العدد 3130 - الجمعة 01 أبريل 2011م الموافق 27 ربيع الثاني 1432هـ

بريطانيا لمبعوث القذافي: عليه أن يرحل

ذكرت مصادر أمس الجمعة (1 أبريل/ نيسان 2011) أن مسئولين بريطانيين قالوا لمسئول ليبي كبير زار لندن إن الزعيم الليبي معمر القذافي يجب أن يترك السلطة في إطار أي تسوية. وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن محمد إسماعيل - وهو أحد مساعدي سيف الإسلام القذافي - زار لندن في الأيام القليلة الماضية في إطار عدة اتصالات بين ليبيا والغرب على مدى الأسبوعين المنصرمين.

ونقل نعمان بن عثمان وهو محلل ليبي كبير في مؤسسة كويليام الفكرية البريطانية عن مصادره الخاصة قولها إن إسماعيل اقترح سيناريو يتولى بموجبه أبناء القذافي السلطة أو يكون لهم دور على الأقل في الحكومة الجديدة على أن يتنحى والدهم بشكل مشرف. وقيل لإسماعيل إن على القذافي أن يرحل.

والسيناريو الذي اقترحه إسماعيل هو ما ظل سيف الإسلام يروج له لأسابيع. وقال بن عثمان إنه فات أوان تنفيذ هذا السيناريو.

وقال مصدر حكومي إن إسماعيل كان يزور بعض أفراد أسرته في لندن لكن بريطانيا «انتهزت الفرصة لإرسال رسائل قوية للغاية بشأن نظام القذافي».

وامتنعت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية عن التعليق على تفاصيل التقرير قائلة «لن نقدم تعليقاً جارياً على اتصالاتنا مع مسئولين ليبيين».

وأضافت قائلة «في أي اتصال نجريه نوضح أنه يتعين أن يرحل القذافي».

وانشق وزير الخارجية الليبي موسى كوسا - وهو أحد المستشارين المقربين للقذافي - ووصل إلى لندن.

وذكر تلفزيون «الجزيرة» أمس (الخميس) أن «عدداً من الشخصيات» القريبة من القذافي غادروا ليبيا إلى تونس لكن لم يتسنَّ التأكد من هذا.

وأبلغت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون شبكة تلفزيون (ايه.بي.سي) هذا الشهر أنها على علم بأن أشخاصاً قريبين من القذافي يحاولون الاتصال بالغرب.


من أجدابيا إلى طرابلس 4 أيام من الاعتقال لدى رجال القذافي

طرابلس - أ ف ب

يدوي صوت إطلاق نار مصدره سيارة رباعية الدفع للجيش الليبي على بعد مئات الأمتار. ومع اقترابها يطلق الجنود وابلاً من الرصاص تتردد أصداؤه داخل سيارتنا.

نصيح «يلا يلا (هيا) اسرع»، بينما يطاردنا الجنود ويومضون لنا بأضواء سيارتهم مشيرين لنا بالتوقف.

عندما تخترق الرصاصات هيكل سيارتنا، نتوقف آملين ألا تتم تصفيتنا على الفور. الجنود الليبيون يصوبون على العجلات ثم يطلقون رشقاً على محرك السيارة. نهرع للخروج من السيارة رافعين أيدينا على رؤوسنا ونصرخ «صحافي، صحافي»، مدركين أننا وقعنا في الأسر لدى الجيش الليبي.

كان ذلك في 19 مارس/ آذار الماضي قبل بدء الضربات الجوية الغربية. وكانت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تتقدم بسرعة كبيرة من أجدابيا خط الجبهة حينها، إلى مرفأ طبرق النفطي على بعد 390 كلم إلى الشرق.

كنت يومها برفقة مصور وكالة «فرانس برس»، روبرتو شميت وزميلنا الأميركي من وكالة «غيتي»، أيميجيز جو رايدل، في مهمة للبحث عن مدنيين هاربين من المعارك وإجراء مقابلات معهم.

