قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو: «إن أي لقاء قد يجمعني مع ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في البحرين، فإنه لا يعتبر مبادرة أو وساطة تتعلق بالأوضاع الراهنة التي تمر بها البحرين، فهذه الأوضاع تعتبر مسألة بحرينية ويجب أن يتعامل معها البحرينيون لوحدهم من دون تدخل أي طرف».
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد مساء يوم أمس الثلثاء (5 أبريل/ نيسان 2011)، في فندق «ريتز كارلتون» لوزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ونظيره التركي، بمناسبة زيارة الأخير للبلاد.
وبشأن توقعات البحرين من تركيا على صعيد الاستقطاب الطائفي الذي تشهده البحرين، قال وزير الخارجية البحريني: «نحن نعمل على تحاشي هذا الاستقطاب الطائفي، ونسعى أن تكون الطائفية منفصلة عن السياسة، وكما عاش المجتمع البحريني لفترة طويلة كمجتمع ناجح بما فيه من سنة وشيعة، فلا أرى أن هناك مشكلة حقيقية بين السنة والشيعة في البحرين لأنهم إخوة».
أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أن أي لقاء قد يجمعه مع ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في البحرين، لا يعتبر مبادرة أو وساطة تتعلق بالأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد، مشيراً إلى أن هذه الأوضاع تعتبر مسألة بحرينية ويجب أن يتعامل معها البحرينيون لوحدهم من دون تدخل أي طرف.
وقال: «من طرفنا نعمل على المساعدة في حل المنازعات وتخفيف نسبة التوتر في كثير من الأزمات بين السنة والشيعة ليس في البحرين فقط، وإنما في دول أخرى، من بينها سورية – على سبيل المثال – التي قمنا فيها بالدور نفسه».
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد مساء يوم أمس الثلثاء (5 أبريل/ نيسان 2011)، في فندق ريتز كارلتون لوزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ونظيره التركي، بمناسبة زيارة الأخير للبلاد.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الخارجية البحريني أن نظيره التركي التقى عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتم التأكيد خلال اللقاء على عمق العلاقة والشراكة ليس فقط بين مملكة البحرين وتركيا، بل أيضاً بين دول مجلس التعاون الخليجي ككل باعتبارها منطقة استقرار ونماء وبين تركيا كمنطقة استقرار ونماء.
كما أشار إلى لقاء الوزير التركي برئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والذي تم التطرق خلاله إلى مجمل أمور العلاقات بين البلدين وكيفية التعامل مع الظروف التي تشهدها المنطقة في هذه الأيام، لافتاً إلى أن لقاءً سيجمع الوزير التركي بولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في أعقاب المؤتمر الصحافي.
وقال الشيخ خالد: «اتضح لنا خلال اجتماعنا بالوزير التركي أن هناك اتفاقاً في كثير من الأمور بين البلدين وكيفية النظر إليها. ومن جهتي قدمت شرحاً وافياً بشأن مختلف الأمور في البحرين».
وأضاف أن «تركيا بلد مهم بالنسبة لنا، ويهتم بما يجري في البحرين من منطلق الموقف الثابت في إبعاد المنطقة عن أي تهديد من أي نوع كان».
كما أشار الوزير البحريني إلى أن اللقاء تناول الحديث بعمق بشأن مختلف الأمور، وخصوصاً فيما يتعلق بالوضع في ليبيا والعلاقة مع البلد الجار المسلم إيران، مؤكداً أهمية الشراكة القائمة بين دول مجلس التعاون وتركيا لصالح استقرار المنطقة أجمع، آملاً أن تكون مثل هذه العلاقات مثلاً يُحتذى به على صعيد العلاقات في المنطقة.
أما أوغلو فأكد العلاقات القوية والتاريخية بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك مشاورات قائمة ومتبادلة بين البلدين بشكل مستمر.
وقال: «نحن نعمل مع كثير من المنظمات الدولية بشأن التعاون وإيجاد آليات الحوار الاستراتيجي بين دول المجلس وتركيا ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وكانت لدي فرصة لمناقشة التطورات في البحرين، من منطلق أن التكامل الإقليمي في غاية الأهمية، ونحن نشارك البحرين الحاجة للرخاء والاستقرار».
وأضاف «كانت لدي فرصة لأحصل على معلومات للمحاولات الإصلاحية التي بدأت في البحرين منذ مدة طويلة وندعم حركة الإصلاحات فيها، وسنسير معاً لتكون حركة الإصلاح أقوى، وأن تكون لكل البحرينيين بغض النظر عن مذاهبهم، وستكون لدي فرصة لمقابلة ممثلين عن الطوائف والأحزاب المختلفة في البحرين».
وأشار أوغلو إلى أن البحرين تعتبر مثالا جيدا للتعايش بين السنة والشيعة فيها، وأن تركيا تدعم العمل ضد أي تطور طائفي وتعمل من أجل التعايش السلمي في المنطقة، كما أن البحرين ودول الخليج هي العمود الفقري لاستقرار المنطقة بأكملها.
وقال: «لا نريد أن تتوتر الأوضاع العامة والاستراتيجية في المنطقة، ولذلك نحاول تقديم الدعم والتعاون لتعزيز الوضع الأفضل، والتحول التاريخي يؤكد أننا جميعاً يجب أن نعمل لمستقبل منطقتنا كدول متحابة ومتآخية».
وتابع «يسعدني أن القيادة السياسية في البحرين ملتزمة بهذه الأهداف وتحقيقها، وسعيد أن أرى هذا الزخم الذي بدأ منذ فترة طويلة، والدعم للاستقرار والتكامل الإقليمي».
وبشأن موقف البحرين من التصريحات الإيرانية التي وصفت الأوضاع في البحرين بالأوضاع في فترة الاحتلال العراقي للكويت، قال وزير الخارجية البحريني: «إن الاحتلال الغاشم الذي تعرضت له الكويت لا يقارن بشيء ولا نقبل أية مقارنة بين ما حصل في دولة الكويت أو أي مكان آخر، وفيما يتعلق بالتصريحات سمعناها وكانت غير موفقة ولكن نتمنى من القيادة الإيرانية أن تعي أن ما يجري في البحرين شيء مختلف عما يدور في خلدهم أو يتوقعون أنه يجري في البلد، ونتمنى أن ينظروا للصورة الصحيحة في البحرين».
وأضاف أن «هذه التصريحات لا تساعد على تقوية العلاقات، ونحن بلدان جاران ونعيش إلى جانب بعضنا البعض، ولدينا علاقات متشعبة في مختلف المجالات، ولكن الجو المحموم في المنطقة لا نريد أن ندخل فيه كدول، وهناك احتقان طائفي، وكلنا ثقة أن المسألة لن تطول في هذا المجال».
وعما إذا كانت زيارة رئيس الوزراء التركي إلى المرجعية الشيعية في العراق السيدعلي السيستاني تهدف إلى إزالة الاحتقان الطائفي في المنطقة، قال أوغلو: «هناك مستوى مرتفع من هذا الحوار المهم مع السيستاني، ومن خلاله يمكن أن نقلل من الاحتقان ونفهم بعضنا أكثر، وخصوصاً على صعيد العلاقات المذهبية، ومع الكثير من الاستفزازات التي تشهدها المنطقة، ويجب أن نكون على حذر وأن ندعم الأخوة وثقافة التعايش معا في السلام، من دون الرجوع إلى أي أمور عرقية أو طائفية، وإنما بالرجوع للخلفية التاريخية التي تجمعنا».
ووصف أوغلو اللقاء التركي بالسيستاني بـ «الناجح»، مشيراً إلى أن ذلك يُعد في غاية الأهمية للملتقى من أجل أن يكون هناك اتجاه جديد للعلاقات السنية الشيعية.
وأكد أوغلو أن استقرار البحرين في غاية الأهمية بالنسبة لتركيا وبالنسبة للعلاقات بين السنة والشيعة، مشدداً على ضرورة الإسهام في تعزيز هذا التعايش بدلا من إدخال الطائفية في السياسة.
وقال: «إذا قمنا بالإشارة إلى السنة والشيعة والمسلمين والمسيحيين، فيجب أن يتم في إطار توحيد الناس لا لانقسامهم في المجتمعات الحديثة».
وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك مبادرة في البحرين لجعل العلاقات طبيعية بين الحكومة والمعارضة، قال أوغلو: «أنا أشعر أن مصير البحرين كمصير دولتي، وإذا لم يكون هناك استقرار أو رخاء في دولة ما، فإن ذلك يؤثر على الدول الأخرى، والأمر بالمثل».
وأشار إلى أنه في حال استدعت الأوضاع إلى التدخل لتهدئة الأمور في المنطقة، وهو ما ينطبق على العلاقة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، فستقوم تركيا بكل ما يمكنها للمساعدة في غلق الفجوة وإزالة سوء التفاهم بين الجيران.
وأكد أوغلو العلاقات التاريخية التي تجمع تركيا بإيران، مشيراً إلى أن كلا البلدين يتشاركان بالأفكار والأساليب بطريقة ودية وصديقة مع إيران، إلا أنه أكد أن تركيا أصدرت الكثير من البيانات التي أكدت ضرورة أن يكون هناك احترام كامل بين الجميع، واحترام السيادة الإقليمية للدول وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى.
وقال: «إن منطقة الخليج تعتبر من أقوى مناطق الاقتصاد في العالم، وإذا كان هناك توتر في الخليج فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى خلق أزمات عالمية، ونحن نتكلم مع جميع جيراننا لنحاول منع سوء التفاهم هذا»، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده تحترم دول مجلس التعاون كمنظمة إقليمية تحاول الحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة.
ونفى أوغلو أن يكون لعلاقات تركيا بإيران تأثير على سياسة بلاده تجاه البحرين، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء التركي حين كان في النجف أعلن سياسة تركيا الواضحة في هذا الصدد.
وبشأن توقعات البحرين من تركيا على صعيد الاستقطاب الطائفي الذي تشهده البحرين، قال وزير الخارجية البحريني: «نحن نعمل على تحاشي هذا الاستقطاب الطائفي، ونسعى أن تكون الطائفية منفصلة عن السياسة، وكما عاش المجتمع البحريني لفترة طويلة كمجتمع ناجح بما فيه من سنة وشيعة، فلا أرى أن هناك مشكلة حقيقية بين السنة والشيعة في البحرين لأنهم إخوة».
وعلى صعيد الملف اليمني، أكد الشيخ خالد أن الاستقرار في اليمن يعد مسألة حيوية بالنسبة لدول مجلس التعاون، وأنه إذا لم يقم المجلس بإيصال فكرة ضرورة عودة الأمان إلى اليمن، فإن ذلك يعني تقصيراً خليجياً في حق اليمن واستقرار المنطقة ككل وما هو أبعد من الجزيرة العربية، لافتاً إلى أن مبعوثاً خاصاً سيتوجه إلى اليمن لعرض العديد من الأفكار لكل الأطراف اليمنية بغرض تحسين الأوضاع.
أما على صعيد تطورات الأوضاع في ليبيا، فأكد أوغلو أن بلاده ترى ضرورة احترام مطالب الشعب الليبي، وأن يكون هناك تغيير بناء لهذه المطالب، وتدعم الانتقال السلمي للسلطة وألا تكون هناك خسارة في الأرواح
العدد 3133 - الثلثاء 05 أبريل 2011م الموافق 02 جمادى الأولى 1432هـ