اهتمّت أكثر الفضائيات أمس بالحدث اليمني الذي أخذ منحى تصاعدياً، مع تزايد أعداد القتلى والجرحى في الأحداث الأخيرة.

قناة «الجزيرة» أولت اهتماماً كبيراً بمتابعة أحداث اليمن ساعةً بساعة، حيث جرى اشتباكٌ بين مؤيدي ومعارضي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أسفر عن سقوط بضعة قتلى وعشرات الجرحى، ومئات المختنقين بالغاز.

«الجزيرة» قالت إن الأزمة اليمنية أخذت أمس منحى دموياً، حيث تحوّلت مظاهرة سلمية نظمت في تعز (جنوب صنعاء) إلى مجزرة. وحسب تقديرها فإن سبعة عشر متظاهراً قتلوا، وأصيب المئات بعد إطلاق الجيش اليمني النار لتفريق المتظاهرين. ونقلت عن مصادر طبية قدّرت عدد المصابين بـ 800 شخص، و150 في حالة حرجة.

المبادرة الخليجية للتوسط بين الطرفين، لاقت ترحيباً من الحكم، وموقفاً متذبذباً من المعارضة. فبينما رفضتها بعض أطراف المعارضة، اشترط بعضٌ آخر أن تكون فقط لمناقشة تفاصيل تسليم السلطة.

وفي أول مؤشرات التغيّر في المواقف الدولية، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الإدارة الأميركية بدأت تغيّر موقفها تجاه الرئيس اليمني الذي راهن على مساندتها في مكافحتها الإرهاب. الإدارة في موقفها الأخير استبعدت أن يجري الرئيس صالح الإصلاحات المطلوبة، وبالتالي يجب تسهيل خروجه من السلطة.

مسئولٌ يمني كشف أن مفاوضات بين الجانبين ناقشت مقترحاً بتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية يقودها نائب الرئيس حتى إجراء انتخابات جديدة. وأضاف أن هذا المبدأ متفقٌ عليه، لكن الأمر يتوقف على التوقيت والآلية التي سيرحل بها. وما يحرص عليه الجانب الأميركي هو ضمان استمرار عملية مكافحة الإرهاب في اليمن.

ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون دعت إلى «انتقال سياسي منتظم يبدأ دون أي تأخير، من أجل حل الأزمة الراهنة في اليمن وتمهيد الطريق للإصلاحات، ويجب أن يبدأ الانتقال الآن».

الشد والجذب لايزال مستمراً، والأزمة تراوح مكانها ليستمر نزف الدم اليمني للشهر الثالث على التوالي. وفي آخر تصريح باسم المعارضة قال محمد قحطان لوكالة «فرانس برس»: «نحن مع التفاهمات لنقل السلطة، رحبنا وقلنا سنحضر (المفاوضات)، ولكن لبحث نقل السلطة فقط». وأضاف أن «البلد لا يحتمل تأخير نقل السلطة، كل يوم يمر تهرق دماء كثيرة».

الكثير من المراقبين يتحدّثون الآن عن أن الوضع في اليمن وصل إلى نقطة اللاعودة. حقن الله الدماء