وأخيراً وبعد طول انتظار عادت الروح إلى مدارسنا والحمد لله.
نعم كان أسبوعا مملاّ إذ ندخل نحن - المدرسون - المدارس ثمّ نغادرها ولا نرى فيها غير خيالنا إذ المدرسة لا معنى لها ولا نكهة فيها دون طلاب وهاهم يعودون في كل المدارس وهاهي الروح تعود في كامل الجسد التربويّ لتعود معها الحركة العلمية إلى سالف عهدها ويستأنف الطلاب والمدرسون النشاط بهمّة وعزم.
ومرّة أخرى يبرهن أهل البحرين أن العلم فوق كل اعتبار وأنّ المدرسة مقدّسة قداسة العلم ولا يجب أن تكون ورقة ضغط في يد هذا ولا ذاك.وبغضّ النظر عمّا حدث من انقطاع في الفصل الدراسي الثاني فإن الإرادة القوية التي يتحلّى بها طلابنا وحبّهم للعلم سيكون عاملاً حاسماً في إنجاح السنة الدراسية.
لكن لا يعني إنجاح الفصل الدراسي نِسَبَ نجاح ومعدلات وتفوّق وحضور طلاب ومجرد شكليّات، وإنما نريده إنجاحاً حقيقياً وإنقاذاً جوهرياً شكلاً ومضموناً: فإضافة إلى مظاهر النجاح الشكلي، لابد أن يكون إنجاح العملية التعليمية من حيث القيمة العلمية والتربوية بأن يتأكد المدرسون من ثبات المعلومة ورسوخ الفهم عند الطلاب إيماناً منهم بالأمانة الموكولة إليهم. وطبعاً قد تكون هذه المعادلة من الصعوبة بمكان، فضيق الزمن المدرسي المتبقي وخاصة في الثانوي وكثافة الكثير من المقررات ودسامتها تجعل الرهان صعبا للغاية.
غير أنه ثبت مما لا يدع مجالاً للشكّ أن المستحيل ليس بحرينيّاً؛ وحسبك أن تنظر إلى مطلع العام الماضي المتعثرة تجد مصداق ما ذكرناه حيث شهدت السنة الماضية انقطاعات مدرسية إذ أغلقت المدارس بسبب الخوف من انتشار مرض انفلونزا الطيور، وعلى رغم ذلك أبى الطلاب والمدرسون إلاّ أن يبرهنوا على عزيمتهم الجادة فتمّ الفصل الدراسي الأول من العام الماضي على أحسن وجه بفضل الله. ولئن كانت أسباب الانقطاع المدرسي بين العامين مختلفة فإن هذا الفصل الدراسي بالذات يحتاج إلى جهود متكاتفة وعزيمة صادقة تؤكد حب الجميع للعلم وإخلاصهم للوطن وللرسالة التربوية المقدسة.
ولعل بعض الحلول هنا وهناك قد تكون ذات قيمة وجدوى من ذلك اقتراح تنظيم ورش عمل وندوات ولقاءات مع الطلاب لغرس قيم التعاون وتعميق فكرة التعليم فوق كل اعتبار لأنه السلاح الأوحد في معركة التنمية والديمقراطية.
من هذا المنطلق نرجو أن تكتمل في أقرب وقت أعداد الطلاب في بعض المدارس كي يعود القلب إلى الخفقان من جديد وبشكل طبيعي ولكن هذا لا يتحقق إلا بتضافر جهود الجميع وخاصة أولياء الأمور الكرام - وهذا ليس غريبا عنهم- في حثّ أبنائهم على الاجتهاد وبذل جهد مضاعف حتى يستعيد كل أبناء الوطن أطفالاً وشباباً نكهة الدرس ونشوة التفوق.
إن جميع الأطراف مدعوّون اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى إنجاح هذا الفصل الدراسيّ الذي بدأ متعثّراً وسينتهي بإذن الله مكلّلاً بأبهر النتائج لأبنائنا الطلاب
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"العدد 3132 - الإثنين 04 أبريل 2011م الموافق 01 جمادى الأولى 1432هـ
جسد
يعطيك العافية