قال متحدث باسم المعارضة الليبية إن قوات موالية لمعمر القذافي اقتحمت مدينة مصراتة التي يسيطر عليها المعارضون في غرب البلاد بالدبابات والمدفعية اليوم الجمعة في حين نظم المعارضة المسلحة دفاعاتهم في معقلهم بشرق البلاد. وعرض زعيم للمعارضة عقب محادثات مع مبعوث للأمم المتحدة في بنغازي بشرق ليبيا وقفا لإطلاق النار بشرط مغادرة القذافي للبلاد وخروج قواته من المدن التي تسيطر عليها الحكومة حاليا. ولم يتضح ما إذا كان العرض جزءا من تحركات دبلوماسية لإنهاء الصراع. وقال معارضون مسلحون من مصراته إن قوات القذافي تهاجم آخر معاقلهم في الغرب بقصف عنيف. وقال متحدث باسم المعارضة اسمه سامي لرويترز عبر الهاتف "استخدموا دبابات وقنابل يدوية وقذائف مورتر وقذائف أخرى لقصف المدينة اليوم. كان قصفا عشوائيا وعنيفا للغاية... لم نعد نميز المكان فالتدمير لا يمكن وصفه." وتابع "الجنود الموالون للقذافي الذين دخلوا المدينة عبر شارع طرابلس ينهبون المكان.. المتاجر وحتى المنازل.. ويدمرون كل شيء." ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من روايات شهود العيان والمتحدثين في مصراتة ثالث اكبر المدن الليبية والتي تبعد نحو 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس حيث لا تسمح السلطات الليبية للصحفيين بتغطية الأخبار بحرية في المدينة. وقال طبيب في مصراتة لرويترز في رسالة الكترونية ان الكتيبة 32 أحد افضل الكتائب في القوات الحكومية تدريبا وعتادا تهاجم المدينة متسائلا في رسالته عن دور المجتمع الدولي. ويصف القذافي الذي يحكم البلاد منذ 1969 المتمردين بالارهابيين وعملاء الغرب. ويقول إن الغارات الجوية التي تشنها قوات بقيادة حلف الشمال الأطلسي بموجب تفويض من الأمم المتحدة قتلت عددا كبيرا من المدنيين. ويلقي سقوط قتلى بين المدنيين بظلاله على حسابات حكومات دول التحالف. وقد يؤدي أي مؤشر على تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين الى انهيار التوافق الهش بين الدول الغربية والعواصم العربية التي دعت في البداية الى فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا لحماية المدنيين. ونقل تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية اليوم عن طبيب ليبي قوله ان غارة جوية للتحالف اسفرت عن مقتل سبعة مدنيين معظمهم أطفال وإصابة 25 بالقرب من مدينة البريقة النفطية في شرق البلاد يوم الأربعاء. ونقل تلفزيون الجزيرة عن متحدث باسم المعارضين في مصراتة قوله ان مدنيين قتلوا في قصف حكومي هناك. واضاف ان سيارة تقل عائلة قصفت وإن الأب وطفلا عمره ست سنوات توفيا. وقال إن القصف استهدف منزلا أيضا قتل فيه ثلاثة شبان. وحرك المعارضون اسلحة ثقيلة نحو القوات الحكومية عند مدينة البريقة اليوم وسعوا إلى تنظيم وحداتهم لمواجهة جيش القذافي وتحويل دفة الأحداث لصالحهم. وذكر تلفزيون الجزيرة ان المجلس الوطني المعارض شكل قيادة موحدة برئاسة وزير الداخلية السابق عبد الفتاح يونس العبيدي الذي يقود قوات المعارضة حاليا. وقال المعارضون انه لا يمكن لأي من الطرفين ادعاء السيطرة على البريقة وهي واحدة من سلسلة مدن نفطية على طول ساحل البحر المتوسط والتي تبادل الطرفان السيطرة عليها عدة مرات في الاسابيع القليلة الماضية. وحلقت طائرات حربية فوق البريقة وتبع ذلك أصوات انفجارات. وقال المعارضون إن مزيدا من الضباط المدربين يقفون على خط المواجهة وشوهدت صواريخ من أعيرة أكبر تتحرك من بنغازي جنوبا نحو اجدابيا مساء أمس الخميس وقامت نقاط تفتيش بفحص المارة. وقال معارض يدعى احمد زيتون وهو أحد المدنيين المتطوعين الذين تلقوا تدريبا "لا يسمح بالمرور إلا لمن يملكون اسلحة كبيرة. لا يسمح للمدنيين الذين لا يملكون اسلحة بالمرور." واضاف "يأتي إلينا الآن ضباط. قبل ذلك كنا نذهب وحدنا." واشار إلى رجل يشكو من منعه من المرور عند نقطة تفتيش وقال "إنه فتى صغير ولا يملك بندقية. ما الذي سيفعله هناك." ولم يتم بعد اختبار هذا الترتيب الجديد بعدما تحول تقدمهم لمدة يومين هذا الاسبوع على طول 200 كيلومتر على الساحل من البريقة الى انسحاب سريع في اليومين التاليين. وعلى الطريق بين اجدابيا وبنغازي تمت إقامة مواقع للمدافع في خنادق حديثة العهد باتجاه اجدابيا وخط المواجهة. وقبل نحو أسبوعين فقط كانت قوات القذافي على أبواب بنغازي وتعهد الزعيم الليبي بأنه لا رحمة مع المعارضين المسلحين. وقال عبد الحميد غوقة المسؤول الكبير في المجلس الوطني الليبي المعارض للصحفيين إن بنغازي آمنة وإن قواتهم دافعت عنها من قبل ولا تعتقد أن القذافي قادر على مهاجمتها مجددا. وسمع دوي اطلاق نار كثيف قرب مجمع القذافي الحصين في طرابلس لنحو 20 دقيقة قبل الفجر وقال سكان انهم شاهدوا قناصة على اسطح البنايات وسمعوا ترديد هتافات او صرخات على مسافة بعيدة. وقال احد سكان طرابلس "كان هناك حمامات من الدماء في الشوارع. لن تجد شيئا الان. لقد نظفتها شاحنات الاطفاء." وقيدت حركة المراسلين بالمدينة في الفنادق واصبحوا غير قادرين على التحقق من صحة التقارير من الشوارع بعد تعرضهم لصعاب في الايام الماضية بسبب القلق العام بالاضافة الى نقص امدادات الوقود والصفوف الطويلة امام المخابز ومحطات الغاز. وفي الوقت الذي فشل فيه التحرك الغربي في انهاء القتال او تحقيق انهيار سريع لحكومة القذافي ظهرت مؤشرات على وجود اتصالات سرية بين طرابلس وعواصم غربية. وانشق وزير الخارجية الليبي موسى كوسة وسافر الى بريطانيا هذا الاسبوع. ورفض عبد السلام التريكي وزير الخارجية الليبي السابق الذي عينه القذافي سفيرا لدى الامم المتحدة تولي المنصب وندد "باراقة الدماء" في ليبيا. ولم تتأكد تقارير اخرى تحدثت عن انشقاقات. وقال مصدر بالحكومة البريطانية ان محمد اسماعيل مساعد سيف الاسلام نجل القذافي زار افراد عائلته في لندن لكن بريطانيا "استغلت الفرصة لتبعث ببعض الرسائل القوية جدا بشأن نظام القذافي." وناقش مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني المعارض احتمالات وقف اطلاق النار في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع مع عبد الاله الخطيب مبعوث الامم المتحدة الخاص في بنغازي. وقال ان المعارضة ليس لديها اعتراض على وقف اطلاق النار بشرط أن يتمتع الليبيون في المدن الغربية بحرية كاملة في التعبير عن آرائهم. واضاف ان مطلب المعارضة الرئيسي الذي لن تتراجع عنه هو رحيل معمر القذافي واولاده من ليبيا. ويتحرك المعارضون سريعا لتحقيق دخل من احتياطات النفط لكن طرابلس تقول انها الوحيدة التي يحق لها استغلال هذه الاحتياطيات. وقال علي الترهوني وهو مسؤول المالية والاقتصاد في المجلس المعارض ان قطر ستزود المعارضين بالوقود والدواء والطعام واحتياجات انسانية اخرى في اطار صفقة لتسويق النفط من شرق ليبيا والذي لا يزال تحت حظر من الامم المتحدة. واضاف ان المعارضين شكلوا هيئة اشبه بوزارة للنفط وان العاملين في مجال النفط يتبعون هذه الهيئة او شركة نفط الخليج العربي المتمركزة في الشرق والتي قالت انها قطعت صلتها بمؤسسة النفط الوطنية الحكومية.
سمير
جرحى وقتلى ، ومستشفيات بسيطة ، وربما اماكن لا يتم الوصول اليها الا بصعوبة بالغة .. . الله يفرج عن البحرين آمين آمين . والله يفرج عن ليبيا آمين آمين .