العدد 3134 - الأربعاء 06 أبريل 2011م الموافق 03 جمادى الأولى 1432هـ

أربعة مشاهد

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

سيدة متهالكة … تبحث عن سقف كي تستأنف طريقها الطويل إلى حيث لا تدري … بعد أن قذف بها ابنها إلى الشارع في ليلة ممطرة.

في الجانب الآخر … فتاة صارخة التقاطيع تصفع شاباً لأنها اكتشفت كذبته … فعقْد الماس الذي ابتاعه لها لم يكن بلجيكياً بعد أن أوهمها بذلك … اكتشفت أنه إيطالي!!! الشاب ذاته ابن للسيدة المتهالكة التي تبحث عن سقف … أي سقف!!!

مشهد ثان

يتيم في حديقة عامة … وفي الجانب الآخر منها أطفال وقحون اعتادوا مناداة آبائهم بأسمائهم.

في الحديقة قرروا جميعاً أن يتأدبوا لسوء حظه … ظلوا يصدحون بـ «بابا» … فيما اليتيم يهمس بنشيج جارح لصورة في يده قد بللها نهر عينيه … ظل يهمس «بابا» أمام عراء العالم الذي استفحل أمامه!!!

مشهد ثالث

لا مجال لإنهاء القصة .... هل هو في طريقه إلى نهاية ستدفعه إلى اعتزال الناس بعد سنوات من الشهرة والأضواء والكاميرات التي حولت ليله إلى نهار ليس كأي نهار؟

قرر كتابة قصة لم تخطر على بال أحدهم ... قرر أن يرسل بطل قصته إلى جحيم متفرد ... جحيم ينبعث منه هواء يحيل المكان إلى جليد ... قرر أن يرسله إلى جحيم من نوع آخر!

شعر برأسه الثقيلة تستدرجه إلى النوم ... استسلم ... وحين أمعن في نومه رأى فيما يرى النائم أنه يقود عدداً من الضحايا إلى محرقة أنيقة لا تشبه أي محرقة في العالم مزدحمة بالحور العين وقطيع يرعى مروجاً من الزعفران وأنهار من ذهب وفضة وعسل وخمر.

استيقظ على صوت بائع الحليب صبيحة نهاية الأسبوع موبخاً إياه لتهربه من دفع فواتير الشهر الفائت ... مهدداً إياه بإرساله إلى جحيم متفرد لا يشبه شيئاً ... جحيم مكتنز بأنهار من الجمر والقطران ... أنهار من الذل والفاقة!.

مشهد رابع

امرأة تقود طفلها إلى حيث يلهو ... حديقة مليئة بضحايا الجذام ... وهو أحدهم.

تتلفت يمنة ويسرة بحثاً عن عربة بائع البوظة ... تأخر هذا اليوم... تدفعه للاختلاط بمجموعات لا ملامح لها ... تكاد تشبهه ... ينخرط وسط المجموعة التي لا تكاد تشبه شيئاً ... ترقبه بعينيها المليئتين بحزن غابر ... فيما يظل هو يذرع المكان عدواً ... وبينما هو كذلك ... يلوح بائع البوظة ... يتقاطر عليه الأطفال ... فيما الأمهات مشغولات باليقين ... أطفالهم في يد أمينة ... فبائع البوظة هو الآخر يكاد يكون بلا ملامح ... فقد التهمها الجذام قبل أكثر من 20 عاماً

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 3134 - الأربعاء 06 أبريل 2011م الموافق 03 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً