هل يعرف أحد منكم الأستاذة الفاضلة رقيّة سند؟ إنها ابنة الحد التي أعطت في حقل التربية والتعليم مدّة تزيد على الخمسين عاماً، قدّمت خلالها صنوفاً وأنواعاً في التربية والمواطنة وحب الوطن.
كان عشق والدتنا رقيّة سند في حب الوطن يُترجم منذ مطلع الستينيات، كمعلّمة ومربية للأجيال، ومديرة مساعدة ووصلت إلى منصب مديرة مدرسة، والجميل في الأمر أنّ رقية سند كانت من الرعيل الأوّل الذي تفانى في حب التعليم وتقديم الغالي والرخيص من أجل النهوض بأبنائنا وبناتنا.
لم تكل ولم تمل ولم تحمل أي رسالة غير رسائل الحب والعطاء، ولم تطلب أي شيء بل كانت تعطي حتى بعد انقضاء فترتها في أروقة التربية والتعليم، وكان مبدأها تربوياً قبل أن يكون تعليمياً.
احتوت رقيّة سند طاقمها الإداري والتعليمي واستطاعت النهوض بمدرستها لتكون رائدة في حقل التعليم، وكانت تصر على التزام طالباتها بالمظهر العام اللائق بطالبات المدارس، ولم تنجر إلى عدم الاهتمام بهذه الأمور المهمّة، التي قد يراها البعض جزءاً من كل.
ومن هذا المنطلق أعطيناكم مثالاً عن إحدى الرائدات في عمل التربية والتعليم، التي كانت فنانة في إدارة الأزمات، ولم يمر عليها يوم إلا وكانت تلقي كلمة أو قصيدة تخطّّها يدها من أجل الوطن وحبّه.
هذا الرعيل الأول لابد لنا اليوم الاستفادة من خبراته الطويلة، فلقد كان أنموذجاً وفيّاً معطياً، لم يتبدّل على رغم الظروف، فهل لنا هذا في ظل الأزمة التي تعيشها البحرين؟
هناك بعض النّاس من يحاول تأجيج ما هو ليس موجوداً، وتبديل ما هو موجود أصلاً داخل المدارس، ولكنّهم فئات دخيلة لا تمت لحقل التربية والتعليم بصلة، بل إنّها عالة على التربية وعلى التعليم!
يكفينا فخراً بأنّ الرعيل الأول من أمثال رقيّة سند خرّج الطبيبات والمدرّسات والمحاميات والمهندسات، بل أمثالها خرّجوا جيلاً صالحاً قويّاً قياديّاً في الأزمات، لا يميل إلا إلى كفّة الحق.
نريد النهوض بالتعليم ونعلم بأنّ الجميع مجتمع حول هذا الشأن، ولكننا نريد تضافر الجهود أكثر في هذه اللحظات، من أجل تعديل بعض النفوس المريضة داخل صرح التعليم والتربية في البحرين... هذا المصطلحان المتجانسان، لا يفترقان عن بعضهما البعض، ولا يصلح أحدهما دون الآخر.
شكراً لكِ يا رقية سند على العطاء المتواصل وعلى الحب الذي عشناه في كنفك، فلقد كنت وما زلت نعم المربّي ونعم المعلّم، وليكثّر الله من أمثالك في حقل التربية والتعليم، كما نشكر كل مدير ومديرة مدرسة جاهدا في هذه الحقبة العصيبة على الوطن، من أجل الوحدة ونبذ الطائفية البشعة، إذ إن الوحدة تبني والطائفية تهدم، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3133 - الثلثاء 05 أبريل 2011م الموافق 02 جمادى الأولى 1432هـ