من المقرر أن يوجه الرئيس الأميركي باراك أوباما خطابا إلى العالم العربي والإسلامي من جامعة القاهرة في الرابع من يونيو/ حزيران المقبل.

أوباما اختار هذه المرة مصر كدولة عربية تمثل تاريخيا قلب العالم العربي والإسلامي بينما كانت زيارته خلال الشهر الماضي إلى تركيا رسالة أخرى لدول المنطقة باعتبار أنها اليوم تمثل واجهة الإسلام «الحضاري» بين الشرق والغرب.

أما مع إيران فقد فضل الرئيس الأميركي مخاطبة الإيرانيين في يوم عيدهم الربيعي «النوروز» عبر تقنيات الإعلام الجديد مهنئهم بعيدهم، فاتحا باب الحوار لعداء استغرق زمنا طويلا بين الإدارة الأميركية وحكومة طهران.

أساليب أوباما في قيادة دفة السياسة الأميركية مع العرب والمسلمين ما هي إلا أساليب تنصب ضمن منهجية «الدبلوماسية الجديدة» في مساعٍ لتحسين صورة السياسة الأميركية في المنطقة التي تفاقمت مع أحداث سبتمبر/ أيلول 2001.

إن رسائل أوباما إلى دول المنطقة مرادها قد يكون أيجابيا أو على الأقل أفضل حالا عما كان في حقب الرؤساء السابقين، ووفقا لمصادر دبلوماسية فإن أوباما يسعى في خطابه إلى إصلاح علاقات أميركا مع المسلمين بعد أن تضررت في عهد الرئيس السابق جورج بوش الذي أمر بغزو أفغانستان والعراق. وكانت تقارير رشحت الجامع الأزهر لإلقاء الخطاب، لكن يبدو أن الإدارة الأميركية رغبت في تجنب إعطاء الخطاب طابعا دينيا ففضلت جامعة القاهرة كصرح تعليمي محايد.

ويبقى أن نقول أن مساعي الرئيس الأميركي للحصول على دعم من قبل الدول العربية والإسلامية ضد الجماعات المتشددة ولاسيما القاعدة وطالبان في باكستان وأفغانستان، فضلا عن تحسين صورة الولايات المتحدة في المنطقة جاء ضمن تأكيدات أوباما في مرات عديدة أن بلاده ليست في حرب ضد الإسلام، بما فيها حل القضايا العالقة مثل دعم عجلة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك عبر التزام إدارته بالحل القائم على إقامة دولتين رغم معارضة بعض العناصر من الحكومة الإسرائيلية الجديدة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. تحديات أوباما في المنطقة كثيرة وهي ليست بالشيء السهل أمام أساليب جديدة قد تجني ثمارها أو تنحرف في مدار يعكس التوقعات التي ترسم إليها الإدارة الأميركية الجديدة... فهل ينجح أوباما؟