لكن هذا السعي وراء الأخبار أودى بنا إلى الأسر بأيدي رجال القذافي لأكثر من أربعة أيام تم نقلنا خلالها من الصحراء قرب أجدابيا إلى السجن السري في طرابلس مروراً بسرت مسقط رأس الزعيم الليبي.

أرغمنا الجنود على الركوع ووضع يدينا فوق رؤوسنا وقاموا بصف معداتنا الواحد جنب الآخر على الطريق. وقام عناصر من الاستخبارات العسكرية الليبية بفصلنا وأودعوا كلاً منا في شاحنة بيك-أب.

تلك كانت أول مرة منذ وصولنا إلى ليبيا نلتقي فيها جنوداً موالين للعقيد القذافي. وهؤلاء الجنود الذين يبدون عزيمة صلبة ويتميزون بتدريب أفضل وتفوق تنظيمي مقارنة مع الثوار، مصدومون لأن المعارضة تصورهم على أنهم مرتزقة لحساب القذافي. وتقاسموا معنا المأكل والمشرب.

بيد أن الأجواء تغيرت بشكل ملحوظ مع اقترابنا من سرت. وكانت فرنسا يومها قد توعدت بتدخل عسكري ضد قوات القذافي «في الساعات المقبلة» يتوقع أن تكون سرت معقل الزعيم الليبي حتماً من بين أهدافه.

وعلى الرغم من أنني لا أتكلم العربية، إلا أن بعض الجمل لا يصعب فهمها. يصيح رجال مسلحون وعلى وجوههم تعابير الكراهية «إف-16! إف-16!»، وهم يحاولون ضربنا داخل السيارة.

بدأت المضادات الأرضية تطلق نيرانها تلاها انفجار أول هز المدينة. وميض نور ودوي هائل ثم كرة لهب. بدأت السفن الأميركية والبريطانية إطلاق صواريخ عابرة على الدفاعات الجوية.

وفي ذلك الحين كنت بدأت أحسب الوقت الذي ستبدأ زوجتي فيه تقلق على مصيري. كنت أتساءل كم من الوقت ستنتظر وكالة «فرانس برس» قبل إخطارها بفقدان الاتصال معي.

بعد نقلنا إلى المعتقل الأول، شرح لنا عناصر استخبارات أن دخولنا إلى ليبيا من دون تأشيرة يضعنا «في موقف صعب».

خلال الليلة الأولى، قام ضابط يتكلم الإنجليزية بطلاقة باستجوابنا. طلب منا الأسماء وأرقام الهواتف الخاصة بمن نعرفه من الثوار. لكن هاتفي المخصص للاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية اختفى مع مفكراتي في السيارة التي أحرقها الجنود.

هذه المحنة نسجت خيوط صداقة متينة بيني وبين رفاقي في الاعتقال. وقام بيننا تضامن رسخه تبادل الضحكات والروايات عن عائلاتنا ولعبة كرة قدم مرتجلة حول غطاء زجاجة.

وبعدها، تمت إحالتنا إلى عناصر بلباس مدني. وهنا تغير وضعنا جذرياً. تم تكديسنا في سيارة بيك-أب موثوقي الأيدي ومعصوبي العينين وقد أحكمت الأصفاد حول معاصمنا.

لم نستحم طيلة أربعة أيام وكانت رائحتنا تملأ سيارة البيك-أب التي ارتفعت الحرارة كثيراً داخلها بفعل أشعة الشمس. وقام الحراس الذين رافقونا برشنا ببعض العطر بين الحين والآخر.

وتم استبدال الاصفاد بربطات بلاستيكية أقل إيلاماً بقليل.

وأودعنا بعدها في مؤخر سيارة شرطة منخفض لدرجة أننا لم نتمكن من الوقوف فيه. وكان روبرتو يغني أغنية الأطفال الشهيرة «إذا كنت سعيداً وتعرف أنك كذلك، صفق بيديك»، ما ساهم بترطيب الأجواء، ولو أننا مكبلين ولا يمكننا فعلياً التصفيق.

