصير مشترك.
مواطنينا الكرام، إن ما نحن فيه اليوم، وعلى ما نحن به من ألم، لَهُوَ فضل من الله سبحانه وتعالى تم على يد كثيرين من أبناء البحرين المخلصين بكل مكوناتهم وأطيافهم، الذين أكدوا مواقفهم الوطنية المشرّفة، ووقفوا صامدين في وجه العبث بوحدة مجتمعنا، ومهما عبّرنا فلن نجد الكلمات التي تعكس مشاعرنا تجاههم.
كذلك فإنه من الواجب تقديم الشكر والتقدير، بعد الامتنان لله سبحانه و تعالى، لرجال البحرين البواسل من قوة دفاع البحرين وقوات الأمن والحرس الوطني الذين قدموا تضحياتٍ وجهوداً كبيرةً من أجل إرجاع الأمن والأمان في المملكة والحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين وممتلكاتهم ومصالحهم.
والآن، وفي هذه المرحلة واستكمالاً لما قمنا به، فإننا نؤكد على المبادئ الراسخة التي نؤمن بها جميعاً والتي عكسها المشروع الإصلاحي لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، فالمؤسسات الدستورية القائمة، والتي لم تنجُ من محاولة المساس بها والإضرار بمسيرتها، ستظل قادرة - كل في دائرة اختصاصه - على تفعيل التطوير في مسيرة المشروع الإصلاحي الشامل في المملكة والذي لن أبخل جهداً فيما شرفني به سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد من مشاركتي إياه في دعمه والمضي به قدماً.
إخواني وأخواتي... إن البحرين وطن نعيش فيه ويعيش فينا، وطن نشأنا على ترابه وترعرعنا في ربوعه، ولا مستقبل لنا إلا بين أحضانه، من أجله نصنع من أرواحنا سُلَّماً يرتقى به، ومن جراحنا وآلامنا نصنع جسوراً نعبر فوقها إلى غَدٍ يحقق آمال شعبنا في التنمية والتقدم في شتى المجالات.
إن وحدتنا الوطنية هي امتدادٌ لتاريخٍ عريق وحّد مسيرتنا وألهَمَ أفراد شعبنا بالعطاء وقيم الاحترام المتبادل والمحبة ورَسّخَت مسيرتنا المظفّرة مفهوم الانصهار والتلاحم في وطن يرنو دائماً إلى أن يكون الوطن النموذج، وعلينا التمسك بهذه المُثل والعودة بالوطن الى طموحاته المشروعة. إن وحدتنا الوطنية هي امتداد لتاريخ يوحدنا جميعاً نرى أثره في ما وصل إليه حاضر وطننا من تنمية وتقدم، وساهم فيه البحرينيون جميعا وبكافة مكوناتهم.
وإنني كما عهدتموني دائماً، وفي هذه اللحظة الفاصلة من مسيرة وطننا، سأظل ثابتاً على المبدأ وأؤكد بأنه لن يتم التساهل مع من يريد شقّ مجتمعنا إلى نصفين، ومن غير المسموح أن يستشعر أي مواطن انه لا مكان له فيه، فالوطن لجميع أبنائه والمستقبل مشرق بنا جميعاً ولنا جميعاً، هناك دائماً فرص تَسعُ الجميع، ومبادىء تُحركنا للأمام سأظل مؤكداً عليها لتكون الصخرة التي نبني عليها مستقبل وطننا وأجيالنا القادمة.
فاليوم نؤكد على مبادئ الإصلاح التي أسّس بُنيانَها قائدنا الوالد سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، واليوم وكما كنا دائماً يجب دائما أن يقاس اعتبار المواطن على درجة ولائه بإحساسه بالمصير المشترك الجامع مع إخوانه المواطنين، وليس طائفته أو منطقته, اليوم علينا أن نرسخ مفهوم احترام سيادة القانون والعيش المشترك، وأن نؤكد على مفهوم العدالة وقيمة العمل نحو التنمية والتقدم، اليوم نتطلع بكل عزم إلى تبني حراك التعددية الجامعة بعيداً عن كل أشكال الاصطفاف والتطرف.
فالتحدي الرئيس الذي يجب علينا أن نعمل وأن نتكاتف جميعاً من أجله هو استمرار عملية البناء والتحديث والتطوير في هذا الوطن وتحقيق مستقبل أفضل لنا جميعاً، ولا يتحقق ذلك إلا بالمحافظة على التسامح وتعزيز اللُحمة الوطنية ونبذ العنف والفرقة والطائفية وإعلاء قيمة العمل والتطوير والفكر الخلاق.
الإخوة والأخوات... إن قصة النجاح والازدهار التي نعيشها لا يمكن أن تفسدها فئة قليلة أرادت إفشالها، ولا يمكن أن نسمح أن يعم اليأس والإحباط بديلاً عن الأمل والإنجاز. فشهادة ميلاد الإصلاح كتبها الشعب كله عند ولادة ميثاق العمل الوطني، وهي تشهد أن أهل البحرين جميعاً ملكيون، ديمقراطيون، تواقون لغَدٍ أفضل لكل أبنائهم. وإنني لعلى ثقة تامة بأننا وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبتضافر جهود أبناء البحرين المخلصين وتكاتفهم قادرون على تجاوز كل الصعاب والرقي بوطننا إلى المكانة التي نطمح إليها جميعاً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
المنامة - بنا
قال ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إن «جلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه هو الذي صاغ وحمى المشروع الإصلاحي في مملكة البحرين طوال فترة حكمه الزاهر وكان يرنو دائما وسيظل الى رفع قدر ومكانة المملكة بكل مواطنيها والمؤمنين بها والعاملين لمستقبل أفضل لها».
وأضاف سموه، لدى استقباله في قصر الرفاع رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح، ان «التطرف والتعصب صفتان ليستا لأهل البحرين، بل إن هذا الوطن أراده صاحب الجلالة وطن المحبة والتسامح والوحدة والتنوع القائم على الالتزام بثوابت مملكة البحرين». وأوضح سموه أن «مقترفي الجرائم والأخطاء والخارجين عن القانون في الفترة السابقة ومن أساء للوطن ولمؤسساته لابد أن يتم استجوابهم ومحاكمتهم ومحاسبتهم في القضاء العادل والنزيه»، وفي نفس الوقت نبه سموه الى «ضرورة عدم الرضوخ للإشاعات وألا تكون وسائل الإعلام هي وسيلة القصاص ما يؤدي إلى الإضرار وإفساح المجال للإشاعة غير المعروف مصدرها وإلحاق الأذى بنسيجنا الوطني على المدى البعيد».
و أعرب سموه عن أمله في أن ينهض كل أبناء البحرين بمسئوليتهم الوطنية في هذه الظروف العصيبة بالالتفاف حول قائدهم الذي هو الضمانة والأمان لكل أبناء البحرين وانه يتوجب على كل واحد فينا وفي هذه الظروف العصيبة أن ندافع عن مشروعنا الإصلاحي كي نبرهن اننا قادرون على تجاوز أزماتنا بمحافظتنا على مكاسب وطننا.
من جهته أشاد رئيس مجلس الشورى بعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، معتبرا أن الولاء لجلالته هو الضمانة الثابتة لحماية الوطن والمضي به قدما متخطيا ان شاء الله كل الصعاب والمحن.
وأعرب عن شكره وتقديره لسمو ولي العهد للدور الذي أداه على طول الأزمة التي مرت بالبحرين ملبيا بذلك أمر جلالة الملك. ووصف الصالح سموه بالصادق المؤدي للأمانة البار بالولاء لجلالته لوطنه وأن مكانة سموه في قلب كل بحريني.
حضر اللقاء رئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة
العدد 3135 - الخميس 07 أبريل 2011م الموافق 04 جمادى الأولى 1432هـ