وبعد خروجي من سيارة الشرطة تائهاً تماماً، دفعني أحد ما وأرغمني على صعود شيء ما. قلت لنفسي إنهم يدفعون بي إلى أعلى صخرة. لكنهم احتجزونا خلف باب حديدي، ثم فصلونا أنا وجو واستجوبونا فيما بقي روبرتو بمفرده في الزنزانة.

سمعت على مدى ساعة ونصف الساعة كيلاً من الشتائم والتهديدات والكلام الساخر من العناصر الذين تولوا استجوابي، وقد عصبت عيناي مجدداً.

«أنت رجل طيب يا ديفيد»، قالها لي أحد هؤلاء واضعاً يده على كتفي بعد جمعه ما يكفي من العناصر في «اعترافاتي».

وفيما أتناول القليل من الأرز الذي قدموه لي، يقترب رجل يتكلم الفرنسية بلكنة إفريقية ويتلمس صدري مطلقاً نكات سمجة.

وبعدها، يدخل رجل أصغر سناً إلى الغرفة ويبادرني «هل أتيت عن طريق الصحراء؟ كيف اهتديت إلى الطريق؟». فأجيب «كان معنا خريطة». فيسألني عندها «حسناً! من أعطاك هذه الخريطة؟ هل هو جهاز (لام اي 6)؟» جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية.

وبعدها يطلب مني رجل في مقتبل العمر التوقيع على الصفحات الـ 24 من «الاعترافات»، ثم أعود إلى الزنزانة حيث كان روبرتو في حال من القلق الشديد. وينضم إلينا جو.

ويروي مصور وكالة «غيتي»، ايميجيز ما حصل معه. «أنت جاسوس. ستحاكم أمام محكمة عسكرية وستعود محملاً في نعش. أنا القائد هنا وهذا ما قررته»، قالها له أحد المحققين. السجن أو الإعدام، هذا كل ما كان يجول في خاطرنا في تلك اللحظة.

فجأة، يظهر ثلاثة رجال في الزنزانة يعصبون أعيننا ويقودوننا إلى المقعد الخلفي في سيارة. لا أحد يقول أي شيء، لكنني أتصور أن رفيقي يفكران بالأمر نفسه «رحلة في الصحراء، رصاصة في الرأس ثم الدفن في قبر يحفر على وجه السرعة».

لكن رجلاً كان يجلس في مقدم سيارة المازدا بادر إلى طمأنتنا بعد نزع العصبة عن أعيننا «لا تخافوا، أنتم ذاهبون إلى الفندق».

وبعد رحلة استمرت أقل من كيلومتر واحد، لمحنا فندق ريكسوس حيث يتجمع الصحافيون الغربيون المعتمدون في طرابلس.

استقبلنا المتحدث باسم معمر القذافي، موسى إبراهيم وقال إن بإمكاننا الاختيار بين ممارسة عملنا أو مغادرة ليبيا في اليوم التالي. لمحت عندها وجوهاً مألوفة، وجوه زملائي في «فرانس برس». وتمكنت من الحصول على هاتف للاتصال بعائلتي.


توقعات بـ «انهيار» نظام القذافي بعد انشقاق وزير خارجيته

توقع وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ الخميس الماضي أن يشكل انشقاق موسى كوسا الذي انتقل من الاستخبارات ليقود سياسة القمع ثم الانفتاح قبل أن يصبح وزيراً لخارجية ليبيا، دليلاً على «انهيار نظام» القذافي.

ويشكل خبر انشقاق كوسا الحليف الوفي للقذافي انتصاراً مهماً في الحرب النفسية لعزل وطرد معمر القذافي من الحكم والتي تتم بموازاة ضربات جوية يشنها تحالف بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تحت إشراف الأمم المتحدة لمساعدة المدنيين الليبيين الذين يتعرضون لقمع دموي من قبل النظام.

وأعلن هيغ أن «استقالة (موسى كوسا) دليل على أن نظام القذافي الذي شهد انشقاق مسئولين كبار، منقسم ويواجه ضغوطاً وينهار من الداخل»، وأضاف أن «القذافي يتساءل من سيتخلى عنه الآن».

وكان مسئول أميركي علق في وقت سابق أن «المقربين من القذافي يدركون أن الأمر انتهى».

وكان هيغ تباحث هذا الأسبوع مع نظيره الليبي عبر الهاتف. إلا أنه أكد أن هذا الأخير «لن يحصل على الحصانة من قبل القضاء البريطاني أو الدولي».

واستقبل كوسا فور هبوطه في مطار فارنبورو الصغير آتياً من تونس حيث قام بـ «زيارة خاصة استمرت 48 ساعة» وأحيطت بالغموض، من قبل مسئولين في وزارة الخارجية اجتمعوا معه على حدة. وقد يزودهم بمعلومات مهمة بشأن مدى صمود أو تفكك النظام الليبي.

وكانت واشنطن وبريطانيا أشارتا في الأيام الأخيرة إلى اتصالات سرية مع العديد من المسئولين المستعدين للتخلي عن القذافي.

ينتمي كوسا (59 عاماً) إلى عائلة متوسطة معروفة في طرابلس الغرب وهو حائز على شهادة ماجستير في علم الاجتماع من جامعة ميشيغن الأميركية العام 1978.

وبعدما جسد على مدى عقدين الوجه المظلم للنظام، أصبح يعتبر في السنوات الماضية رمزاً للانفتاح.

وفي 1980 عين كوسا سفيراً لليبيا في لندن قبل أن يطرده البريطانيون في السنة نفسها بعدما عبر عن تصميمه على تصفية «أعداء الثورة» على الأراضي البريطانية.

وتولى منصب نائب وزير الخارجية بين 1992 و1994 ثم عين رئيساً لجهاز الاستخبارات، المنصب الذي تولاه حتى 2009 قبل أن يكلف حقيبة الخارجية.

كما خاض في السنوات الماضية كل المفاوضات التي أتاحت عودة ليبيا إلى الساحة الدولية.

وأقر وزير الخارجية البريطاني السابق، جاك سترو الخميس «لا شك لديّ إطلاقاً في أنه لعب دوراً أساسياً لحمل القذافي على التخلي عن مشاريعه النووية والكيميائية» وهي مبادرة أتاحت رفع الحظر التجاري عن ليبيا في العام 2003.

كما كان كوسا على رأس الحملة الدبلوماسية التي أوصلت القذافي إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي في العام 2009. وأعلن القذافي نفسه آنذاك «ملك ملوك إفريقيا».

وكان موسى كوسا مفاوضاً أساسياً أيضاً في قضية الممرضات البلغاريات التي أدت إلى الإفراج عنهن في يوليو/ تموز 2007 وكذلك التخلي عن البرنامج النووي الليبي في العام 2003 الذي مهد الطريق أمام رفع الحظر التجاري الذي كان تفرضه الولايات المتحدة على ليبيا منذ 1986.

وسيكون للاستقبال الذي ستخصصه له لندن تأثير كبير على المسئولين الآخرين في النظام الليبي الذين يريدون الانشقاق.

وشددت بريطانيا حتى الآن على غرار الولايات المتحدة وفرنسا على ضرورة أن يعاقب القذافي والمحيطون به على جرائمهم أمام المحكمة الجنائية الدولية.

إلا أن دولاً عدة من بينها إيطاليا اقترحت تأمين منفى للقذافي تفادياً لحمام دم وانقسام البلاد.


خط الجبهة يصل إلى البريقة... ورجال المخابرات الأميركية يصلون ليبيا قبل أمر أوباما

«الغارديان»: مبعوث للقذافي في بريطانيا لإجراء محادثات

لندن، أجدابيا - رويترز، أ ف ب

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس الجمعة (1 أبريل/ نيسان 2011) إن ليبيا أرسلت مساعداً بارزاً لأحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي إلى لندن لإجراء محادثات مع مسئولين بريطانيين.

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر في الحكومة البريطانية أن محمد إسماعيل -وهو مساعد لسيف الإسلام القذافي- زار لندن في الأيام القليلة الماضية فيما قالت إنه أحد عدة اتصالات بين ليبيا والغرب على مدى الأسبوعين الماضيين. ولم تتمكن متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية من تأكيد أو نفي التقرير قائلة «لن نقدم تعليقاً تتابعياً على اتصالاتنا مع مسئولين ليبيين».

وأضافت قائلة «في أي اتصال نجريه نوضح أنه يتعين أن يرحل القذافي». وانشق وزير الخارجية الليبي، موسى كوسة -وهو أحد المستشارين المقربين للقذافي- ووصل إلى لندن.

وذكرت قناة «الجزيرة» أمس الأول أن «عدداً من الشخصيات» القريبة من القذافي غادروا ليبيا إلى تونس لكن لم يمكن التأكد من هذا. وأبلغت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون شبكة تلفزيون (إيه.بي.سي) هذا الشهر أنها على علم بأن أشخاصاً قريبين من القذافي يحاولون الاتصال بالغرب.

في الأثناء، انتقل خط الجبهة بين الثوار الليبيين وقوات العقيد معمر القذافي في شرق ليبيا صباح أمس إلى محيط منطقة البريقة النفطية، لكن منع الصحافيون للمرة الأولى من الاقتراب من المنطقة من جهة أجدابيا، بحسب مراسلي «فرانس برس».

وفرضت قيود للمرة الأولى على الدخول إلى منطقة الجبهة حيث منع الثوار الصحافيين والمدنيين من المرور من مدخل أجدابيا الغربي إلى خط الجبهة. وأفاد مراسل أن خط الجبهة كان صباحاً على بعد 40 كيلومتراً تقريباً غرب أجدابيا، التي تقع على بعد 80 كيلومتراً شرق البريقة. لكن تعذر على الفور الحصول على معلومات من مصدر مستقل حول من يسيطر على البريقة.

من جهة ثانية صرح مسئولون عن حقوق الإنسان بأن أكثر من 400 شخص فقدوا في شرق ليبيا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للزعيم الليبي، معمر القذافي قبل ستة أسابيع وأنه يخشى قتل أو اعتقال كثيرين من قبل القوات الحكومية.

وعلق أقارب مفقودين لافتات على حوائط ردهات المستشفيات فيها صور للشبان المفقودين وأرقام هواتف للاتصال بها إذا توفرت أي معلومات عنهم. وعلقت أكثر من 120 لافتة على حوائط ومدخل مستشفى الجلال في بنغازي. وكان باللافتات صور أربعة رجال على الأقل بزي عسكري. ويقول عاملون في حقوق الإنسان إن عدد المفقودين يشمل أيضاً أربعة أطباء ليبيين وثلاثة صحافيين لكن معظم المفقودين شبان عاطلون انضموا إلى قوات المعارضة ليصبحوا مقاتلين أو أنصار.

وذكرت تقارير أن قوات الأمن التابعة للقذافي ألقت القبض على آخرين. وعمل عمر بودبوس وهو منسق في مكتب الهلال الأحمر الليبي في بنغازي وفريقه الذي يضم عشرة متطوعين على وضع قوائم للمفقودين وإجراء مقابلات مع أقاربهم وزيارة المستشفيات في المدينة وفي أجدابيا وهي بلدة تقع إلى الجنوب من بنغازي تنقلت السيطرة عليها منذ بدء الصراع بين المعارضة وقوات القذافي. وقال إن أشخاصاً يأتون إلى مكتب الهلال الأحمر الليبي كل يوم للإبلاغ عن فقد أشخاص.

وذكر أن 353 فقدوا في بنغازي ومشارفها و17 في أجدابيا و 21 في البيضا. وأضاف أن معظم المفقودين مدنيون وأن بعضهم ذهب إلى جبهة القتال مع أفراد المعارضة ولم ترد عنهم أي أنباء واعتقل البعض الآخر.

من جهة ثانية قالت مصادر حكومية أميركية إن رجال المخابرات الأميركية وصلوا إلى ليبيا قبل أن يوقع الرئيس الأميركي، باراك أوباما أمراً سرياً يسمح بتقديم دعم مستتر للمعارضة المسلحة التي تقاتل الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقال مسئولان أميركيان إن رجال وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.أيه) أرسلوا للاتصال بمعارضي القذافي وتقييم قدراتهم. وقال وهو ضابط سابق في «سي آي أيه»، بوب باير حولت هوليوود مذكراته إلى فيلم باسم (سيرياينا) «إنهم يحاولون تفنيد من يمكن أن يتحول إلى وحدة عسكرية ومن لا يقدر على ذلك». وصرح مسئولون أميركيون حاليون وسابقون بأن الرئيس الأميركي الذي قال في خطاب له يوم الاثنين «إننا لن نرسل قوات برية إلى ليبيا» له السلطة القانونية لإرسال رجال مخابرات أميركية من دون أن يوقع الأمر الذي يسمح بالقيام بتحرك مستتر.

وخلال الأسبوعين الماضيين أو الثلاثة وقع أوباما أمراً سرياً يخول «سي آي أيه» بالقيام بأنشطة مستترة واسعة النطاق لدعم المعارضة الليبية. وأخطرت لجنتا المخابرات في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين بتوقيع الرئيس على الأمر والذي قال مسئولون أميركيون إنه جاء بعد أن كان عدد من رجال «سي آي أيه» داخل ليبيا بالفعل. ولم تعلق المخابرات المركزية الأميركية ولا البيت الأبيض بشكل مباشر على العمليات والخطط السرية الأميركية في ليبيا.


المعارضون يحددون شروط وقف إطلاق النار

قال المعارضون الذين يقاتلون قوات الزعيم الليبي معمر القذافي أمس (الجمعة) إنهم سيوافقون على وقف إطلاق النار استناداً لشروط منها أن تترك قوات القذافي مدناً في الغرب وتمنح الشعب حرية التعبير.

كما طالب رئيس المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، مصطفى عبد الجليل بسحب قوات «المرتزقة» من الشوارع في ظل أي وقف لإطلاق النار. وقال في مؤتمر صحافي مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا، عبدالإله الخطيب إن المعارضة ليس لديها اعتراض على وقف إطلاق النار بشرط أن يتمتع الليبيون في المدن الغربية بحرية كاملة في التعبير عن آرائهم.

وأضاف أن المعارضين سيحتاجون سلاحاً ما لم تتوقف قوات القذافي عن مهاجمة المدنيين مكرراً نداءً بالمساعدة في مواجهة قوات القذافي الأفضل تسليحاً. كما قال إن المعارضين لن يتراجعوا عن مطلبهم الأساسي بأن يغادر القذافي وأسرته ليبيا.


راسموسين يزور تركيا لبحث مهمة الحلف الأطلسي في ليبيا

أفاد مصدر رسمي أمس (الجمعة) أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسين سيقوم يوم الاثنين المقبل بزيارة إلى أنقرة ليبحث مع القادة الأتراك مهمة الحلف في ليبيا التي تشارك فيها تركيا بقوة بحرية.

وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية، سلجوق اونال إن الأمين العام للحلف الأطلسي سيتباحث مع رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية، أحمد داود أوغلو. وأكد أن «المحادثات ستتناول العلاقات بين تركيا والحلف الأطلسي بشكل عام والمهمة في ليبيا». وسيعقد راسموسين مؤتمراً صحافياً قبل مغادرة العاصمة التركية نفس اليوم. وقد تولى الحلف الأطلسي الخميس قيادة العمليات في ليبيا وبالتالي بات يتحمل مسئولية القصف على هذا البلد بعد إن كان يتولاه التحالف بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وساهمت الحكومة التركية الإسلامية المحافظة التي عارضت قصف النظام الليبي، بخمسة بوارج حربية وغواصة في جهود الحلف الأطلسي فرض حظر على الأسلحة على ليبيا. من جانب آخر تعارض أنقرة تسليح الثوار

العدد 3130 - الجمعة 01 أبريل 2011م الموافق 27 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً